تقارير
مع تكرار الحوادث والمآسي.. لماذا لم تستكمل الحكومة إصلاح الطرق البديلة في تعز؟
ففي آخر الحوادث، تم تسجيل وفاة وإصابة 19 شخصا؛ إثر حادث في الطريق الرابط بين محافظتي لحج وتعز.
مصادر محلية قالت إن حافلة نقل ركاب كانت في طريقها إلى العاصمة المؤقتة (عدن) انقلبت في طريق الصحي - كربة، الذي يعد بديلا عن طريق هيجة العبد؛ ما تسبب في وفاة 16 شخصا، بينهم أطفال ونساء، وإصابة ثلاثة آخرين.
هذا الحادث أعاد مأساة حصار مليشيا الحوثي لمدينة تعز إلى الواجهة، حيث استنكر اليمنيون تلك الانتهاكات، التي جعلت أبناء هذه المدينة ضحايا تعنّت المليشيا.
- ضحايا
يقول أحد سائقي شاحنات النقل الثقيل، صهيب أمين: "هذا الحادث ليس أول حادث نشاهده، ونتحدث عنه، ونحن نتحدث على ضحايا الحوادث بشكل مستمر، سواء في طريق كربة - الصحى، أو طريق هيجة العبد، أو طريق الأقروض".
وأضاف: "هناك الكثير من السائقين والمسافرين فقدوا ما لديهم، وفقدوا مصادر رزقهم، من ينجو منهم من الموت بحادث سير تسحبه السيول في الوديان".
وتابع: "طريق هيجة العبد أقل خطرا من طريق كربة - الصحي، لكن طريق الهيجة حاليا مغلق؛ بسبب أن المقاول يقوم بأعمال صيانة، والبعض يمر عبرها بعد دفع مبالغ مالية لنقاط التفتيش هناك".
وأردف: "بالنسبة للمسافرين، وأصحاب السيارات الصغيرة، يفضل ألا يمروا عبر طريق كرب - الصحي، فالطريق يحتاج إلى صيانة".
- مشكلة مركَّبة
يقول المحلل السياسي، عبد الواسع الفاتكي: "مشكلة تعز مركَّبة، حيث تعاني هذه المدينة من حصار غير مسبوق منذ أكثر من تسع سنوات، وتخوض مليشيا الحوثي حربا مفتوحة ضدها".
وأضاف: "إذا توقفت هذه المليشيا لوقت قصير عن قنص المدنيين، أو استهداف الأحياء السكنية، فهي تتسبب بموت المئات من أبناء تعز، عن طريق إطباق الحصار، وإرغامها المواطنين على سلوك طرق وعرة، وطرق بديلة عن المنافذ الرئيسية، التي تُحكم المليشيا -من خلال إغلاقها- الحصار على ملايين السكان".
وتابع: "هذه الطرق البديلة غير صالحة لمرور المركبات الثقيلة، أو حتى لمرور المسافرين، فهي لم تكن مخصصة لمرور المسافرين فضلا عن نقل البضائع، أو مرور الشاحنات الكبيرة".
وأردف: "في المقابل أيضا هناك إهمال كبير من قِبل السلطات المحلية، ومن قِبل حتى الحكومة، ومن قِبل مجلس القيادة الرئاسي، حيث يفترض بهذه المشكلة أن تكون حاضرة في أجندة السلطة المحلية والحكومة".
وزاد: "يُفترض ألا يتأخّر إصلاح هذه الطرقات؛ لأنها الطرق الوحيدة التي أجبر سكان تعز على سلوكها".
وقال: "نحن أمام عشر سنوات من الحصار، وهذا الحصار ما زال موجودا على طاولة المفاوضات، وسيستمر وجوده على طاولة المفاوضات فقط".