تقارير

كيف بعثرت الإمارات أحلام الجنوب واختزل الانتقالي القضية في مكوّن واحد ينتمي إلى المثلث؟

06/10/2022, 06:55:58

في مايو 2017م، أنشأ التحالف السعودي - الإماراتي المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يرفع شعار الانفصال والتقسيم، محاولا فرضه بالقوّة كما أثبتت السنوات الـ5 الماضية، التي حاول فيها الانتقالي استنساخ تجربة مليشيا الحوثي في صنعاء من خلال سياسة العنف المفرط تجاه المخالفين له، حتى من الكيانات الجنوبية التي لا تتفق مع توجّهه.

يسوّق الانتقالي أن السعودية والإمارات ستستعيدان له دولة الجنوب، في الوقت التي تسيطر الدولتان على كافة الموانئ والمنافذ والمطارات والمؤسسات الإيرادية، حارمة الجنوب من كل ثرواته وخيراته. 

- سلوك الإقصاء 

في هذا السياق، يقول رئيس مركز الجنوب اليمني للدراسات، عمر بن غالب اليافعي: "الانتقالي الجنوبي يحاول أن يختزل القضية الجنوبية في مكون واحد، وهو سلوك إقصائي للآخرين، ويحاول أن يصدّر نفسه بأنه هو من قاوم مليشيا الحوثي، بينما في الواقع أبناء عدن هم من قاوموا الحوثي". 

وأوضح أنه "قبل انقلاب مليشيا الحوثي لم يكن الانتقالي هو من تصدّر الساحات في الحراك الجنوبي منذ 2007م، بل كانت هناك تيارات متعددة لها مظلومية، ولم تكن من ضمن مظلوميتها الوحدة، وإنما كانت مظلوميتهم الرواتب والتقاعد غير المستحق، وغيرها من المظلوميات المعيشية والاجتماعية المستحقة".

ولفت إلى أن "عندما جاء الانتقالي بصناعة إماراتية بدأ الخطاب أكثر تطرفا، وبدأت تصفية الآخرين من ساحات الجنوب، وإقصائهم واختزال القضية بأنه المكوّن الوحيد، وكأنّ التاريخ يعيد نفسه، عندما تم طرد الاستعمار البريطاني، وتم تهميش جبهة التحرير، وقتل قيادتها، وتشريدهم، وتم تصفية التيارات الأخرى، وسحل العلماء والدعاة والمثقفين، ولم يتبقى سوى طيف واحد، الأمر الذي نتج عنه أحداث 1986م". 

وأشار إلى أن "التاريخ اليوم يعود من جديد، إذ يحاول الانتقالي أن يقول أنا صوتكم فقط، وهذا غير حقيقي، لأن الانتقالي يتكوّن من مثلث يافع، ردفان، الضالع، بينما في الواقع ليس له أي وجود قوي في حضرموت وسقطرى والمهرة".

وقال: "لا يمكن أن يكون للانتقالي أي ولاء في شبوة، وحضرموت وسقطرى، لأن أبناء هذه المحافظات تذوّقوا الويلات من الاشتراكي، الذي يعتبر الانتقالي بأنه فرّخه، بإصدار أكثر تطرفا وعمالة للخارج".

- علاقة الانتقالي بالإمارات 

من جهته، يقول المتحدث باسم الانتقالي في لندن، صالح النود: "إن العلاقة بين الانتقالي والإمارات تأتي ضمن العلاقة بينه وبين التحالف العربي والإمارات، وهي جزء فعّال من هذا التحالف، وعلاقته أيضا بالإمارات في محاربة مليشيا الحوثي، ومحاربة قوى الإرهاب". 

ويرى أن "هناك من لا يدرك كيف تطوّرت القضية الجنوبية، وأصبحت اليوم لها ممثل سياسي، وبالفعل كانت في البداية مطالب الجنوبيين إصلاح مسارات الوحدة، ولكن تدريجيا اتضح بأن هذه المسارات لا يتقبلها الإخوة في الشمال حتى 2007م، حينما بدأت المطالب باستعادة دولة الجنوب".

