تقارير

ما الأهداف التي يسعى لها طارق صالح عقب زيارته إلى تعز؟

04/03/2023, 08:36:18

تمر تحرُّكات طارق صالح دون أن تثير الكثير من النقاش، إلا أن زيارته لمدينة تعز تختلف عن كل أنشطته وأدواره الأخرى.

يرى فريق أن هذه الزيارة تأتي في إطار استكمال عملية توحيد الجهود في مواجهة مليشيا الحوثي، فيما يرى فريق آخر أن تلك الزيارة غير مناسبة، على الأقل؛ لأن الرجل كان رأس حربة الحوثيين، في الحرب على المدينة، ولا يزال القناصة الذين تدرَّبوا في معسكراته يقتلون أبناء تعز حتى اللحظة دون حتى اعتذار منه عن مساهمته إلى جانب الحوثيين في هذه الحرب.

طارق صالح أصبح عضوا في مجلس القيادة الرئاسي، لماذا أثير كل هذا النقاش؟

- قوة شرعية لها أهداف

يقول الصحفي والناشط، عبد السلام القيسي: "طارق صالح أصبح قوة شرعية لها أهداف تحرير صنعاء وتحرير البلاد، وليس له مصالح أخرى".
وأضاف: الحديث غير  ذلك "مزايدات لا يجب -بعد كل هذه السنوات- التحدث عنها وبها، بل يجب أن ننطلق من منطلق واحد وهو تحرير البلاد من براثن الحوثي"، معتبرا "طارق صالح شريكا أساسيا يجب أن يكون الفاعل الأول في المناطق الوسطى لتحرير تعز ناحية إب وصولا إلى صنعاء".

ويرى أن "المزايدات بالكلام والقناصة خدمت الحوثي منذ أول يوم للحرب"، مشيرا إلى أن "منصب طارق صالح قائدا للمقاومة الوطنية أكبر من كونه عضوا في مجلس القيادة الرئاسي؛ لأن منطلق المقاومة الوطنية يقوم على إرادة شعبية".
وحول إثارة النقاش حول زيارة طارق لتعز، يقول القيسي إنه "من الطبيعي جدا أن يثار هذا النقاش حول طارق صالح، لأنه ينط نطات كبيرة، ولديه قفزات كبيرة جدا من أجل إعادة التلاحم، وإعادة الصف الوطني".

- الشَّرذَمة والتمزق

وأوضح أن "هدف طارق الوحيد -من زيارته لتعز- هو منع أي شَرذَمة، ومنع أي تمزُّق جديد يمكن أن يطال التوحُّد والتلاحم الذي حدث منذ عام كامل".
وأضاف: "الحوثي -كما سعى في الأسابيع الأخيرة إلى زعزعة الصف في عدن بين الانتقالي والرئيس العليمي- كان له فكرة أن يزعزع ما بين الساحل وتعز، فقام طارق صالح بقفزة كبيرة في توقيت حساس والوصول إلى تعز؛ لقطع الطريق أمام المليشيات الحوثية وأمام المزايدين وللحفاظ على التلاحم الوطني".

وتابع: "العميد طارق صالح أراد أن يوحِّد الجهود بينه وبين تعز"، معتبرا ما "قام به طارق خطوة جبارة؛ خصوصا وأن تعز أثبتت لسنوات فشلا ذريعا في إدارة المعركة الوطنية"، حسب توصيفه.

ولفت إلى أن "طارق صالح يقول تعز صاحبة الطلقة الأولى ولا يمكن لأحد أن ينكر فضل تعز، ووصل إلى تعز وقال: كلنا أخطأنا، ومن لا يعترف بالخطأ سيظل مخطئا"، متسائلا: " ألا يكفي هذا؟".

- المعاناة وكسر الحصار

وقال: "فكرة طارق صالح أولا في تخفيف المعاناة وكسر الحصار في طريق الكَدَحَة - المخا، وكسر حصار المياه، التي تأتي كلها من مناطق تحت سيطرة الحوثي وتعز منذ ثماني سنوات بلا مياه"، مشيرا إلى "تدشينه آبارا بمبلغ 10 مليارات ريال بدعم من الإمارات".

