تقارير

خطاب حوثي متشنّج وارتباك غير مسبوق.. هل حانت لحظة النهاية؟

14/12/2024, 09:04:12

بخطاب متشنّج وغير مسبوق، ظهر زعيم جماعة الحوثي، بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، فاتحا النار في كل الاتجاهات؛ من ثوار سوريا إلى الشعوب العربية، التي تخلت عن هذا النظام المقاوم -حسب زعمه، وحتى اليمنيون في حال فكروا بتكرار التجربة ومحاولة إسقاط سلطة الجماعة في صنعاء.

منذ بداية الأحداث في سوريا، كان خطاب قيادات المليشيا يؤكد أن اليمن ليست سوريا، وأن محاولة التجريب ستؤدي إلى هزيمة قاسية بحق من يحاول؛ مع التهديد باستهداف ما يعتقد الحوثيون أنهم الداعمون؛ في إشارة إلى السعودية.

- الحرب الداخلية ليست حتمية

يقول القيادي في جماعة الحوثي محمد البخيتي: "ما حصل في سوريا من حرب، ابتداء من عام 2011 وحتى الآن، كان بدعم أمريكي، والجميع يعرف أن تلك الحرب بدأت تحت إدارة غرفة عمليات بقيادة أمريكا، وكان شركاء هذه الغرفة في تركيا، وكذلك السعودية وقطر والإمارات، وكذلك في فرنسا، وبريطانيا".

وأضاف: "قد حصلت حرب لمدة 13 عاما؛ خسر فيها الشعب السوري الكثير، واليوم بعد أن تمكنت قوى المعارضة من السيطرة على دمشق وفرضت أمرا واقعا أكدنا موقفنا بأننا سنقف إلى جانب سوريا؛ في أي مواجهة مع أعداء الأمة، سواء إسرائيل أو أمريكا".

وتابع: "موقفنا لن يتغير من حيث المبدأ بصرف النظر عن من يحكم سوريا".

وأوضح: "بالنسبة لنا نحن ننطلق من منطلق القيم والمبادئ، ولا نتحرك من منطلق الأشخاص".

واستطرد: "توجهاتنا واضحة ومعروفة؛ إننا دائما إلى جانب قضايا الأمة الإسلامية، إلى جانب القضايا العربية، أيضا إلى جانب قضيتنا الوطنية المتمثلة باستعادة سيادة واستقلال اليمن".

وزاد: "سنكون حريصين على دعم كل الدول العربية والإسلامية التي تواجه نفس التحديات والتهديدات، وسنكون حريصين على سيادتها واستقلالها بصرف النظر عن من يحكم في هذه الدول".

وقال: "بالنسبة لسوريا موقفنا واضح، نحن اليوم مع سيادة واستقلال سوريا، بصرف النظر عن من يحكمها، وسنقف إلى جانب سوريا في أي مواجهة مع الكيان الصهيوني، خصوصا وأن الكيان الصهيوني له أطماع، وأيضا أمريكا لن تترك سوريا وحدها".

وأضاف: "الأمريكيون، اليوم، يتحدثون عن حماية الأقليات في سوريا، ونحن نحذر كل الشعب السوري -بمختلف فئاته- ألا يتعاطوا مع هذه الادعاءات الأمريكية".

وتابع: "على السلطة الجديدة اليوم في دمشق أن تسعى للمّ شمل السوريين، وأن يكون هناك عفو عام يشمل الجميع".

وأوضح: "ما يجمعنا بإيران هو نفس ما يجمعنا بحماس، ونفس ما يجمعنا بحزب الله؛ وهو مواجهة أمريكا والمشروع الأمريكي في المنطقة".

وأشار إلى أن "اليمن (الحوثيين) اليوم أصبح متصدرا فيما يتعلق بالمواجهة مع الكيان الصهيوني، وفي ما يتعلق بالمواجهة مع أمريكا وبريطانيا".

ويرى أن تحرّكهم "اليوم هو من أجل غزة، وتحرّك إيران من أجل غزة، وكذلك حزب الله، كل نتحرك من أجل غزة، وليس من أجل إيران"، حسب اعتقاده.

