هل يتجه الأوروبيون نحو تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية؟

شددت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات على ضرورة اتخاذ الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إجراءات حازمة وحاسمة ضد الحوثيين وعدم الركون إلى الاتفاقات معهم.

ودعا تقرير المؤسسة الأمريكية الاتحاد الأوروبي لتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية وزيادة تمويل مهمة أسبيدس لحماية الملاحة الدولية وتوفير سفن إضافية في البحر الأحمر.

وطالب تقرير إدارة ترامب بفرض عقوبات إضافية على الحوثيين وخاصة على الممولين لهم في اليمن وسلطنة عمان وبقية الدول وعلى الشركات والأفراد المتواطئين أو المتورطين في شراء الأسلحة من إيران.

وأوضح التقرير أن الضغط الأمريكي على الحوثيين يجب ألا يتوقف حتى لو استدعى الأمر منح الجيش الأمريكي حرية اتخاذ خيارات ردع قوية بما فيها العمل العسكري المحدود.

الرواية الحوثية

يقول الخبير العسكري الموالي للحوثيين عبد الله الجفري، عندما نتحدث عن مثل تلك المصطلحات تلك العبارات التي تتحدث عنها الولايات المتحدة الأمريكية بأنها هي من تصنف أي جماعة إرهابية أو وطنية فأمريكا هي أم الإرهاب وأبو الإرهاب وهي صانعة الإرهاب فهي آخر من يتحدث عن الإرهاب.

وأضاف: اليوم نحن نشاهد كل القوى الوطنية الشريفة من محور المقاومة الذي تواجه الكيان الإسرائيلي والذي تصدت له منذ اللحظات الأولى مع عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر صنفت أمريكا وغيرها من حلفائها بأن حزب الله إرهابي وأن الحشد الشعبي إرهابي والقوات المسلحة في اليمن إرهابية.

وتابع: نحن في اليمن عايشين في صنعاء الملايين التي تخرج إلى الشوارع وإلى الساحات هل هؤلاء حوثيين، وبالتالي نحن في القوات المسلحة اليمنية منذ أكثر من 50 عاما ونحن هنا موجودين في صنعاء نتحدث باسم اليمن وباسم القوات المسلحة اليمنية والدليل على ذلك تلك البيانات التي تصدر من الناطق الرسمي للقوات المسلحة اليمنية، من خلال المواجهة المباشرة مع الكيان الإسرائيلي.

وأردف: لا نريد أن ندخل في صراع مذهبي وطائفي من خلال تلك العناوين والمصطلحات التي تروج في بعض وسائل الإعلام، فالصراع صراع سياسي هم على اليمن وهناك كثير من أبناء الشعب اليمني بكل طوائفهم انتماءاتهم ومذاهبهم وأعراقهم وأجناسهم الذين اليوم يتواجدون في مواجهة هذا المشروع الصهيوني.

وزاد: الحصار على أبناء الشعب اليمني لم يأت على سبيل الصدفة أو أن هولندا الآن تسعى لانتزاع قرار تصنيف الحوثيين بأنهم منظمة إرهابية، فالعدوان على اليمن والحصار على اليمن له ما يقارب 11 عاما.

وقال: نحن نعرف أن هولندا وأيضاً الاتحاد الأوروبي هم في سياق المنظومة الدولية للإرهاب، فلا زلنا إلى اليوم نحن نعاني من ذلك الحصار المطبق الذي اتخذ ضد اليمن من خلال مجلس الأمن، ذلك القرار الإجرامي التعسفي (2216) وهو قرار عدوان وأيضاً انتهاك للسيادة.

وأضاف: نحن نعرف أن مجلس الأمن وكل من يدور في فلك مجلس الأمن هم عبارة عن أدوات أمريكية.

حماس أيدلوجي

يقول الباحث في مركز صنعاء للدراسات عبد الغني الإرياني، إن هناك مؤشرات مؤكدة أن هولندا ستصنف الحوثيين كمنظمة إرهابية وربما يتبعها الاتحاد الأوروبي، لكن هذه العقوبات الاقتصادية التي تنتج عن هذا التصنيف تضر عموم المواطنين ولا تستهدف قد أنصار الله الحوثيين، ففي النهاية المواطن هو الذي يدفع الثمن.

وأضاف: هولندا بالتحديد لا شك أنها متحمسة للعقوبات، بسبب وفاة أحد موظفيها قبل فترة، نتيجة ضرب سفينتها، أما باقي الدول دول الاتحاد الأوروبي ليست متضررة بنفس الدرجة.

وتابع: الأعمال التي قامت بها ميليشيا الحوثي في البحر أدت إلى تحويل خطوط التجارة من قناة السويس إلى الرجاء الصالح، وبالتالي انتقلت التجارة إلى ميناء روثر الهولندي، وكانت هولندا هي المستفيد الوحيد من هذه الأعمال.

وأردف: إيران بطبيعة الحال هي تدرك أن وقف الحرب في غزة يعني أن تتفرغ أمريكا وإسرائيل لمهاجمتها، فلا شك أن إيران قلقة من وقف الحرب في في غزة.

وزاد: أعتقد أن الضربة الأمريكية الإسرائيلية على إيران أصبحت حتمية، لأن أمريكا قد حركت كميات هائلة من الأسلحة والأساطيل في اتجاه المنطقة ولا شك أن هذا موجه نحو إيران.

وقال: الحوثيون يعتبروا أنفسهم عضوا في محور المقاومة، وينسبوا عبر غرفة العمليات المشتركة لمحور المقاومة مع باقي الأطراف، فدلذا من الطبيعي أنهم يتفاعلوا مع مجريات الأحداث في غزة والمفاوضات في شرم الشيخ.

وأضاف: أعتقد أن غالبية اليمنيين متعاطفين مع الحوثيين في أعمالهم لمناصرة الشعب الفلسطيني في غزة، لكن إذا انتقلت المعركة إلى إيران هل من صالح الشعب اليمني وهل سيرضى المواطن اليمني أن يدفع الثمن الغالي للوقوف مع إيران؟

وتابع: الرد الأمريكي والإسرائيلي على الحوثيين سيكون بتدمير مدن بكاملها، فبالتالي بالرغم من حماس الحوثيين الآيديولوجي والمذهبي للوقوف مع إيران، فأنا لا أرى في ذلك منطقاً، واليمنيون ليسوا مستعدين أن يدفعوا هذا الثمن للدفاع عن إيران.

وأردف: العقل والمنطق والمصلحة الوطنية اليمنية تستوجب أن لا تستمر الهجمات الحوثية بعد توقف الحرب على غزة، لكن أنا أخشى أن هناك متطرفين في حركة الحوثيين، الذين سيضحوا بمصالح اليمنيين من أجل الوقوف مع إيران في مواجهة العدوان الأمريكي.