لماذا يعرقل برنامج الغذاء العالمي صرف المساعدات الإنسانية للنازحين في مأرب؟

تُوجّه أصابع الاتهام نحو برنامج الأغذية العالمي؛ بعدم صرف حصص المساعدات الإغاثية لآلاف الأسر النازحة في محافظة مأرب، إذ تقول الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين، التابعة للحكومة بمأرب، إن ثمة احتياجات كبيرة للغذاء، خاصة في فصل الشتاء القارس، الذي ضاعف من معاناة النازحين في المحافظة.

الوحدة التنفيذية، في بيان لها، اتهمت برنامج الغذاء العالمي بعدم صرف المستحقات، مشيرة إلى أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة مُلحّة للغذاء، كما أوقفت حصص نحو 10 آلاف أسرة دون سبب، محذِّرة من انتهاء صلاحية المساعدات الغذائية داخل مخازن الأمم المتحدة، بعد أن تعرُّضت نحو 250 سلة غذائية للتلف في مديرية رغوان.

- من المسؤول

يقول المنسق العام للجنة العليا للإغاثة، جمال بلفقيه: "إن منسقية الشؤون الإنسانية في اليمن تتحمَّل مسؤولية الوضع الإنساني للنازحين، كونها هي من تقوم بالعمل الإنساني في اليمن بشكل عام، وإيصال المساعدات إلى اليمن".

وأضاف: "للأسف الشديد، التقارير التي تُقدم للمنظمات الدولية عن الوضع الإنساني في اليمن ليست بحجم الدعم الذي يصل لسد حاجة المواطنين، وخصوصا النازحين".

وتابع: "السلة الغذائية، التي توزَّع من قِبل برنامج الغذاء العالمي للنازحين، حوالي 20 كيلو دقيق، و20 كيلو رز،  و 4 علب زيت، و4 كيلو بقوليات، وهذه الأشياء لا تكفي، خصوصا وأن النازحين لا يجدون مساعدات إيواء".

وأردف: "نحن -من خلال أي رسائل أو شكاوى تقدم إلينا- نقوم بإبلاغ برنامج الغذاء العالمي مباشرة، من أجل مراجعة الأمور، ونحن في اللجنة العليا للإغاثة دورنا تنسيقي لا تصل إلينا المساعدات ولا الأموال".

وأشار إلى أن "الدول المانحة تسلِّم الأموال للمنظمات الدولية المتواجدة في اليمن، ومراكزها الرئيسية في صنعاء تحت سيطرة مليشيا الحوثي، والتوقيع الرئيسي يتم عن طريق وزارة التخطيط لتقديم المساعدات".

واعتبر أن "عملية توزيع المساعدات بشكل عام ليست للإحصائيات التي هم يتحدثون عنها؛ لأن هناك تغييرات ديمغرافية، فهم يقيسون على عدد السكان في اليمن عام 2004، بنحو 30 مليونا، بينما اليوم بعد 19 سنة يصل عدد السكان إلى 40 مليون".

ويرى أن "وجود المنظمات الدولية في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي يؤثر بشكل أساسي في عملية الرفع بالاحتياجات الحقيقية من أرض الواقع".

- مساعدات في المخازن

من جهته، يقول مساعد مدير وحدة النازحين في محافظة مأرب، خالد الشجني: "بخصوص موضوع برنامج الغذاء العالمي في مأرب، والإشكاليات الحاصلة حاليا، فإن عدد المستفيدين من البرنامج ما يقرب من 70 ألف أسرة، وتوقفت عنها المساعدت منذ 4 أشهر".

وأوضح أن "النازحين في محافظة مأرب يعيشون وضعا كارثيا، سواء في المخيمات أو خارج المخيمات، لكن -للأسف- المواد للدورة السابعة، التي من المقرر صرفها في العام 2022م، موجودة حاليا في مخازن برنامج الغذاء العالمي، ولم يتم صرفها حتى الآن، مع أن المواد جاهزة وشركاء البرنامج المحليين جاهزون للصرف، إلا أن البرنامج معرقل الصرف".

وأشار إلى أن "برنامج الغذاء العالمي معرقل الصرف، لعدة أسباب، أهمها تحديث البيانات، وعدم الاتفاق على آلية معيَّنة مع السلطة المحلية والجهات المختصة على تحديث البيانات، ومع الأسف إنه يتم مساومة احتياجات الناس بالإجراءات الأخرى".

وأضاف: "عملية تحديث البيانات تحتاج إلى فترة طويلة، ونحن مع تحديث البيانات وتصحيحها، لكن بطريقة تتفق عليها السلطة المحلية والجهات المعنية، وطالبنا بأن تتم عملية التحديث مع استمرار إجراءات صرف المساعدات وفق الآلية والبيانات التي يتم العمل بها منذ سنوات".

ويرى أنه "لا يجب أن تتم مساومة الإجراءات في جوع الناس، وانعدم المساعدات مع فصل الشتاء، وارتفاع حالة سُوء التغذية في المحافظة".