تقارير

كيف يمكن تفسير تَعامل الأمم المتحدة المتراخي تجاه سلوك ميليشيا الحوثي ضد موظفيها في صنعاء؟

04/09/2025, 12:14:29

أكثر من عشر سنوات، وأربعة مبعوثين؛ هي مسيرة الأمم المتحدة في الأزمة اليمنية، مسيرة عجزت فيها الأمم المتحدة عن تقديم مقاربة عملية للأزمة، وكل الاقتراحات التي قدمتها عقّدت من مسار الأزمة أكثر.

مقترح المبعوث الأممي السابق مارتن غريفيث، بتجزئة الأزمة اليمنية إلى مسارات اقتصادية وإنسانية وعسكرية وسياسية، أغرق المبعوث الحالي هانس غروندبرغ في تفاصيل كل ملف بعدما عمدت ميليشيا الحوثي إلى إغراقه في التفاصيل والجزئيات.

خلال الفترة الماضية شنت الميليشيا حملة اختطافات واعتقالات كبيرة ضد موظفي الهيئات والمنظمات التابعة للأمم المتحدة، بينما سخرت المنظمة طائراتها لنقل مصابي قيادة الميليشيا للخارج ممن تعرضوا للإصابات في الهجمات الإسرائيلية الأخيرة.

مخالفة البروتكولات

يقول المحلل السياسي الدكتور عبد الوهاب العوج، إن الأمم المتحدة تخرج عن الدور المرسوم لها في اليمن نتيجة أسباب كثيرة، وما يحدث الآن من اختطاف لموظفين في الأمم المتحدة وتحول دور المبعوث الأممي إلى مجرد ساعي بريد أو وسيط يتنقل بالرسائل دون أن يضفي عليها الطابع الأممي، أثر تأثيراً كبيراً على هذا العمل الأممي الذي تحكمه بروتوكولات وأهمها البروتوكول المادة الـ 99 من ميثاق الأمم المتحدة التي تحدد الصلاحيات والمهام.

وأضاف: للأسف الشديد الحالة اليمنية هي أسوأ من السودان ومن قضية سوريا وليبيا، حيث هناك مبعوثين أمميين كثر كان لهم دورا بذلك، بن عمر ثم ولد الشيخ ثم غريفيث الذي عمل نكبة ستوكهولم وموضوع الحديدة الذي أثر على الملاحة الدولية، وأخيرا المبعوث الأممي هانس غروندبرغ.

وتابع: في آخر الأمر حولوا طائرات الأمم المتحدة إلى وسيلة نقل لقيادات حوثية، وهي سلطات إرهابية انقلابية عليها قرارات دولية وأهمها القرار 2216.

وأردف: كل ما يقوم به المبعوث الأممي والأمم المتحدة في اليمن هو مخالف للبروتوكولات والأعراف الدولية ولما تعارفت عليه الدول، عكس تعامله مع الحكومة الشرعية المعترف بها رسمياً، لا يضفي الطابع الرسمي لها بل يضفي على سلطات مخالفة للبروتوكولات الأممية.

وزاد: الدور الأممي خرج عن المسارات المعهودة في البوسنة والهرسك، في قضية سوريا، في قضية ليبيا، في السودان، فنحن حالة شاذة من خلال هذه الأعمال المخالفة لبروتوكولات الأمم المتحدة وخاصة المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، وقرار دولي مهم تحت الفصل السابع وهو رقم 2216.

وقال: مبعوثو الأمم المتحدة خالفوا بروتكولات الأمم المتحدة، من جمال بن عمر الذي سهل وصول الحوثيين للعاصمة صنعاء وانقلابهم المشؤوم، إلى غريفيث الذي أعطى ثغرة ستوكهولم وتحول البحر الأحمر إلى منطقة صراع دولي نتيجة هذا الاتفاق.