وبيَّن أن "الكدحة كانت قبل تعزيز هذا التلاحم كانت مرشحة لصدام دموي بين المحور وحراس الجمهورية (التابعة لطارق)، وبحنكة العميد طارق أصبحت طريقا يُمَد ما بين المدينة والساحل"، حسب اعتقاده.
وأضاف: "أما كسر الحصار الثاني فهو في تخفيف المعاناة بالمياه التي تعاني منها تعز منذ ثماني سنوات".

- مشهد سياسي متقلِّب

من جهته، يقول الباحث والكاتب الصحفي نبيل البكيري: "مثل هذا السؤال طبيعي في إطار لعبة السياسة، وتقلب محركات الحالة اليمنية".

وأضاف: "هذه التحولات الكبيرة، التي تحصل في المشهد السياسي اليمني، تدع المراقب الأجنبي والمراقب اليمني يستغرب مثل هذه التحولات في مشهد سياسي متبدِّل ومتقلِّب بشكل كبير، بين حين وآخر، وخاصة إذا ما كان هذا التقلُّب من عدو كان بالأمس على مشارف تعز بكتائبه وقواته، إلى حليف اليوم يدخل المدينة سِلماً بترتيب وترحيب من قِبل القائمين على هذه المدينة".

وتابع: "وبالتالي المتابع الخارجي لا يعرف مغزَى مثل هذه التحولات، والمواطن العادي أيضا يحتاج له فترة طويلة حتى يفهم سر هذه التحولات السياسية في المشهد اليمني"، معتبرا أنه من الطبيعي أن تدور مثل هذه النقاشات وهذه التساؤلات حول زيارة طارق لمدينة تعز.

وزاد: "الناس تحكم على ظواهر الأمور؛ ترى أن طارق كان بالأمس يهاجم تعز، واليوم هو في جزء وقطعة من المحافظة، وهي مديرية المخا، ووصل إلى تعز باعتباره عضوا لمجلس القيادة الرئاسي وليس باعتباره قائدا للمقاومة الوطنية، ولا باعتباره مقاتلا لمليشيا الحوثي"، مبينا أنه "لا غرابة في مثل هذا التحول في إطار ما يسمى الشرعية اليمنية".

وأوضح أنه "كان سيكون غريبا لو ظل طارق صالح يمثل ما يسميه بفكرة المقاومة الوطنية، التي لم نرَ لها عملا ولا اسما، ولم تقدم حتى الآن تجربة حقيقية في مقاتلة الحوثي، بل قدمت هزيمة مدوية حينما انسحبوا من مشارف الحديدة، وعادوا مهرولين إلى أطراف المخا وباب المندب".

ويرى البكيري أنه "لم يكن هناك خطاب حقيقي من قِبل طارق صالح فيما يتعلق بمحافظة تعز تحديدا؛ لأن لديها حساسية كبيرة تجاه كل من كان شريكا مع الحوثي في القتال، وتجاه كل ما له علاقة بمقتل أبنائها".

- اعتذار حقيقي

واستطرد: "كان يفترض أن يكون هناك مقدمة واعتذار حقيقي عن تلك المرحلة وتلك اللحظة، حتى يكون هناك تحول حقيقي في مجرى السياسة، وهذه طبيعة السياسة [لا عداوات دائمة ولا صداقة دائمة]".
وأشار إلى أنه "ينبغي أن تكون هناك مقدمات حقيقية تتمثل باعتذار حقيقي، وبوجود تجربة حقيقية لمقاومة الحوثي".

وبيَّن أنه "كان هناك تنسيق قبل عام بين المحور وقوات طارق صالح بخصوص التوسع باتجاه الحديدة وجمرك سقم والعُدَين والدخول إلى شَرعَب؛ تحركت المقاومة والمحور في تعز والمقاومة الوطنية لم تتحرك من مكانها، وبالتالي كل هذه المقدِّمات لا تجعل الناس يتفاءلون في مثل هذه التحولات السياسية" حسب اعتقاده.

