تقارير

سلطنة عمان.. طاولة يجتمع حولها الأصدقاء والخصوم بشأن اليمن

29/09/2022, 09:21:00

امتدادات الملف اليمني إقليميا تدفع اليمنيين إلى متابعة آخر التطوّرات المرتبطة بالمشهد اليمني، خصوصا بعد تصريح المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، بأن خطر العودة إلى الحرب بات حقيقيا.
وتتجه الأنظار مجددا صوب "عُمان"، التي تتوسط الخليج جغرافيا، والمجتمع الدولي دبلوماسيا، وتحوّلت إلى طاولة يجتمع حولها الأصدقاء والخصوم معا.

- الدوران في حلقة مفرغة

في هذا السياق. يقول الباحث السياسي، البراء شيبان: "إنه يجب أن ننظر إلى ما هي إمكانية المجتمع الدولي في ظل الحسابات المختلفة الموجودة على الأرض والمصالح المتضاربة، وعدم قدرة التحالف على توحيد الأقطاب اليمنية، وتحديدا عدم ضبط بوصلة التحالف بين الإمارات والسعودية".

وأوضح أن "دور المجتمع الدولي في أفضل الأحوال، يستطيع فقط السعي نحو تمديد الهدنة، وليس أكثر من ذلك، والمبعوث الأممي منذ فترة وهو يدور في حلقة مفرغة، لأن ليس لديه ما يقدّمه للأطراف، وليس هناك دولة حاليا تستطيع أن تفرض على مليشيا الحوثي أي خيار سياسي".

وأشار إلى أن "المبعوث الأممي يمنح مليشيا الحوثي ما تريده، ومن ثم يذهب للتفاوض مع الحكومة. وعندما يفشل يذهب بعد ذلك إلى التحالف، ويدور في هذه الحلقة المفرغة منذ ستة أشهر".
ويرى أن "المبعوث الأممي، والمجتمع الدولي، ليس لديهم أي حل سياسي، وليس لديهم آلية أو طريقة للحل السياسي، وعلى اليمنيين أن يستوعبوا ذلك".

وقال: "رؤية المجتمع الدولي للحل في أن الأطراف سيشكّلون حكومة جديدة مناصفة أو مقاسمة، بينهم البين، ثم يكون هناك تمهيد لترتيبات عسكرية في المدن الرئيسية، دون وجود أي ضمانات".
واعتبر "كل من يعتقد بأن المجتمع الدولي يستطيع أن يحل الأزمة اليمنية واهم"، مشيرا إلى أن "المجتمع الدولي لا يمتلك عصا سحرية، وباعتباره وسيطا دوليا من الطبيعي أن يصرّح ممثلوه بأن ليس هناك حل عسكري في اليمن".

وبيّن أن "مليشيا الحوثي ترى بأن من مصلحتها أن تنتهي الهدنة الأممية، لأنها ترى بأن الطرف الآخر لايزال مقسما لم يستطع أن يوحّد جهوده، فيما إذا كانت المليشيا غير جاهزة عسكريا فسيكون من مصلحتها تمديد الهدنة".
وأضاف: "نريد أن نفهم ما الذي تريده مليشيا الحوثي من هذه الهدنة، هل تريد تدفق أموال من أجل تموين نفسها عسكريا، أم أنها تريد مشروعية دولية قدر الإمكان؟ وبكل مرّة هي تنتزع شيئا من المجتمع الدولي".

وتابع: "الواضح أن مليشيا الحوثي لا تريد أي قيود عليها، لأن السفن -حتى هذه اللحظة- لاتزال تحصل على تصاريح من الحكومة اليمنية، وإنما تريد تدخلا غير مشروط، وخصوصا السفن النفطية التي تُكسبها أرباحا مهولة، بينما هي لم تلتزم بدفع المرتّبات، وتحمّل الحكومة مسؤولية ذلك".

ويرى أن "مليشيا الحوثي تعتقد بأن مليشيا الحوثي -خلال هذه المرحلة على الأقل- تحصل على تدفقات مالية إضافية، وتقوم بترتيب نفسها، والاستعداد في حال كانت هناك معركة عسكرية، بل إن ما من خطوة تخطوها إلا وتهدف لتحضير نفسها عسكريا للمرحلة القادمة".

وقال: "المجلس الرئاسي -حتى هذه اللحظة- لم يتمكن من ترتيب صفوفه، وليس هناك أي مؤشرات لوجود تغيّر استراتيجي حتى بعد اتفاق الرياض".
وأوضح أن "الحل سيكون سياسيا، لكن لم يذكر ولا مرّة واحدة ما هو شكل الحل السياسي، وما هي الضمانات التي يقدّمها، وما هي الالتزامات التي انتزعها من مليشيا الحوثي؟".

