تقارير
ميناء الحديدة.. بوابة اليمن للعالم في مرمى صواريخ إسرائيل
بكثير من اللهب والدخان، عاش ميناء الحديدة أحد أصعب فتراته منذ سنوات، في أعقاب مشاركة قرابة 20 طائرة إسرائيلية من نوع F15 في قصفه أمس السبت 20 يوليو الجاري.
الميناء الخاضع لسيطرة الحوثيين منذ عام 2014، يقع غربي اليمن، ويعتبر أحد أبرز موانئ البحر الأحمر، والشريان الرئيس لدخول المساعدات والبضائع إلى البلاد.
القصف الإسرائيلي للميناء، جاء لما قالت حكومة بنيامين نتنياهو، إنه رد على قصف جماعة الحوثي، مدينة تل أبيب بمسيرة، يوم الجمعة 19 يوليو الجاري، وأسفر عن قتيل وعدة إصابات.
وحسب هيئة البث الإسرائيلية، الجمعة، فإن إسرائيليا قتل وأصيب 10 آخرين في هجوم المسيرة التي سقطت على بعد مئات الأمتار من سفارة الولايات المتحدة بتل أبيب.
والأحد، دعا رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، إلى تدمير ميناء الحُديدة غربي اليمن "بشكل كامل"، معتبرا أن الهجوم الذي نفذته جماعة الحوثي الجمعة ألحق "أضرارا هائلة" باقتصاد إسرائيل.
ومنذ 12 يناير 2024، يشن تحالف تقوده الولايات المتحدة غارات يقول إنها تستهدف "مواقع للحوثيين" في مناطق مختلفة من اليمن ردا على هجماتها البحرية، وهو ما قوبل برد من الجماعة من حين لآخر.
ومع تدخل واشنطن ولندن واتخاذ التوتر منحى تصعيديا في يناير الماضي، أعلنت جماعة الحوثي أنها باتت تعتبر كافة السفن الأمريكية والبريطانية ضمن أهدافها العسكرية.
بوابة اليمن
ويقع ميناء الحديدة في منتصف الساحل الغربي لليمن على البحر الأحمر، وبالقرب منه واحدة من الظواهر، أو ما تعرف بـ "رأس الكثيب" من الناحية الغربية، والتي تحميه من العواصف والأمواج العالية.
تم إنشاء ميناء الحديدة عام 1961، بالتعاون مع الاتحاد السوفييتي في ذلك الوقت، بسبب قرب المنطقة من حركة التجارة العالمية بين الشرق والغرب.
فمن أمام الميناء، تمر مختلف حركة تجارة السلع والنفط من الشرق إلى الغرب، وبالعكس، كمان تمر من قاع المنطقة البحرية القريبة منه، خطوط الإنترنت الدولية بين الشرق والغرب.
ومن خلال الميناء، تمر مختلف الصادرات والواردات، إلى جانب المساعدات الإنسانية التي تصل البلاد منذ الحرب، وكل ما تطلبته عملية النمو والازدهار التي شهدتها وتشهدها اليمن في الماضي.
وينفرد ميناء الحديدة بعدد من المميزات تخصه عن غيره من الموانئ على طول البحر الأحمر، وهي موقعة الاستراتيجي وقربة من الخطوط الملاحية العالمية، ومحمي حماية طبيعية من الأمواج والتيارات المائية، وغير معرض للرياح الموسمية.
ويبلغ طول الممر الملاحي لميناء الحديدة، 10.433 أميال بحرية، وبعرض يبلغ 200 متر، فيما يبلغ العمق قرابة 10 أمتار، وله قدرة على استقبال سفن الحاويات التي تزن حمولتها القصوى 31 ألف طن.
وحتى عام 2014، يشتمل الميناء على 8 أرصفة بطول إجمالي 1461 مترا، إضافة إلى رصيفين بطول 250 مترا، وحوض الميناء مخصص لتفريغ ناقلات البترول والمشتقات النفطية الأخرى.
استهداف منشآت حيوية
ويظهر في مقاطع الفيديو التي كشفت حجم لهيب النار والدخان الكثيف، أن إسرائيل تعمدت قصف مخازن ومستودعات النفط والمشتقات التابعة لميناء الحديدة، ما يضعها أمام صعوبات إضافية في تلبية الحاجة المتزايدة على الوقود في البلاد.
كما تعرضت مكاتب المنشآت النفطية إلى القصف الإسرائيلي، إلى جانب واحدة من أهم محطات توليد الكهرباء التابعة لمدينة الحديدة، في تصعيد خطير للظروف الإنسانية الصعبة.
كذلك، تعرض 12 مستودعا في الميناء إلى القصف الجزئي والكلي، وهي مستودعات بمساحة إجمالية تتجاوز مليون متر مربع، بحسب بيانات تاريخية للحكومة اليمنية، تعود لعام 2010.
وحتى الأحد، لم تعلن جماعة الحوثي حجم الأضرار الكلية التاي تعرضت لها أرض الميناء، وقدرته على استقبال سفن الشحن والمساعدات الإنسانية من عدمها.