تورط الأمم المتحدة

يقول رئيس مركز البلاد للدراسات والإعلام حسين الصوفي، إن الأمم المتحدة هي تورطت، في تأسيس ملف المختطفين، كان يفترض أن تكون الأمم المتحدة هي الراعية لحقوق الإنسان، وتتابع عن الذين يتم اختطافهم وعن الذين يتعرضون للإخفاء القسري، فمن صلب عمل الأمم المتحدة، إنهاء جرائم الإخفاءات القسرية.

وأضاف: هناك قانون صدر يمنع التواطؤ في ملف الإخفاء القسري على الإطلاق، لكن هذا التواطؤ الذي قامت به الأمم المتحدة، ربما أوصل الأمر إلى هذا المنحى الذي وصلت إليه الأمم المتحدة في صنعاء وسكوتها حتى على الموظفين، بل أن هناك بعض المنظمات التابعة للأمم المتحدة تورطت في الإبلاغ عن بعض الذين يعملون معها، مثل الزميل الذي كان يشغل مسؤول أمني في منظمة "save children"، زوجته قالت إن من أبلغ عنه للحوثيين، هي تلك التي كانت ترأس منظمة الطفولة.

وتابع: هناك أمور لا نستطيع أن نفهمها، يعني الحكومة اليمنية الشرعية، ربما ساهمت في أن تمنح الأمم المتحدة دوراً هي ليس من مهامها، فدور الأمم المتحدة دور منسق، دور وسيط وليست هي التي تأتي بصفتها كقاضي أو بصفتها تشرعن للأطراف، هي لا يتجاوز عملها أن تكون ميسر فقط.

وأردف: ما حدث في السودان ربما دليل واضح على أن هناك إرادة وطنية شرعت أن يأخذ البرهان قراراً منذ اللحظة الأولى، واستخدم حقه الطبيعي والدبلوماسي، أن يحق لأي دولة أن توجه برقية للأمم المتحدة أو أي طرف، أن هذا الشخص غير مرغوب به، وتم طرد مندوب الأمم المتحدة.

وزاد: ما يحدث في اليمن أمر غير مفهوم، الحكومة الشرعية حتى اللحظة تقصى وتقوم بتغريدات لكنها لم تقم بأي دور حقيقي.

وقال: تجزئة الملف اليمني وإيصاله إلى هذا الشكل الذي أغرق اليمن في الأزمات وفي الحروب وفي المشاكل، ساهم في الوضع الذي نحن فيه الآن، وقوض الشرعية. 

تقارير

كيف تجند إسرائيل أو أمريكا جواسيس في أوساط الحوثيين؟ الأدبيات الأمنية تجيب

بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي أودت بمعظم أعضاء حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليا وفي مقدمتهم رئيس الحكومة أحمد الرهوي، في العاصمة صنعاء، أقدمت مليشيا الحوثيين على اعتقال عدد كبير من الموظفين والعاملين مع منظمات إنسانية والتحقيق معهم بتهمة التخابر مع إسرائيل على خلفية الضربات المذكورة.

تقارير

اليمنيون في الخارج.. مأساة بلا ظهير سياسي وحقوق ضائعة بين المفوضية وصمت السفارات

منذ اندلاع الحرب في اليمن عام 2014، وجد مئات الآلاف من اليمنيين أنفسهم في دائرة النزوح الخارجي إلى دول عربية وإفريقية وأوروبية، حيث قادتهم الظروف الأمنية والاقتصادية إلى البحث عن ملاذ آمن، غير أنّ معاناتهم لم تتوقف عند حدود اللجوء، بل تحولت إلى سلسلة أزمات متشابكة تبدأ من صعوبة الحصول على إقامات قانونية وتنتهي بحرمان أبنائهم من التعليم.

تقارير

جرحى الجيش الوطني.. جروح مفتوحة منذ 10 سنوات دون علاج أو رعاية!

خرج المئات من جرحى الجيش الوطني، يوم أمس، في مدينة مأرب، في وقفة احتجاج طالبوا فيها مجلس القيادة الرئاسي والحكومة بإنهاء معاناتهم وصرف رواتبهم المتأخرة وتسفير المحتاجين للعلاج، وتسوية أوضاعهم أسوة بباقي التشكيلات العسكرية.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.