تقارير
استمرار انتهاكات مليشيا الحوثي ضد المنظمات الأممية.. الأبعاد والنتائج!
بعد ساعات من مداهمة مسلحي مليشيا الحوثي لمكاتب خمس منظمات دولية بينها الإغاثة الإسلامية وأطباء بلا حدود، اقتحم مسلحون آخرون تابعون للمليشيا مقر منظمة أوكسفام في صنعاء، وصادروا أجهزة وأصولًا تابعة للمنظمة، إضافةً إلى احتجاز عدد من الموظفين.
الاقتحام الحوثي لأوكسفام تزامن مع بيان أصدرته المليشيا طالبت فيه الأمم المتحدة بتسليم بقية موظفيها المتهمين بالتورط في اغتيال وتصفية وزراء المليشيا بغارة إسرائيلية في أغسطس الماضي.
-تراخٍ أممي ودولي
قال المدير التنفيذي للمركز الأمريكي للعدالة، المحامي عبد الرحمن برمان، فيما يخص مطالبة الحوثيين للأمم المتحدة بتسليم موظفيها المتهمين بالتورط في مقتل عدد من وزراء المليشيا: "هذا الطلب غريب، لكنه يأتي في إطار التصعيد الذي تقوم به مليشيا الحوثي ورفع سقف ضغوطاتها على المجتمع الدولي".
وأضاف: "كل هذا يأتي في ظل حالة من التراخي من قبل المنظمات الأممية والمجتمع الدولي بشكل عام، حتى الدول التي تسعى أو تدخلت في الشأن اليمني تتعامل مع مليشيا الحوثي تعاملًا ناعمًا، وليس كمنظمة إرهابية".
وتابع: "يأتي هذا الفعل أيضًا في إطار محاولة مليشيا الحوثي إثبات جدية ما تقوم به على أنه ليس مجرد نوع من الضغوط، وأن الأمر جدي، وهؤلاء هم عملاء أرسلوا الإحداثيات وتسببوا في التجسس".
وأردف: "كل هذه الاتهامات والتصرفات، رغم أن الموظفين الأمميين غالبًا ما يظلون في أماكن محدودة في مكاتبهم، وعند تحركاتهم يتم ذلك بتوجيهات أو بإذن من مليشيا الحوثي ومرافقة لها، بل إن الجماعة أوجدت موظفين لها في كل هذه المنظمات وترفض توظيف موظفين محليين من خارج الجهاز الأمني لها".
وزاد: "مليشيا الحوثي تخترق هذه المنظمات، وموجودة في كل تفاصيلها، وتطلع على كل تحرك، ويستحيل من الناحية النظرية والواقعية أن يكون لهؤلاء الأشخاص أي دور فيما تدعيه المليشيا".
وقال: "ما تقوم به مليشيا الحوثي هو انتهاك للضمانات الدولية، بما في ذلك الاتفاقيات الخاصة بحرية وحركة المنظمات الدولية وحصانتها من أي اعتداء أو اعتقال".
وأضاف: "لا يمكن لجماعة مسلحة تستولي على السلطة وتعتقل الناس وتفجر وتدمر وتسيطر على مؤسسات الدولة وتسيس القضاء أن تتحدث عن إجراءات قانونية، يصعب أن يمر هذا الأمر أو يقبله أي شخص عادي".
-تعمل منذ 40 عامًا
قال الصحفي فارس الحميري: "منظمة أوكسفام، واحدة من أكبر المنظمات الدولية العاملة في اليمن ومقرها في صنعاء، تم اقتحامها صباح الأربعاء وبقي الحوثيون فيها حتى مساء الجمعة".
وأضاف: "عقب عملية الاقتحام، تمت مصادرة العديد من الأجهزة، بما فيها أجهزة الاتصالات والكمبيوترات، وأيضًا احتجاز عدد من الموظفين، بما في ذلك بعض الدوليين".
وتابع: "تم مصادرة الهواتف الشخصية للعديد من الموظفين والتحقيق معهم لساعات طويلة، وتم الإفراج عن بعضهم، بينما لا تزال هناك معلومات متضاربة حول اعتقال أو نقل آخرين إلى مراكز الاحتجاز التابعة للحوثيين".
وأردف: "منظمة أوكسفام تعمل في اليمن منذ أكثر من 40 سنة، ولها مشاريع إستراتيجية في مناطق سيطرة الحوثيين، سواء في مجال المياه والمناخ، أو الإصحاح البيئي، ودعم المشاريع الصغيرة".
وزاد: "المنظمة عملت أيضًا بالقرب من المزارعين والفئات النازحة، وبرامج تمكين الشباب وحماية المجتمعات الضعيفة، لكن بعض هذه البرامج توقفت، خاصة في المكاتب التي تعرضت لانتهاكات، مثل مكتب المنظمة في صعدة الذي أغلق في فبراير 2025 بعد حملة اعتقالات للموظفين".
وقال: "حتى الآن، مسؤول الإعلام في منظمة أوكسفام في صعدة رهن الاحتجاز، وكذلك مسؤول الأمن والسلامة، وقد تعرضا للتعذيب والمعاملة القاسية في السجون بصعدة وصنعاء".
وأضاف: "منظمة أوكسفام لم تصدر أي بيان حتى اللحظة، على الرغم من اقتحام الحوثيين لمقر فرعها في محافظة حجة قبل عدة أسابيع، واقتحام المقر الرئيسي في صنعاء".
وتابع: "كثير من الناشطين بالوضع الإنساني في اليمن اتهموا أوكسفام بتقديم الدعم للحوثيين خلال السنوات الماضية، بما في ذلك البيان الشهير الذي أصدرته المنظمة".