تقارير

مجلة يوراسيا ريفيو: توسّع الحوثيين إلى السودان يُنذر بصراعٍ أوسع

18/10/2025, 14:12:19
المصدر : فرناندو كارفاخال*: مجلة "إيروسيا ريفيو" / بلقيس - ترجمة خاصّة

بعد نحو خمسة أشهر من إعلان الرئيس دونالد ترامب إيقاف إطلاق النار من جانبٍ واحد، بهدف إنهاء قصف المتمرّدين الحوثيين المتمركزين في صنعاء، مقابل وقف هجماتهم على السفنِ الأمريكية، ما يزالُ المتمرّدون الحوثيون المدعومون من إيران يُهدّدون حركة السفن التجارية المدنية عبر البحر الأحمر.

إذ أظهر هجومان - أعلن الحوثيون المسؤولية عنهما خلال أسبوع واحد قرب ميناء ينبع السعودي على البحر الأحمر - أنّ الحوثيين لا تزال لديهم قدرات تتجاوز سواحلهم. والآن، يبدو أنّ تأسيسهم وجودًا على طول الساحل السوداني يزيد من هذا الخطر.

فالهجمات على سفينتي "سكارليت راي" و"إم إس سي أبيي"، في أوائل سبتمبر، تثير قلقًا جديدًا بشأن عدوان الحوثيين وقدراتهم. وهذه ليست المرة الأولى التي يُعبّر فيها الحوثيون عن قدرتهم على ضرب السفن في شمال البحر الأحمر، إلا أنّ هذه الهجمات "تضع شارة جديدة نحو الشمال لقدرة الحوثيين" للوصول إلى بُعدٍ يقارب 600 ميل من سواحل اليمن.

إذْ يثير أسلوب العمل هذا تساؤلات أكثر فأكثر حول التوقيت والطريقة التي تمّت بها الهجمات. يقول هشام المقدشي، نائب الملحق الدفاعي السابق لليمن في واشنطن، إنّ هجوم طائرةٍ مسيّرة على "إم إس سي أبيي" انطلق من قارب صيدٍ بالقرب من سفينة الحاويات. ويختلف هذا الهجوم عن الضربات على "إتيرنتي سي" و"ماجيك سيز"، في أوائل شهر يوليو، التي أُفيد أنّها انطلقت من مراكب صغيرة قبالة ساحل الحديدة.

ومع ذلك، هناك سيناريو آخر محتمل قد يفسّر الزيادة المفاجئة في مديات الحوثيين، ألا وهو إطلاق الطائرات المسيّرة أو الصواريخ أو المراكب الصغيرة من ساحل السودان.

تُوفّر منطقة شرق إفريقيا، من الصومال إلى السودان، فرصًا للحوثيين، مع قيام الحكومة اليمنية الشرعية والقوات البحرية المشتركة بإغلاق طرق التهريب من عُمان والبحر العربي. استحوذ الحوثيون على طرق التهريب القديمة في اليمن، وعزّزتها إيران بإنشاء علاقاتٍ لهم مع حركة الشباب في الصومال وقراصنة بونتلاند.

ويبدو أنّ إيران تُسهّل الآن توسّع الحوثيين في السودان، في حين تُجدّد الجمهورية الإسلامية الإيرانية علاقاتها مع القوات المسلحة السودانية بقيادة عبد الفتاح البرهان.

يستفيد الحوثيون من الموانئ والمخازن في وحول "بورتسودان"، ويمكنهم استخدام مطارها كنقطة عبورٍ للأسلحة والتكنولوجيا. وكانت الضربات على سفينتي "سكارليت راي" و"إم إس سي أبيي" على بُعد 160 ميلاً فقط من الساحل السوداني.

إنّ استخدام الساحل السوداني سيسمح للحوثيين وإيران بصرف الانتباه عن المناطق الحوثية المتضرّرة في الحديدة وصنعاء. وقد زاد معدّل المخاطر على الحوثيين على طول البحر الأحمر أواخر عام 2024، عندما غادرت سفن التجسّس الإيرانية المنطقة العامة لمضيق باب المندب.