وفي حديثه عن دور عُمان، قال شيبان: "إن دور عُمان مهم، وكان لها دور في الإفراج عن بعض الأسرى والمعتقلين وبعض المختطفين الأجانب، الذين كانوا لدى مليشيا الحوثي عبر وساطات".
وأضاف: "عُمان لديها ملفات كثيرة في اليمن، من ضمنها المهرة، ولكن لا اعتقد بأنها تستطيع التأثير بالمسار اليمني بشكل كامل، وهي -منذ اللحظة الأولى- أعلنت موقفا واضحا بأنها ليست مع خيار التحالف العسكري، وتعتقد بأنه من مصلحتها أن تلعب الدور المحايد".

- الدور العُماني

في هذا السياق، يقول الباحث المتخصص في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، الدكتور علي الذهب: "عُمان هي لاعب أساسي في الملف اليمني لاعتبارات كثيرة، منها لأنها مجاورة لليمن، وهي توازي هم السعودية فيما يخص الأمن القومي".

وأوضح أن "عُمان تمثل وسيطا عربيا مع إيران ومع الحوثيين، الذين يتخذون منها مقرا لإجراء مفاوضتهم السياسية، فضلا عن أمور أخرى تتعلق بإمداداتها لمليشيا الحوثي بالأسلحة".
وقال: "وجود سلطنة عُمان في الأزمة وفي المفاوضات هو وجود أصلي على اعتبار أنها دولة اثأضيفت إى الدول الست المعنية بالقضية اليمنية، فضلا عن كونها أحد أطراف المبادرة الخليجية، وهي كذلك تنظر بأنها ممكن أن تشكّل وسيطا رابحا ومجديا مع إيران إزاء السعودية والإمارات".

وأضاف: "عُمان تلعب دورا فاعلا ومقبولا لدى كافة الأطراف، وكان لها دور وأثر فاعل في جلب مليشيا الحوثي إلى مفاوضات السلام والهدنة".
وأفاد بأن "عُمان تلعب بالبيضة والحجر، فهي تلعب كوسيط، مع أن مليشيا الحوثي ورقتها، والسعودية والإمارات تدرك ذلك، وتتعاملان معها بشكل صريح، وحاولتا بشكل أوضح إظهار بأن عُمان شريك للحوثيين في إمداد الأسلحة، رغم نفي السلطات العُمانية ذلك".

وقال: "الدور العُماني هو دور مزدوج، ودور مبرر حتى في الأعراف الدولية، باعتباره دفاعا عن أمنها القومي، ولذلك على الأطراف اليمنية أن ينتبهوا، كونهم أصبحوا مجرد أدوات خارجية، أو سيكونون هم الخاسرين في هذه الحرب".
وفي حديثه عن آلية السلام، قال الدكتور الذهب: "ليس هناك أي تصوّر واضح لآلية السلام، لأن الحكومة اليمنية ومليشيا الحوثي إرادتهم مسلوبة خارجيا، وإن كانت عملية السلب غير متساوية".

وبيّن أن "مليشيا الحوثي تمارس ضغوط تجاهها من قِبل إيران، فيما يخص إمدادهم بالأسلحة والتقنيات والموقف السياسي والخبراء والإعلام وغير ذلك، وهذا باعتراف ناطق المليشيا الرسمي، محمد عبدالسلام، وفي نفس الوقت هي لديها مشروع داخلي خاص بها، لذا هي تحاول التوفيق بين الضغوط الخارجية، التي تمارس تجاههم وتجاه مشروعهم الخاص بالحركة الحوثية".

وأضاف: "الحكومة الشرعية أيضا إرادتها مسلوبة من قِبل التحالف ومن قِبل قوى دولية نافذة لديها مصالح استراتيجية في اليمن، ويهمها استمرار الهدنة دون الوصول إلى حل سلام فقط، لما يحقق مصالحها، خصوصا في ظل استمرار المفاوضات النووية مع إيران، وفضلا عن أزمة الطاقة نتيحة الحرب الروسية - الأوكرانية".

وبيّن أن "هناك وضوحا للمشروع الانفصالي والمشروع الإمامي، إلا أن المشروع الوطني غير واضح"، مشيرا إلى أن ذلك بسبب الإدارة السياسية التي تدير أو تشجّع القرار العسكري، وانعكس ذلك على أداء الجيش، وعلى تعاملها مع الكيانات والتشكيلات المسلحة التي تعمل لأجندات خارجية".

من جانبه، يقول الوزير السابق، الدكتور صالح سميع: "نأمل من عُمان ونعوّل عليها الكثير، فسياستها الخارجية سياسة عاقلة ومحايدة، وكل الأطراف راضون أن تقوم بأي دور في المستقبل".
وأضاف: "لا أظن أن لعُمان مصلحة من طرف ضد طرف، والإباضية تاريخها لا يجعلها صديقة للشيعة".

تقارير

"حيث الإنسان" يساعد عشرات الأطفال في مأرب على الوقوف والسير من جديد

يحكي برنامج "حيث الإنسان"، - الذي تدعمه وتموِّله مؤسسة "توكل كرمان"- قصة أب لا يعرف الاستسلام، وقد صنع عالما أجمل لمجموعة صغيرة من الأطفال، بينهم طفله، بتأسيس مركز تأهيل للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، في مدينة مأرب، الواقعة في الجزء الشمالي الشرقي لليمن.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.