تقارير

مبادرة فتح الطرقات.. خطوة في طريق تحقيق السلام أم مناورة حوثية لجذب الأنظار؟

11/06/2024, 08:30:18

تعز المدينة المحاصرة من كل اتجاه، وحتى الجهات التي فتحت الطرق فيها لبرهة أعيد إغلاقها، أو تحويلها إلى منطقة مراهنات سياسية، وابتزاز بين أطراف النزاع.

تأتي اليوم مبادرة من طرف مليشيا الحوثي لفتح الطرقات، وعودة حياة الناس؛ وسط ترقب شديد من اليمنيين، خصوصا وأنهم يدركون كثرة وعود المليشيا دون تنفيذها، منذ سنوات.

مليشيا الحوثي كانت ولا زالت تفرض حصارا خانقا على محافظة تعز بعد قيامها بإغلاق الطرقات الرئيسية، ما تسبب بإعاقة حركة المواطنين والبضائع والسلع، ولجأ السكان إلى طرق وعرة وبعيدة كبدائل؛ أهمها وأشهرها "هيجة العَبد"؛ بينما يأمل المواطن اليمني أن يكون الطريق آمنا وخاليا من الألغام والعبوات الناسفة، وأن يكون أيضا درب السلامة، وحلا للأزمة رغم طولها.

- مطلب حكومي

يقول وكيل محافظة تعز، عارف جامل: "إن مليشيا الحوثي تتخذ من حصار تعز ورقة سياسية، وورقة عقابية لأبناء تعز، الذين سطروا الملاحم البطولية في الدفاع عن هذه المدينة، وكسروا شوكة المليشيا منذ بداية المعارك".

وأضاف: "المطالبة بفتح الطرقات كانت مطالبا من جانب الشرعية، والقيادة في السلطة المحلية، والجيش الوطني في محافظة تعز".

وتابع: "عرفنا مليشيا الحوثي في أكثر من مرة بأنها تستخدم ملف فتح الطرقات كمناورة سياسية لا أكثر ولا أقل، وقد خضنا معها عدة تجارب، وكانت تتنصل من كل التزاماتها فيما يتعلق بفتح الطرقات".

وأوضح: "كانت المليشيا تشدد على مسألة أن يتم فتح طرقات فرعية، وكنا كسلطة محلية في تعز، وكذلك القيادة العسكرية، نرفض ذلك، ونؤكد على أن يتم فتح الطرق الرئيسية التي كان يتم المرور بها من سابق".

وأردف: "مليشيا الحوثي، اليوم، تعلن عن مسألة فتح طريق القصر - الكمب - جامع الخير، مع أنه كان المعمول به أن يتم فتح طريق الكمب - حوض الأشراف، والخط المتعلق في الأربعين - جامع الصفاء، لكن مع هذا رغم المحاذير المتعلقة بالجانب العسكري إلا أن السلطات الحكومية في تعز كانت عند مستوى المسؤولية".

وزاد: "مليشيا الحوثي، إلى قبل أيام، لا تزال تصدِّر إلى تعز خلايا الموت، وخلايا الاغتيالات، وأيضا العبوات الناسفة".

وبيّن: "مليشيا الحوثي، قبل أسبوع، زرعت عبوة ناسفة، واستهدفت فيها رئيس الاستخبارات العسكرية في محافظة تعز".

وقال: "نحن نعتقد أن مسألة فتح الطرقات تتعلق بالجانب العسكري بشكل رئيسي، وهم أصحاب القرار، ومع هذا كانت السلطات الحكومية بتعز عند مستوى المسؤولية؛ نتيجة المعاناة التي يعانيها المواطنون في مسألة الطريق الوعر الذي يمتد من الأقروض إلى تعز، والمشقة التي يعاني منها الناس، وتم القبول بهذه المبادرة، والأعمال جارية من جانبنا في محافظة تعز".

وأضاف: "لا توجد لدينا ألغام، ربما هناك أشجار وأكوام ترابية كبيرة، نتيجة المواجهات طيلة السنوات الماضية، العمل فيها جاري فيها، وخلال الأيام القادمة هناك ترتيبات عسكرية".

وتابع: "نحن نشعر أن مبادرة فتح الطريق فيها نوع من الجدية، وقد تكون خاضعة لمناورات سياسية، وربما وضع داخلي بالنسبة للحوثي أجبره على مسألة فتح هذا المعبر، لكن نحن نؤمل على أنه إذا كانت المليشيا صادقة في مسألة فتح المعابر أن تفتح جميع المعابر".

- دغدغة العواطف

وقال عارف جامل: "مليشيا الحوثي لا تزال حتى اليوم تحفر الخنادق والممرات العسكرية، ونحن لا نثق بهذه العصابة؛ لكننا نأمل أن يتم فتح جميع المعابر المتعلقة بالطرق الرئيسية الرئيسية التي سبق أن طالبت بها تعز".

وأضاف: "الحوثي يحاول دغدغة عواطف الناس، ويستغل هذه الأمور بمسألة أنه ربما هناك وضع مختلف ومتغيّرات جديدة تطوّر على الساحة".

