تقارير
في ظل الهجمات المتبادلة بين الحوثيين وإسرائيل.. أي مآلات للتصعيد تترقبها المنطقة والطرفان؟
قال مركز أبحاث دولي، إن مقتل رئيس حكومة الحوثيين، غير المعترف بها دولياً، وعدد من الوزراء بغارة إسرائيلية، يُربك موازين القوى ويفتح باب التصعيد.
وأضاف تحليل نشره موقع "ساري جلوبال"، أن ذلك قد يُعيد تشكيل موازين القوى داخل الجماعة الحوثية، وسط احتمالين رئيسيين: إما تعزيز القبضة الأمنية داخلياً وتكثيف الهجمات الخارجية للرد، أو بروز حالة من الارتباك السياسي قد تُضعف موقف الحوثيين في أي مفاوضات مقبلة.
ووصف المركز العملية بأنها تمثل تصعيداً غير مسبوق بين إسرائيل والحوثيين، والحرب غير المعلنة بين إسرائيل وإيران، وأن ذلك أحدث فراغاً سياسياً وهزّة داخل الجماعة.
ويرجح محللون أن تشهد المرحلة المقبلة هجمات متبادلة سواء عبر البحر الأحمر أو بالصواريخ والطائرات المسيرة. فيما وحذّر الموقع من استمرار حالة التوتر في البحر الأحمر وتأثيراته الإضافية على حركة الشحن ووصول المساعدات.
ضربة استباقية
يقول المحلل السياسي الرائد مصطفى القحفة، استهداف إسرائيل لقيادات حوثية، في مثل هذه الأمور تسمى الضربة الاستباقية، والضربة الاستباقية كما تقول الحكمة العسكرية أن الذي يسبق عدوه بضربة استباقية هو المنتصر في الضربة الأولى لأنه يقوم بإرباك عدوه وقطع خطوط اتصالاته وإرباك جماعته.
وأضاف: إسرائيل قامت بهذه الضربة واستبقت بضربة استباقية حقيقية، ضربت قيادات الصف الأول وهو رئيس الحكومة التابعة للميليشيا الحوثية وعدد من الوزراء المعينين في صنعاء.
وتابع: بهذا الموضوع خصوصاً، أريد أن أذكر أن هناك استهدافاً جاء يوم أمس رداً على تصعيد الضربة الإسرائيلية، يقول المتحدث العسكري للحوثيين أنه اليوم تم استهداف مبنى هيئة الأركان الإسرائيلية عبر طائرة مسيرة من نوع صماد أربعة، وأنهم استهدفوا محطة كهرباء الخضيرة ومطار اللد وميناء أسدود بثلاث طائرات مسيرة، وأعلن في بيان صحفي له أنهم استهدفوا سفينة شمال البحر الأحمر، هذا تصعيد جديد وخطير وكبير بين إسرائيل والحوثيين.
وأردف: زعيم ميليشيا الحوثي يُركز دائماً على الاحتفاظ بالقيادات العسكرية والأمنية، ويُوعز لقيادات الميليشيا بعدم التواجد بشكل جماعي وأيضاً في مؤتمرات أو اجتماعات عسكرية أو أمنية، ولذلك وضعوا الحكومة جانباً، وهو ما استفردت به إسرائيل في ضربها للحكومة غير الشرعية في صنعاء، بشكل مباشر دون أن يكون لها تأمين أو أمان، ولم تعتبر لما حدث لحزب الله في لبنان حيث استطاعت إسرائيل أن تصل إلى العمق تحت الأرض لزعيم جماعة حزب الله.
وزاد: لم تأخذ جماعة الحوثيين الحذر، وربما كان الحوثيون يعلمون بهذه الضربة مسبقاً وضحوا بالزنابيل مقابل الحفاظ على القناديل، لأن الميليشيا الحوثية من خلال تعيين "مفتاح" القائم بأعمال رئيس الحكومة التابعة لها، يؤكد أن الجماعة تستجلب وتستخدم أبناء السلالة إلى المناصب القيادية والمركزية، وذات السلطة العليا.
وقال: سيتخذ أيضاً زعيم جماعة الحوثي في الأيام القادمة تعيينات من ذوي الأرباب ومن ذوي السلالة في المناصب السيادية للحكومة غير المعترف بها في صنعاء، بدلاً من أولئك الحزبيين الذين ينتمون إلى حزب المؤتمر الشعبي العام.
ثغرة استخباراتية عميقة
يقول الصحفي مراد العريفي، باعتقادي أن إسرائيل وجدت ثغرة استخباراتية عميقة لدى جماعة الحوثيين، وهذا الأمر أشارت إليه وسائل إعلام إسرائيلية، وكان موقع عسكري قد قال الأسبوعين الماضيين إن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية استطاعت أن تصل إلى معلومات تتعلق بجماعة الحوثيين، وهذا باعتقادي هو حجر الزاوية فيما يتعلق بالمواجهة بين الطرفين التي ابتدأت في منتصف العام الماضي.
وأضاف: إسرائيل خلال الفترات السابقة كانت تستهدف منشآت سابقة صادرتها بشكل متكرر وهي كانت تتعلق ببنى تحتية تتعلق بميناء الحديدة ومطار صنعاء، وآخر ضربة كانت استهدفت شركة النفط اليمنية، لكن هذا التطور الجديد باعتقادي أنه متغير كبير وسيغير من المشهد في الصراع بين الطرفين.
وتابع: باعتقادي هذه المعلومة كانت متوفرة لدى أطراف دولية سابقة على اعتبار أن هؤلاء الأشخاص المستهدفين هم أشخاص دائماً ما يلتقون بالناس ويتحركون وفق معلومات معروفة لدى الكل، لكن حينما وصلت هذه المعلومات إلى تل أبيب، لم تتردد لحظة واحدة في استهدافهم، وإن كانوا باعتقادي من الناحية العسكرية ليسوا مهمين بتلك الدرجة.
وأردف: لكن من الناحية الرمزية، بدا الأمر خصوصاً في إسرائيل ولدى مناصري نتنياهو بأنها ضربة عسكرية كبيرة تستهدف الحكومة غير المعترف بها التابعة لجماعة الحوثيين بشكل كامل.
وزاد: التغير الآخر سيكون في الرد الحوثي، وهذا ما بدا واضحاً في البيان الأخير للمتحدث العسكري باسم جماعة الحوثيين، عن استهداف مبنى هيئة أركان العدو الإسرائيلي وعمليات استهدافات مطار اللد ومحطة الكهرباء.
وقال: لكن هل هذه الضربات كانت مؤثرة على إسرائيل؟ باعتقادي حتى الآن المعلومات لم تتضح، وجماعة الحوثيين تعتمد بشكل كبير على البروباجندا والدعاية الإعلانية لضرباتها، لكن من المؤكد أن القدرات العسكرية لجماعة الحوثيين أصبحت أقوى خلال المرحلة الأخيرة.