تقارير

عاقبة الرهان على الخارج.. من أين يكتسب المجلس الرئاسي سلطته؟

20/05/2025, 13:26:02

تكدَّست الأزمات فوق رؤوس اليمنيين، حتى غدت الحياة نفسها عبئا يوميا، بينما بقيت السلطة الشرعية في حالة عجز عن ابتكار حل واقعي واحد، يخفف وطأة العتمة والجوع.

تغيير رئيس الحكومة بدا ومضة بروتوكولية، لم تتجاوز جدار العجز، فالقرارات صدرت بلا خطة طوارئ، ولا زمن تنفيذ، فاستمرت طوابير الخبز أطول من بيانات التطمين، وبقي الرِّيال يهبط أبعد من قدرة الناس على التقشف، وزاد المشهد تشوّها.

المجلس الرئاسي تحوّل إلى هيكل مشلول وظيفيا لا يملك رؤية جامعة ولا أدوات نفاذ فعّالة، كما تحوّل الانتقالي من خطاب الشراكة إلى دور جهاز ميداني متخصص بالقمع وضبط الاحتجاجات، ومع غياب برلمان فعّال وقضاء مستقل، تمددت شبكات الفساد بلا خوف.

- غضب شعبي

يقول المحلل السياسي، أحمد شوقي أحمد: "إن عدم عودة رئيس الحكومة من الرياض إلى عدن هي خطوة من الواضح أنها اتخذت في ظل الظرف الأمني في محافظة عدن، غير المستقر".

وأضاف: "هناك احتشاد وغضب شعبي من قِبل الشارع في عدن، وفي المحافظات الجنوبية؛ نتيجة انقطاع الكهرباء، ونتيجة الأزمات الاقتصادية، وارتفاع سعر الصرف، وأشياء كثيرة جدا يعاني منها الناس".

وتابع: "بعد أن كان هناك حديث عن عودة مبكرة لرئيس الحكومة، وكان هناك عدد من كبار موظفي الحكومة، أو الوزارات يتهيؤون لاستقباله، ربما تراجع عن هذه الخطوة باتجاه نحو جلب دعم اقتصادي معيّن، ليستطيع أن يعود به إلى الداخل، وأن يكون محافظا على الصورة الذهنية له كرئيس حكومة".

وأردف: "لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يعود رئيس الحكومة إلى الداخل، وهذا الوضع الكارثي قائما، وليس هناك تخفيف من معاناه الناس".

- ضجيج بلا طحين

يقول الكاتب والصحفي نشوان العثماني: "هناك نقطتان، الأولى أننا نحن جميعا نسمع ضجيجا عادة ولا نرى طحينا، والأمر الآخر أن الخارج لا يمكن أن يحل مشكلة لا يستطيع الداخل أن يتّحد وأن يكون جاهزا لحلها".
 
وأضاف: "لا يوجد أي مبرر على الإطلاق أن يكون مسؤولو البلد خارج البلد لمدة طويلة، وكل هذه الفترة التي مضت، أوقات تواجدهم خارج البلد أكثر بكثير من أوقات تواجدهم داخل البلد".

وتابع: "الحديث عن الدعم الخارجي سيظل دائما مختلا ما لم يرتبط أساسا، وعلى نحو وثيق، بالتواجد داخل البلد لمشاركة الناس معاناتهم، وبالعمل قدر الإمكان على تخفيف هذه المعاناة، ما عدا ذلك لا يمكن أبدا بأي حال من الأحوال أن يقبل وضعا من هذا النوع، والشارع اليوم أصبح لا يثق أبدا بأي وعود، وبأي تصريحات؛ لأن الوضع الاقتصادي وصل إلى حد لا يمكن معه الاحتمال على الإطلاق".

وأردف: "اليوم أستاذ الجامعة، الذي كان في محل مرموق وكانت وظيفة يُشار إليها، أصبح اليوم لا يستطيع أن يعتمد على راتبه بالأساسيات".

 - المسألة أكبر

يقول عضو مجلس النواب اليمني، جعبل طعيمان: "المسألة أكبر من قضية تغيير حكومة أو تغيير رئيس وزراء، فالبلاد لم يستقر لها وضع، لا دستوري ولا قانوني؛ لأن الحكومة وهيئة الرئاسة لم تتواجد على أرض البلد، والحكومة كذلك مشتتة".

وأضاف: "بن بريك يريد أن يصل إلى شيء من إرضاء المواطنين، الذين يظاهرون في المحافظات من أجل الخدمات، يريد أن يوفّر أي شيء وصوله إلى البلد".

وتابع: "هناك تهميش متعمد للدستور، والقانون، حيث لم يلتزموا بالدستور في أي نقاطه، مثلا مبارك لم يقدم أي برنامج إلى مجلس النواب، وبرنامج الحكومات، الحكومة ملزمة بتقديم الموازنة العامة للدولة لإقرارها من مجلس النواب، وهذا لم يتم في الفترات التي مرت كلها".

وأردف: "لم نعرف حسابات ختامية أيضا، ولم يقدموا برنامجا للحكومة، ولا ميزانية عامة للدولة، والبرلمان نفسه مشتت، وهو المؤسسة الدستورية الوحيدة في البلد؛ لأنه منتخب من قِبل الشعب، ولكن لا يُراد لهذه المؤسسة أن تجتمع أصلا".

تقارير

بين ضغط واشنطن ووعيد تل أبيب.. كيف يستخدم الحوثيون حرب غزة لإعادة تموضعهم إقليمياً؟

ازدادت حدة التصعيد بين مليشيا الحوثيين والاحتلال الإسرائيلي بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 6 مايو الجاري، عن التوصل إلى اتفاق تهدئة مع الحوثيين، قائلا إنهم "استسلموا" وطلبوا من إدارته وقف الهجمات ضدهم مقابل وقف تهديداتهم للملاحة في البحر الأحمر وعدم استهداف المصالح الأمريكية في المنطقة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.