وقال: "قبل طوفان الأقصى كنا مجهزين أمورنا من أجل إجبار السعودية، وكذلك الإمارات، على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، سواء سلما أو حربا".

وأضاف: "لكن مع طوفان الأقصى قررنا تجميد كل الجبهات الداخلية والإقليمية، وأبلغنا السعودي والإماراتي، وأيضا قيادات جبهات في الداخل، بأننا نريد التفرّغ لمواجهة الكيان الصهيوني".

وتابع: "نحن حريصون على استمرار تجميد الجبهات الداخلية والإقليمية، لكن هناك أصوات؛ مثلا من مأرب على لسان العرادة؛ وعلى لسان الحسن أبكر، وأيضا الانتقالي، وطارق عفاش، وبعض قيادات السلفية، هم الآن يسعون لتفجير الحرب الداخلية، ويقولها بكل صراحة".

واتهم: "من يقومون بهذه المهمة هم في الحقيقة قد أصبحوا في خندق واحد مع الكيان الصهيوني".

وقال: "نحن مع الحل الداخلي في اليمن، وذلك ببناء شراكة تستوعب جميع المكونات السياسية اليمنية، وبناء عملية سياسية تستعيد سيادة واستقلال اليمن".

وأضاف: "وعلى المستوى الإقليمي نحن مع سلام مشرف يضمن كرامة وسلامة جميع دول المنطقة".

وتابع: "على كل الحكومات العربية والإسلامية أن توحِّد موقفها لمواجهة المشروع الأمريكي الخطير".

وأوضح: "الحرب بيننا وبين بقية الأطراف -مثلا حزب الإصلاح والانتقالي وكذلك عفاش- ليست حتمية؛ المفترض أننا كلنا نتوحد من أجل مواجهة العدو الخارجي".

وتابع: "ندرك أن أمريكا قد بدأت تعد منذ مدة لتفجير الجبهات الداخلية، لكن نحن مستعدون، كما أننا مستعدون لمواجهة أمريكا وبريطانيا".

-تحول إستراتيجي كبير 

يقول أستاذ الاجتماع السياسي في جامعة صنعاء الدكتور عبد الباقي شمسان: "نحن أمام تحول إستراتيجي كبير في منطقة الشرق الأوسط؛ المرحلة الأولى منه ما يحدث في سوريا ولبنان".

وأضاف: "هذه المرحلة الأولى سيتم ترتيبها، وإيجاد نوع من الاستقرار، أو شبه الاستقرار، وإيجاد التوافقات الدولية والإقليمية، ثم سننتقل إلى المرحلة الثانية، وهي مرحلة الحوثيين، ومرحلة المليشيات الشيعية في العراق".

وتابع: "وهي مرحلة تتوقف على كيف يمكن للدول الإقليمية في المنطقة القريبة من اليمن والعراق ترتيب وتكييف مطالبها مع التوافقات الدولية، كما عملت تركيا، وكذلك الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بما يحدث في سوريا".

وأوضح أن الحوثيين "لم يقفوا يوما مع النظام السوري؛ هم قمعوا وقتلوا وعذبوا وهجروا، ودعموا السلطة وليس الشعب السوري".

وزاد: "هناك رفض شعبي وجماهيري (للجماعات الشيعية) سواء في لبنان أو في سوريا، وكذلك اليمن قريبا جدا، وفي العراق من بعدها، أو تزامنا معها".

وأشار إلى أن خطاب الحوثي، الذي يتحدث عن مبادئ ويتحدث عن قيم وطنية (عار عن المصداقية)، "لقد نكلوا بالشعب اليمني، وقتلوه وعذبوه، ونهبوه، وانقلبوا على السلطة".

وأكد أن الحوثيين "هم المرحلة الثانية، وأنه، سواء وقف المجتمع الدولي أو لم يقف، حان وقت القطاف".

وشدد على أن "هذه الجماعة (يجب) أن تستأصل من الجغرافية اليمنية؛ لأنها جماعة لها مشروع ما قبل وطني، وما فوق وطني، مرتبط بإيران".

ويرى أن "هناك تحولا دوليا، وبالتالي إيران مشروعها قاب قوسين أو أدنى من انتهائه".

