تقارير

هل سيتمكن غروندبرغ من دفع الحوثيين للقبول بتمديد الهدنة؟

29/09/2022, 09:38:55

المبعوث الأممي، هانز غروندبرغ، وصل صباح أمس إلى العاصمة صنعاء، للقاء مليشيا الحوثي، وحثها على القبول بتمديد الهدنة، التي من المقرر أن تنتهي مطلع أكتوبر المقبل.
وتأتي زيارة غروندبرغ إلى صنعاء عقب تصادمه مع ممثلي مليشيا الحوثي في مسقط، الذين أكدوا تمسّكهم باشتراطات مقابل تمديد الهدنة.

- ملامح حقيقية

في هذا السياق، يقول الصحفي محمد عبدالمغني: "يمكن القول بأن التحرّكات الأممية اليوم ومساعي تمديد الهدنة في اليمن هي من أجل الوصول إلى حل سلمي، لكنها ليست بتحركات حديثة، ومع ذلك نرى بأن هناك ملامح ربما حقيقية لدى المجتمع الدولي في إغلاق ملف هذه الحرب، التي طالت كثيرا، وأرهقت الجميع".

وأضاف: "خصوصا وأن هذه الملامح بعد دعوات الرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال الأيام السابقة، وأيضا دعوات الاتحاد الأوروبي إلى تمديد الهدنة، ودعم تسوية سياسية لحل شامل في اليمن، خصوصا بعد انسداد أفق حسم المعركة عسكريا بعد 8 سنوات من الحرب".

وأشار إلى أن "مليشيا الحوثي أصبحت تمتلك قوة عسكرية، لا تهدد بها فقط المجتمع الإقليمي والداخل، بل أصبحت تهدد المحيط الدولي، ومن خلال هذه القراءات ربما يمكن القول إن هنالك محاولة لوضع شروط تعجيزية من أجل  الوصول لحل يرضي جميع الأطراف، والدخول في مسار السلام".

- تأمين إمدادات الطاقة

من جهته، يقول المحلل السياسي، إبراهيم قعطبي: "إن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي يريدون تأمين الخط الدولي لإمدادات الطاقة في باب المندب والبحر الأحمر، جراء الأزمة الأوروبية الناتجة عن الحرب الروسية - الأوكرانية".

وأضاف: "المجتمع الدولي يرى بأنه لا بُد من تأمين هذه المنطقة الهامة والحساسة، لذا تأتي الهدنة وليس لها علاقة بالسلم أو تقريب وجهات النظر أو الدخول في حوار، وإنما لتجميد المعارك وتأمين خطوط الإمدادات من باب المندب".

وأشار إلى أن "الهدنة على مستوى اليمن لم تأتِ بحوار ولا استقرار، بل إن المليشيات استغلتها بالتمدد والتسلط على التجار والمواطنين، من خلال فرض الجبايات عليهم".

ويرى أن "التحالف السعودي - الإماراتي أيضا استفاد من الهدنة، حيث توقفت الضربات العسكرية نحوه، وكذلك الأطراف الدولية فهي مستفيدة كثيرا من الهدنة، إلى جانب مليشيا الحوثي، أما الشعب اليمني واليمن لم ولن يستفيدوا شيئا منها، فليس هناك أمن ولا استقرار وليس هناك مؤسسات دولة، وإنما توسّع للمليشيا، وتوسّع خارجي".

- رغبات دولية وجدل يمني

من جهته، يقول الكاتب الصحفي طالب الحسني (الموالي للحوثيين): "إن من الجيّد أن تسعى جماعة الحوثي لفرض شروط بشأن تمديد الهدنة، وهذا دليل على أن لديهم رغبة ليس في عملية استمرار السلام بدون شروط، وخصوصا بأن الهدنة باتت جدلية".

ويرى أن "التحالف يريد الهدنة برغبة أمريكية - سعودية، وهذه الرغبة مدعومة بحاجة للنفط الخليجي، لذا الشروط التي توضع شيء جيد ومطلوب".
وقال إن "هناك جدلا في الشارع اليمني، فهناك من يريد تمديد الهدنة، وهناك من لا يريدها، ولكن في هذه الحالة فإن الهدنة ستمدد بشروط الحوثيين، وخاصة أن هذه الشروط تتعلق بمصالح اليمنيين، كونها مرتبطة بصرف المرتبات وتحسين فتح مطار صنعاء الدولي".

وأشار إلى أنه "من الطبيعي أن تكون جماعة الحوثي لديها مقاربات تختلف عن التحالف، ومن المفترض بأن جميع القوى الوطنية لا تختلف مع شروط الحوثيين، أو أن تتحول إلى مسألة جدل، كونها شروطا تتعلق باليمنيين".

تقارير

معادلة السلام والحرب.. عودة للمسار السياسي وخفض التصعيد في البحر

يشير الواقع إلى أن مليشيا الحوثي، التي عطلت مسار جهود الحلول الأممية، خلال السنوات الماضية، وفق تصريحات الحكومة المتكررة، لا تمانع الآن من الدخول في تسوية محدودة مع السعودية، تسد حاجتها المالية والاقتصادية، وتخفف من أزمتها الداخلية.

تقارير

صفقة سعودية حوثية.. ترتيبات متقدمة وتحذيرات من النتائج

تتسارع الخطى نحو وضع اللمسات الأخيرة على خارطة الطريق الأممية، التي تحمل في مضمونها تفاهما وتقاربا حوثيا - سعوديا، لم يكن يتوقعه أحد، لا سيما إن استعدنا شريط الذكريات للعام الذي انطلقت فيه عاصفة الحزم، وتهديد الطرفين بالقضاء على الآخر، إذ تعهد الأول بإعادة الشرعية إلى صنعاء، فيما توعد الآخر بالحج ببندقيته في مكة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.