تقارير

ما وراء الحراك الدبلوماسي الغربي بشأن السلام في اليمن؟

07/02/2023, 09:53:33

جولة جديدة للمبعوثين الأمريكي والأممي إلى اليمن يبدآنها من الرياض، وعلى الجانب الآخر تستمر الوساطة العمانية بين السعودية والحوثيين دونما أفق زمني محدد، وبين المسارين هناك حروب صغيرة متقطعة ومخاطر كثيرة على الصعيدين الإنساني والاقتصادي بانتظار حدوث أي انفراجة سياسية.

- تضارب مصالح

يقول المحلل السياسي، الدكتور محمد جميح: "إن عودة الولايات المتحدة والأمم المتحدة الأخيرة لإبراز الحل السلمي في اليمن والمشاركة بنوع من الجدية في هذا الحل يأتي لأسباب عديدة".

وأوضح أن "من أهم أسباب عودة الأمم المتحدة والولايات المتحدة للمشاركة في إبراز الحل السياسي في اليمن، كونها رأت أن الأطراف الإقليمية بدأت تأخذ مسارات مباشرة في التعامل مع الداخل اليمني، سواء بالتعامل مع المجلس الرئاسي أو ما يجري من مفاوضات مع مليشيا الحوثي في مسقط، حول الحل الإنساني المؤقت، وليس الحل السياسي".

وأشار إلى أن "الجهود التي تقودها سلطنة عمان، وتدخل فيها أطراف مباشرة، ربما الأمم المتحدة رأت أنها تؤيد ذلك لكنها غير مطمئنة من أن يؤدي هذا المسار إلى الحلول المرجوة".
واعتبر أن  الأمم المتحدة ترى أن "الحلول وإن كانت تبدو في ظاهرها ضمن مظلة الأمم المتحدة، لأنها تأخذ مسارا مباشرا، ما يعني أن الحل بدأ بالخروج من الإطار الدولي إلى الإطار الإقليمي المباشر، ضمن الفاعلين الرئيسيين في هذه الحرب، ومن هنا تأتي التحركات الجديدة".

وقال: "الأمم المتحدة تدير الأزمة اليمنية منذ فترة طويلة وسنوات عديدة، دون أن تحدث أي تغيير، وهذا هو الذي دفع الأطراف الإقليمية للبحث عن مقاربة أخرى تكون مباشرة في مواجهة الإشكالات وطرح الحلول، وإشراك العوامل الداخلية والإقليمية، في الحل الإنساني المؤقت بداية، ثم ما يمكن أن يفضي عنه هذا الحل من مشاورات ممكن أن يفضي إلى حوال سياسي".

وأضاف: "بالنسبة للإدارة الأمريكية الحالية، نحن قادمون أيضا على مراحل من الصراع السياسي الداخلي بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وتطورات ممكن أن توظف الورقة اليمنية ضمن السجال الأمريكي الداخلي كما حدث من قبل بين الجمهوريين والديمقراطيين الأمريكيين".

ويرى أن "هناك يقينا لدى المراقبين أن الدور الأممي فيما يخص الأزمة اليمنية تحول من البحث عن حلول إلى إدارة هذه الأزمة، لحين إمضاء مجموعة من المصالح الدولية، التي ممكن أن تهيئ إلى مشاورات قادمة".

وأكد أن "هناك نوعا من خلاف وتضارب بين المصالح الدولية والمصالح الإقليمية، وهذا الخلاف هو الذي أدى إلى هذا الحراك الأممي والأمريكي بعد أن رأوا أن المسار الإقليمي قد تحرك حفاظا على مصالحه أرادوا الدخول على الخط، كنوع من كسب المواقف والحفاظ عن المصالح".

- الدفع بالعملية السياسية

من جهته، يقول المحرر في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، مراد العريقي: "إن هذه الجولات ضمن المساعي الدولية والأممية، التي تضغط باتجاه الوصول إلى تسوية سياسية في اليمن، خصوصا خلال الفترة الأخيرة رأينا أن هناك تعثرا في هذا الملف، مع إصرار مليشيا الحوثي على أن تدفع السعودية رواتب المدنيين والعسكريين، وهو ما شكل عقبة أمام التفاوض والوصل إلى أي تفاهمات".

وأضاف: "المبعوثان الأممي والأمريكي ربما يحاولان الدفع في هذا الاتجاه، لكنهما يتصادمان بالكثير من المشاكل المتجددة التي تتعلق  بالحكومة اليمنية والمجلس الرئاسي الغائب تماما عن هذه الجولات المكوكية".
وتابع: "ضبط شحنة الطائرات المسيرة في منفذ شحن الحدودي مع سلطنة عمان، وكانت في طريقها إلى مليشيا الحوثي، من العوامل التي تسببت في عرقلة المفاوضات الجارية، كون هذه الطائرات المسيَّرة ستشكِّل مصدر قلق للسعودية، كونها واحدة من الأساليب العسكرية التي تستخدم في استهداف السعودية".

وأوضح إلى أن "كل هذه العوامل توحي بأن التفاهمات السعودية - الحوثية وصلت إلى مرحلة من الفتور مما دفع بالولايات المتحدة والأمم المتحدة لمحاولة إحياء هذه المفاوضات".
ولفت إلى أن "الهلع والخوف سادا بين الطلاب الصغار، وسُمع أصوات بكائهم من داخل حوش المدرسة، أثناء الاعتداء، حسب المصادر".
يذكر أن "هذا الاعتداء هو الثالث من نوعه، خلال سنتين، بسبب عدم حضور المدرِّسين الفعاليات الطائفية، التي تقيمها مليشيا الحوثي، ك: عيد الغدير، ويوم الصرخة، والمولد النبوي".

تقارير

معادلة السلام والحرب.. عودة للمسار السياسي وخفض التصعيد في البحر

يشير الواقع إلى أن مليشيا الحوثي، التي عطلت مسار جهود الحلول الأممية، خلال السنوات الماضية، وفق تصريحات الحكومة المتكررة، لا تمانع الآن من الدخول في تسوية محدودة مع السعودية، تسد حاجتها المالية والاقتصادية، وتخفف من أزمتها الداخلية.

تقارير

صفقة سعودية حوثية.. ترتيبات متقدمة وتحذيرات من النتائج

تتسارع الخطى نحو وضع اللمسات الأخيرة على خارطة الطريق الأممية، التي تحمل في مضمونها تفاهما وتقاربا حوثيا - سعوديا، لم يكن يتوقعه أحد، لا سيما إن استعدنا شريط الذكريات للعام الذي انطلقت فيه عاصفة الحزم، وتهديد الطرفين بالقضاء على الآخر، إذ تعهد الأول بإعادة الشرعية إلى صنعاء، فيما توعد الآخر بالحج ببندقيته في مكة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.