وقد صادرت القوات البحرية المشتركة عددًا من السفن الصغيرة التي تُهرّب الأسلحة للحوثيين هذا العام، ممّا يزيد من نسبة المخاطر على العمليات الحوثية على بُعد 600 ميل من سواحلهم. وتشير الأدلة إلى أنّ إيران قد نقلت طائرات مُسيّرة من طراز "مهاجر-6" و"أبابيل" وأنظمة صواريخ إلى القوات المسلحة السودانية بدءًا من أكتوبر 2023.

ويستمر تدفّق الأسلحة في الوقت الذي تفرض فيه إدارة ترامب عقوباتٍ جديدة على "البرهان" وحلفائه الإسلاميين، لأسبابٍ شملت توثيق استخدام الأسلحة الكيميائية. كما فرضت الولايات المتحدة عقوباتٍ على كتيبة "البراء بن مالك"، وهي واحدة من أخطر المليشيات المتطرّفة في السودان.

وتلعب هذه الجماعة دورًا محوريًا في العمليات العسكرية في بورتسودان ضد قوات الدعم السريع التي تقاتل البرهان. وتبعًا لذلك، فهي تُعدّ جزءًا من الشبكة التي تنقل إيران من خلالها الأسلحة. ويُثير هذا الأمر مخاوف بشأن إمكانية وصول الحوثيين إلى الأسلحة الكيميائية لتهديد جيرانهم، أو استخدامها ضد القوات اليمنية المنافسة لهم.

فالحروب الطويلة الأمد في السودان واليمن تتقاطع وتتجاوز مناطق عملياتها التقليدية. وفي حين تستمر كلٌّ من واشنطن والغرب في النظر إلى عمليات الحوثيين على أنّها محدودة النطاق والجغرافيا، تتزايد الأدلة على أنّ الحوثيين مصمّمون على توسيع عملياتهم خارج التركيز الضيّق نسبيًا للأنشطة البحرية الحالية المعادية لهم.

وفي الوقت نفسه، يُظهر التأثير المتبادل الظاهر بين البرهان والحوثيين خطر السماح للحرب الأهلية السودانية بالاستمرار دون كبحها.

---

فرناندو كارفاخال: محلّل في الشأن اليمني وعضو سابق في "لجنة الخبراء بشأن اليمن" التابعة للأمم المتحدة.

يوراسيا ريفيو: مجلة مستقلة تُوفّر منصّة للمحلّلين والخبراء لنشر محتوى حول مجموعة واسعة من المواضيع.

 

تقارير

لماذا تهدد إسرائيل بضرب الحوثيين رغم وقف الحرب في غزة؟

رغم أن الحوثيين أوقفوا هجماتهم باتجاه فلسطين المحتلة بعد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، إلا أن إسرائيل توعدت مؤخرا باستمرار عملياتها العسكرية ضدهم، بالتوازي مع تهديدات ضد حركة حماس في حال لم تتخلّ عن السلاح بعد اتفاق وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى التهديدات ضد حزب الله في حال لم يسلِّم سلاحه للدولة اللبنانية، وأيضا الضغوط المستمرة على مليشيا الحشد الشعبي في العراق بشأن سلاحها.

تقارير

عدن مهددة بالظلام مجددا.. أزمة كهرباء بلا حلول

تتجدد معاناة سكان العاصمة المؤقتة عدن جراء انقطاع الكهرباء، إلا أنه عقب تحذير مؤسسة الكهرباء في العاصمة من قرب الخروج الكلي للمنظومة عن الخدمة، ترددت أنباء عن انفراجة يمكن وصفها بالبسيطة، تمثلت في وصول الناقلات التي كانت تحمل الوقود المخصص للمحطة في عدن.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.