واعتبر خطاب طارق صالح حول وحدة الصف وتوجيه المعركة صوب العدو المشترك (الحوثي) خطابا للاستهلاك الإعلامي، متسائلا: "أين هو هذا الخطاب على الأرض؟".
ورد البكيري على أن تعز فشلت فشلا ذريعا، أن "عبد السلام القيسي ينعم بالأمن والأمان وجالس بفعل مقاومة تعز في تعز، هذه المدينة التي صمدت أمام أعتا المليشيات العقائد والمذهبية والحرس الجمهوري، وكل القوات التي كانت تحاصرها على امتداد ثلاث سنوات".

- نوع من المغالطة

ويذهب إلى القول إلى أن "طارق صالح يتحمل أخطاء المرحلة السابقة بحكم أنه كان ذراعا عسكريا، وكانت السلطة والجيش بيده"، مضيفا: "أما الأحزاب السياسية -فيرى- أنها أخطأت خطأ سياسيا يمكن تفاديه".
واعتبر حديث طارق عن "أن الكل أخطأ" نوعا من المغالطة التاريخية التي لا يمكن أن تنطلي على أحد.

ويعتقد البكيري أنه "لكي نفتح صفحة جديدة يجب أن نسمي الأشياء بمسمياتها، هناك من أخطأ عليه أن يعترف اليوم ويعتذر، أما تأتي لتتحدث عن أن الناس كلهم أخطأوا هذا خطاب لا يمكن أن يمرره أحد".
وقال: "ما يهمنا اليوم هو خطاب وطني مسؤول ينعكس على الأرض، أما الكلام في الفضائيات، وفي وسائل التواصل، وفي اللقاءات الثنائية، كلام لا يؤكل عيشا، ولا يستفيد الناس منه شيئا".

وأضاف: "البلاد تمر بمرحلة خطيرة، هذه البلاد ما لم تستعد قرارها السياسي والسيادي، ويقاتل الناس هذا الانقلاب، سيكون أمامنا معضلة كبيرة في اليمن".
وتابع: "أما مسألة المشاريع الوهمية، فباعتقادي أن تعز لا تحتاج مياه بقدر ما تحتاج استعادة كرامتها، وتحرير إنسانها الذي يخضع اليوم لقناصة الحوثي على امتداد سنوات".

تقارير

مخيمات النزوح في مأرب.. إهمال حكومي وكوارث متكررة

يعيش ملايين النازحين في محافظة مأرب ظروفا إنسانية كارثية تتفاقم مع مرور الوقت، وتهدد حياتهم بشكل مباشر، ومن أوجه المعاناة أن العديد من الأسر النازحة تضطر إلى العيش في خيام متلاصقة، مما يشكّل بيئة خصبة لانتشار الحرائق والأوبئة.

تقارير

ما مستقبل الأزمة اليمنية بعد 10 أعوام من محاولة جلب الحل السياسي الشامل؟

الأمم المتحدة، وعبر مبعوثيها المرسلين إلى اليمن، لم تستطع، حتى الآن، إيجاد خريطة طريق للحل، ووقف إطلاق النار، وجعل مسار المفاوضات ممكنا، وسط تقارير تشير إلى تخاذلها وغض الطرف عن تصرفات مليشيا الحوثي العابثة منذ سنوات.

تقارير

" أهالي وأسر المختطفين في سجون الحوثي".. عِيد بأجواء حزينة

لحظات عِيدية كئيبة تمتزج بنوبات البكاء ومرارة التغييب، خالية من أي مظاهر احتفاء رمزيه بالمناسبة البهيجة، تقضيها أسر وأبناء وأقارب المعتقلين، حسرةً على أحبائهم الذين يقبعون في زنازين مليشيا الحوثي الكهنوتية دون وجه حق.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.