سكان في تعز يتحدثون لبلقيس عن آمالهم بعد رفع الحصار

ينتظر سكان تعز منذ أيام أخبارا سارة، ويتشبثون بآمال إنهاء الحصار وفتح الطرقات والمنافذ الرئيسية في المدينة، التي قامت مليشيا الحوثي بإغلاقها منذ سبع سنوات.

موقع "بلقيس" تحدث  مع عدد من أبناء تعز، وسألهم عن طموحاتهم عقب رفع الحصار عن المدينة، وفتح الطرقات بعد سنوات من الحرب الطاحنة. 

- الأقارب أولا

يقول محمد ردمان، وهو عامل متجول في المدينة، إن أول ما سيفكّر بعمله فور فتح الطرقات هو زيارة عائلته في الحوبان، التي تقطّعت بينه وبينها السبل، بسبب المسافات التي بات يحتاجها للوصول إليهم، وتحولت إلى خمس ساعات بعد أن كانت لا تستغرق 10 دقائق. 

يؤكد ردمان أن ما يتحصل عليه من المال لا يكفي لدفع تكاليف التنقل في ظل الحصار، إضافة إلى التزاماته الكبيرة تجاه عائلته التي تسكن بالإيجار في الحوبان، ويغيب عنها لأشهر طويلة. 

آمال الأم نجاة ردمان مختلفة بعض الشيء، حيث تمنّي نفسها بأن تقضي يوما ممتعا هناك في حديثة "دريم لاند" في الحوبان، التي لم يزورها أطفالها منذ ولادتهم قبل خمسة أعوام. 

 تقول نجاة: "جعلتنا الحرب نشعر وكأننا في سجن كبير، اذا فتحت المنافذ سأذهب مباشرة في نزهة مع أولادي، ما ذنبنا -نحن المواطنين- ليعاقبونا أكثر مما حدث معنا طوال هذه السنوات". 

- خطط أخرى 

وإلى جانب الآمال الكبيرة التي يرسمها أبناء تعز لأنفسهم منذ إعلان الهدنة الأممية، يفكّر الشاب شكيب القدسي بالعودة من جديد إلى العمل من خلال باص الأجرة، الذي يمتلكه، وينقل من خلاله المواطنين من  مدينة تعز إلى جولة القصر والحوبان. 

وفي المقابل، لا تختلف أمال سكان الحوبان أنفسهم عن سكان المدينة، الذين يعيشون هم أيضاً مرارات أخرى للحصار بعد أن فقدوا القدرة على الوصول إلى المدينة، والاستمتاع بساعات الغروب هناك من أعالي جبل صبر وقلعة القاهرة. 

وكما لسكان تعز أقارب في الحوبان، أيضاً يتمنّى سكان الحوبان زيارة أقاربهم ومعارفهم في المدينة، وتبديد مسافات الحرب التي فرضت عليهم. 

- مباحثات وجهود 

وفيما يواصل سكان تعز تصعيدهم للضغط على مليشيا الحوثي لإنهاء الحصار من خلال التظاهرات والاحتجاجات المستمرة، أعلنت الأمم المتحدة انطلاق مباحثات في الأردن بين ممثلي الحكومة والحوثيين للتشاور حول قضية فتح الطرقات، وإنهاء الحصار. 

وشدد المبعوث الأممي، هانس غروندبرغ، على ضرورة تجديد الأطراف للهدنة؛ لضمان استمرارية فوائدها في انخفاض حدة القتال، وتخفيف معاناة الشعب اليمني.

بدوره، قال محافظ تعز، نبيل شمسان، إن معاناة تعز جزء من المعاناة الإنسانية لكل محافظات اليمن، ويجب أن يُستجاب لمطالبها بشكل كامل دون تجزئة.