وأشار إلى أن "المجلس الانتقالي الجنوبي لم يكن متواجدا في 2007م، ولكنه أتى بعد ذلك، لأن ثورة الجنوب ومطالبه باتت بحاجة إلى مكون سياسي في وقت وظرف معيّن، استطاع يلمُّ الصف الجنوبي، ومصارعة مليشيا الحوثي، وتحرير الجنوب".

واعتبر أن "الانتقالي أثبت بأنه حليف حقيقي حتى اعترف به الخارج كحليف حقيقي للسعودية والإمارات، وتم دعمه كمكون حقيقي يمثل قضية شعب الجنوب، بعد تفويضه من الشارع الجنوبي". 

وقال: "نحن لسنا في مرحلة انتخابات أو ديمقراطية مطلقة، وإنما نحن في مرحلة ثورة، وهذا أكبر قدر ممكن، وأتحدى أي شخص أن يقول إن المجلس الانتقالي لا يحظى بالأغلبية من حيث التأييد في الجنوب".

وأضاف: "الحراك السلمي، الذي بدأ بالانتصار للقضية الجنوبية في 1994م، ليسوا موجودين، البعض منهم قد توفاهم الأجل، وبعضهم موجودون، والشيء الجميل في القضية الجنوبية بأنها قضية حيّة، وسيتوارثها الأجيال، ولن يكن هناك عنصر واحد من سيتحمّلها منذ أن بدأت وحتى تنتهي". 

وأشار إلى أن "القضية الجنوبية تناقلت من مرحلة إلى أخرى، كانت في البداية سلمية، ودخلت في معركة حرب ضد مليشيا الحوثي، ووصلت إلى أن أصبحت اليوم لديها مكون سياسي".

ويرى أن "الشيء الجميل في القضية الجنوبية بأنها تدرجت من أجل الوصول إلى هدفها من خلال التدرج الموضوعي في المراحل المختلفة، وفقا للمعطيات الموجودة على الأرض".   

وقال: "لا يستطيع أي شخص أن يقول إن عيدروس الزبيدي ليس مناضلا من مناضلي الثورة الجنوبية، وهو الذي كان في الجبهات، وكان مطاردا من قبل نظام صالح لسنوات".

وأضاف "المجلس الانتقالي متماسك حتى وصل إلى هرم السلطة الممثلة بمجلس القيادي الرئاسي، كأولوية للمرحلة، ولو لم يكن من فرض نفسه على الساحة لما كان الاعتراف به هكذا".

- تدمير القضية الجنوبية

 من جهته، يقول مستشار وزير الداخلية، سالم بن جذنان النهدي: "جيء بالانتقالي، وهو أفشل شيء في عدن، لتمثيل أبناء عدن، والقضية الجنوبية، وهذا بهدف القضاء عليها، وذلك لأن صقور الوحدة اليمنية يرون أن المجلس الانتقالي أفضل وسيلة لإنهاء حلم كل انفصالي".

وأضاف: "الانتقالي يدمّر القضية الجنوبية، ووصوله إلى السلطة هو بقبول من الدولة اليمنية، وحتى الإمارات التي ترى في هذا الجانب بأنه ليس سهلا أن يتولى هذه المهمة شخصية أخرى كـ باعوم الذي منع من دخول المكلا، وهي بلاده".

وأشار إلى أن "الانتقالي يحاول الظهور بأنه صاحب قضية ويدفع بإعلامه من أجل ذلك، ولكن في المقابل جميع وسائل الإعلام والشخصيات التي كانت تؤمن بالقضية الجنوبية الحقيقية، باعتبارها قضية جنوبية، ليسوا في صف الانتقالي، بسبب الإقصاء الذي تعرّضوا له من قِبل الانتقالي".

تقارير

"حيث الإنسان" يساعد عشرات الأطفال في مأرب على الوقوف والسير من جديد

يحكي برنامج "حيث الإنسان"، - الذي تدعمه وتموِّله مؤسسة "توكل كرمان"- قصة أب لا يعرف الاستسلام، وقد صنع عالما أجمل لمجموعة صغيرة من الأطفال، بينهم طفله، بتأسيس مركز تأهيل للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، في مدينة مأرب، الواقعة في الجزء الشمالي الشرقي لليمن.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.