وأوضح: "الحوثي حتى عندما أطلق هذه المبادرة كان يفترض أن يكون هناك تنسيق مباشر ويتم التنسيق له، لكنه أعلنها بشكل مفاجئ مع أنها تعتبر من مطالب الشرعية، ومطالب القيادة في تعز".

وتابع: "هناك لجنة حكومية مشكلة بشأن الطرقات تفاوضت مع المليشيا في أكثر من مرة، وذهبوا إلى الأردن، وتفاوضوا حول هذه الطرقات، وكان الرفض يأتي من الحوثي".

وأردف: "عندما تم الإعلان عنها تم إعلانها بشكل مباشر وعبر القنوات التلفزيونية، وكان يفترض في مثل هذه الأحوال أن يتم الترتيب لها، والتنسيق بشكل مباشر، بحيث يتم الإعلان عنها بشكل رسمي بعد إجراء الترتيبات المتعلقة بالجانب الأمني؛ لكن المليشيا استغلتها فقط لدغدغة العواطف".

وزاد: "تجري الترتيبات العسكرية على مستوى الطرفين، لكن أيضا نحن نأمل أن اليوم هذا المعبر سيكون معبرا مكتظا بالناس والمواطنين والأبرياء، وبالتالي يجب أن نأخذ الموضوع بجدية، وأيضا نأخذه بحذر".

واستطرد: "الجميع يعرف الحوثي، ويعرف توجهاته، فهو يصدّر المفخخات ويصدّر مجاميع الاغتيالات في محافظة تعز، وعندما عجز عن دخول المدينة، وعجز عن مواجهة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في الجبهات لجأ إلى إرباك الوضع الداخلي بهذه الأعمال المخلة بالأمن، وهو يتخذها بشكل رئيسي ويسعى إليها".

وقال: "هذا المعبر يفترض أن يكون آمنا للناس؛ كون الناس عانوا لأكثر من ثلاث سنوات في معبر ضيق، وتحملوا هذه المعاناة".

وأضاف: "اليوم يجب أن يؤمن هذا المعبر بشكل صادق، ونحن كما أوضحت رغم أننا لا نثق بالحوثيين لكن نأمل أن يصدقوا".

وأضاف: "هناك جدية من الطرفين بالنسبة للجانب الحوثي، وأيضا بالنسبة للجانب الشرعية".

وأشار إلى أن "المعدات تشتغل في رفع الأكوام، ربما تتبقى فقط الترتيبات الأمنية فيما يتعلق بالنقاط".

وأوضح أنه "خلال اليومين القادمين -إن شاء الله- سيعلن بشكل رسمي فتح المعبر للدخول والخروج"، مؤكدا أن "المعبر لا يزال مغلقا ولم يفتح".

شدد المجلس الانتقالي المدعوم من التحالف السعودي الإماراتي، على ضرورة وضع القضية الجنوبية في إطار تفاوضي خاص بها في جميع مراحل وأجندات وقف الحرب والعملية السياسية.

وأشار عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الذي يشغل أيضا عضو المجلس الرئاسي، إلى أن ذلك منطلق أساسي يضمن حل القضية بما يتناسب مع ما أسماه جوهرها ويلبي تطلعات شعب الجنوب وحقه في تقرير مصيره، في إشارة إلى الانفصال.

وقال خلال حضوره أعمال الاجتماع العام الثاني لهيئة التشاور والمصالحة، إن خيار السلام والجلوس على طاولة التفاوض هو الوسيلة الآمنة لحل كل القضايا.

وفي سياق منفصل، أكد رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي أهمية الضغوط، والقرارات الدولية العقابية ضد مليشيات الحوثي، مشددا على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته في مكافحة تهريب الأسلحة الإيرانية.

واعتبر خلال لقائه في الرياض السفير الأمريكي لدى اليمن ستيفين فايجن، اختطاف المليشيا عشرات الموظفين في المنظمات الأممية والدولية بأنه تقويض مستمر لفرص التهدئة والسلام، وتعميق للمعاناة الإنسانية.

تقارير

"قصر حبشوش".. أبرز مَعَالم الحيَّ اليهودي في صنعاء يتحوّل إلى خرابة

على مقربة من البوابة الشرقية لحيّ اليهود، تظل مظاهر الخراب شاهدةً على انهيار وزوال قصر المؤرخ اليهودي اليمني "حاييم" حبشوش، تاجر الذهب والفضة الشهير، الذي عاش في الفترة ما بين 1833 ـ 1899م، وباعتباره شخصية مثقفة ومقرباً من السلطة آنذاك.

تقارير

كيف عملت السعودية على تقديم اليمن بلا ثمن لإيران وأدواتها؟

منذ ليلة السابع من أبريل من العام 2022م، لم يعد المشهد السياسي اليمني واضح المعالم، بل تدرّج نحو اندثار الصَّف الوطني، وخفوت صوت السيادة اليمنية، وذلك عبر وثيقة صدرت في القصر الملكي السعودي، مُبطلة معها عمل الدستور اليمني، ومشكلة مجلس العَار -كما يسميه الشعب اليمني هذه الأيام.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.