وبيّن أن الحوثيين "ليسوا جزءا من المنظومة الإيرانية، هم أداة إيرانية، وبل أرخص أداة لإيران في المنطقة"، نافيا: "هم ليس أقرب للسعودية، ولكن السعودية لم تستطع أن تلعب أو توظف مصالحها وعلاقتها الدولية مع مصالحها الإقليمية لاجتثاث هذه الجماعة، وقامت برهانات لم تؤتِ أكلها".

واعتقد أنه "حان الوقت لإنهاء هذا المشروع، واستعادة الدوله اليمنية حتى دون دعم دولي"، مؤكدا أن "السجون السورية سنجد مثلها في صنعاء، وسنجد مثل هذا القهر في صنعاء، وسنجده في العراق، وفي إيران".

ووصف الحوثيين (والجماعات الشيعية المدعومة من إيران) بأنهم "أعداء الأمة، وهم أعداء اليمن، وأعداء العراق، وأعداء المشروع القومي العربي، ويضعون خطابا وهميا".

ويرى أن "الشعب اليمني لديه خطة واضحة لإنهاء هذا المشروع، وأنه آن الأوان لاجتثاث هذه الجماعة"، معتقدا أن خطاب جماعة الحوثي وتهديدها ما هو إلا اللحظات الأخيرة.

وبيّن أن إيران نفسها في ورطة ولا تستطيع حتى أن تقدم للحوثيين الدعم.

وقال: "الطريق إلى تحرير غزة واستيعادة القدس يمر عبر اجتثاث الجماعات الشيعية الحوثية ومليشيات في العراق والنظام السوري".

وأوضح: "الخطر الحوثي لن يتوقف في صنعاء هم يريدون مكة والمدينة، ولديهم مشروع أوسع، وإذا لم توجد مكة والمدينة سيبحثون عن أي حرب أخرى"؛ مؤكدا أن "الثورة قادمة لليمن".

وأضاف: "أولويتنا إنهاء هذا الانقلاب، واستيعادة الجمهورية اليمنية، وفي المرتبة الأولى الخطر الذي يهدد الشعب اليمني (الحوثيون والمجلس الانتقالي)"، معتقدا أن "الشعب اليمني سيتجه نحو صنعاء".

تقارير

بعد سقوط بشار الأسد.. ما موقع اليمن في خارطة التحولات الجديدة؟

يوصف سقوط الرئيس السوري بشار الأسد بأنه لحظة تحول كبرى في صراعات المشرق العربي، وبالتالي فالمنطقة مقبلة على تحولات جذرية، ذلك أن تداعيات سقوط نظام الأسد ستؤثر على مختلف الصراعات في الإقليم، بما فيها الصراع في اليمن، الذي يشبه الوضع فيه الوضع في سوريا، من حيث حكم الأقليات الطائفية الاستبدادية الموالية لإيران، وتداخل مصالح قوى إقليمية ودولية كبرى في كلا البلدين، فسوريا تحتل موقعا مهما في منطقة اشتباك متعدد الأطراف والأهداف، بينما يحتل اليمن موقعا إستراتيجيا مهما على الصعيد الدولي لإشرافه على مضيق باب المندب، وقربه من منطقة القرن الأفريقي التي تعد أيضا محور تنافس بين العديد من القوى الإقليمية والدولية.

تقارير

أطفال تعز ذوو الإعاقة.. بين الواقع المُر وآمال التعليم المفقود

يعيش الأطفال ذوو الإعاقة في تعز معاناة يومية؛ بسبب غياب الدعم اللازم الذي يضمن لهم حقهم في التعليم والمشاركة الفعالة في الحياة المجتمعية؛ نتيجة انعدام المدارس والمرافق المتخصصة، التي تستوعب احتياجاتهم الخاصة

تقارير

المختطفون والأسرى.. ما دلالات دعوة مليشيا الحوثي إلى إتمام اتفاق مسقط؟

لا تزال سجون مليشيا الحوثي مفتوحه أمام اليمنيين، حيث رصدت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات اختطاف 17 شابا في العاصمة صنعاء، الواقعة تحت سيطرة المليشيا، بسبب تعبيرهم عن فرحتهم بانتصار الشعب السوري، ورحيل نظام بشار الأسد.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.