تقارير

هل يتحول القرن الإفريقي إلى قاعدة خلفية للحوثيين بدعم إيراني؟

18/09/2025, 16:19:40

حذّرت الحكومة اليمنية من خطورة دعم ميليشيا الحوثي للجماعات الإرهابية في القرن الإفريقي، وتورّطها في عمليات تهريب السلاح وزعزعة أمن واستقرار المنطقة.

وشدّد وزير الخارجية شائع الزنداني، خلال لقائه سفير الاتحاد الأوروبي باتريك سيموني، على ضرورة اتخاذ إجراءات جماعية لمعاقبة الميليشيا، وممارسة أقصى الضغوط السياسية والاقتصادية عليها، بما يجبرها على العودة الجادة إلى طاولة المفاوضات، والتوقف عن سياسة المراوغة ورفض مساعي السلام.

- قواسم مشتركة

يقول الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية والمتطرفة، سعيد الجمحي، إن الحوثيين، وأيضًا الجماعات المتطرفة بشكل عام، كالقاعدة وداعش تحديدًا، يختلفون في الأيديولوجيات والأهداف.

وأضاف: القواسم الكثيرة المشتركة بين هؤلاء، إذا اجتمعوا ككتلة واحدة، فإنهم سيشكلون الكثير من الصداع الإقليمي والدولي، بمعنى أن هذه الجماعات تتخذ من العداء للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ذريعة نحو التوسع وتحقيق أهداف خاصة بها.

وتابع: إدراكهم بالخطر المشترك جعلهم يتوحدون، أو جعلهم بالأصح يستبعدون نقاط الخلاف، التي هي كثيرة، لكنهم رأوا أنهم يخوضون حربًا مشتركة، بمعنى أن المستهدف واحد.

وأردف: وجدنا هؤلاء يقعون تحت الحصار الاقتصادي، وضعف قدرتهم على التحصيل المالي والتمويل، وهذا كله دفعهم نحو التعامل بطرق غير مشروعة، وبالذات جماعة الحوثي التي تتاجر حتى في المخدرات، حيث أغرقت السوق المحلية بالمخدرات والحبوب المهيجة.

وزاد: الجماعات الإرهابية، سواء كانت سُنية كتنظيمي القاعدة وداعش، أو شيعية كجماعة الحوثي، هذا الاتجاه يبرر لهم تجاوز المحرمات فيما بينهم، وهو غرض وهدف - أعتقد - للحصول على إمداد للبقاء.

وقال: أعتقد أن المخاطر التي تشكلها جماعة الحوثي، خاصة بتحالفها مع الجماعات الإرهابية، ستشكل إرباكًا على ضفتي البحر الأحمر. بمعنى أن الضفة الإفريقية لديها الكثير من الجماعات في النيجر والصومال وغيرها، وهي جماعات إرهابية متطرفة، غاية في التطرف، حتى أكثر من القاعدة وداعش في اليمن.

وأضاف: لهذا أرى أن التعاون، خاصة في مجال الأسلحة، سوف يغرق السوق المحلية بأنواع الأسلحة التي تأتي للحوثيين من هذه الجماعات، كما سيتحصل الحوثيون على دعم بشري من جماعتي القاعدة وداعش.

وتابع: أعتقد أن ما يحصل الآن يتوافق تمامًا مع السياسة الخارجية الإيرانية، فبالتالي حالة الإرباك التي ستسببها هذه العلاقة هي الهدف الأخير، إلى جانب الإبقاء على حالة عدم الحل السياسي في اليمن والمنطقة كلها.

- شبكات مصالح

يقول الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، نبيل البكيري، إن المسألة لا تتعلق بسؤال: لماذا أو كيف وصل الحوثيون إلى هنا؟ بل تتعلق بدرجة رئيسية بالأسباب التي دفعتهم ليصبحوا فاعلين في المنطقة، وهو السبب الجوهري والمركزي الذي يجب أن يُطرح حوله السؤال والتركيز والنقاش.

وأضاف: أعتقد أن هذا هو السؤال الجوهري الذي يجب على المجتمع الدولي الإجابة عنه، وعن أسبابه وخلفياته التي سمحت لهذه الجماعات "ما دون الدول" أن تصبح فاعلًا رئيسيًا على خطوط الملاحة الدولية، والأمن الإقليمي والدولي.

وتابع: الحوثيون في هذه الحالة، أعتقد أنهم مثل كل الجماعات التي تبحث عن مصالحها وتعمل خارج إطار المؤسسات أو القوانين أو الأنظمة التي تتعامل بها الدول، فهم يجدون بالضرورة حاجاتهم ومبتغياتهم من خلال شبكات المصالح والمافيا الموجودة على ضفتي البحر، فكل هذا يسهل لهم الانطلاق، لأنها تفلت من قوانين ورقابة المجتمع الدولي.

وأردف: بطبيعة الحال، نحن نعيش منذ فترة طويلة في ظل تحوّل منطقة البحر الأحمر وخليج عدن إلى منطقة غير آمنة للملاحة البحرية. ورأينا كيف أثّر ذلك على الاقتصاد العالمي، من ارتفاع أسعار التأمينات، وأسعار المشتقات النفطية، والمواد الغذائية، وحتى البورصات التأمينية في البنوك والأسواق التجارية.

وزاد: كل ذلك أدى إلى ارتباك في المعادلة التجارية والدولية. وبالتالي، ستستمر هذه التهديدات ما دامت الدولة مفقودة، والدولة الوطنية على ضفتي خليج عدن في حالة غياب، وخاصة في الحالة اليمنية التي تتسيد فيها اليوم هذه الميليشيات على حساب وجود دولة معترف بها، ومبنية على النظام والقانون، ومعترف بها أيضًا بالقانون الدولي الذي ينظم مثل هذه العمليات.

وقال: بطبيعة الحال، هذه الجماعات تنطلق من منطلقات دوغمائية حالمة، لا تتحمل أي مسؤولية أخلاقية أو قانونية أو دستورية تجاه مواطنيها. وبالتالي، رأينا الآن مثلًا اليمن، كيف دخلت في دوامة التدمير الممنهج لكل شيء، نتيجة لأن هذه الجماعة تتصرف في معزل عن مصالح الناس، بل تتعامل معهم كمختطفين، تساوم بهم مصالحها، وتخوض مغامراتها من أجل تحقيق مشاريعها وأهدافها، بينما ما يصيب الناس من أذى، لا يعنيها في شيء.

تقارير

هجمات متبادلة بين إسرائيل والحوثيين.. قراءة في حسابات الرد ومسار التصعيد؟

في خطوة تصعيدية جديدة، أعلنت إسرائيل، في 3 سبتمبر الجاري، إطلاق القمر الاصطناعي التجسسي الجديد "أوفك 19"، للتجسس على إيران والحوثيين، ووصفت ذلك بأنه رسالة موجهة إلى خصومها بأنهم تحت المراقبة الدائمة. وقبل ذلك، شكلت إسرائيل وحدة تتكون من 200 ضابط استخبارات لجمع المعلومات عن الحوثيين، وكانت الضربات التي استهدفت حكومة الحوثيين في صنعاء خلال اجتماع لها إحدى أولى إنجازات تلك الوحدة الاستخباراتية.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.