تقارير

الملالة التعزِّية.. بريقها بأصوات شبابية يطغى على الإهمال

03/02/2023, 13:02:22
المصدر : قناة بلقيس - خاص

(ألا ليلي ليلي ليلي لي لي لي لييييليلووه.. ألا تتجلجل السحائب.. من كان يُحِب يتجرَّع الغلائب.. ألا شل المطر.. بالله اسمعوا سكيبوه.. ألا بالله اسمعوا كيبوه.. يا سُعد من يسمع شكى حبيبه..)
تعرَّفت لأول مرة أمنية عبدالفتاح على الملالة التعزِّية، بعد أن سمعتها من فنانين شباب، انتشرت لهم مقاطع غنائية مختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي، كالفنانة هاجر نعمان، وعمار العزكي.

تعلَّقت أمنية بسرعة بهذا الفن الجديد الذي سمعته، وبدأت بحفظ المقاطع تلك، والبحث عن كل جديد فيها، والاحتفاظ بنسخة منها في هاتفها، وترديدها في المنزل، حين تنشغل ببعض المهام فيه، فضلا عن الاستماع لها.
تقول أمنية (18 عاما) لـ"بلقيس": "أشعر بأني انحرمت من فن جميل كهذا، فلم أكن معتادة على سماع الملالة في منزلنا، بخاصة أني لا أعرف شيئا عن الحياة في الريف، كوني ولدت وترعرت في تعز المدينة، ووالدتي كذلك قضت أغلب حياتها في المملكة العربية السعودية، قبل أن تتزوج".

تشتهر محافظة تعز (وسط اليمن) بفن الملالة، التي تبدأ بجملة "ألا ليلي ليلي ليلي لي لي لي ليليليييي"، وهي تراث محفور في ذاكرة كبار السن، وكذلك الأجيال المتتالية، بخاصة مع اهتمام الفنانين الشباب حاليا بها، وإعادة إحيائهم لها خلال سنوات الحرب.
حضور الملالة في ريف تعز كبير بعكس المدينة، ويمكن القول إنها على لسان أغلب السكان، بخاصة المزارعين، وربات البيوت، ويمكن سماعهم يتغنون بها منفردين في المنازل، أو بشكل جماعي في الحقول، ومواضيعها تعكس طبيعة حياتهم، بطريقة بسيطة أنيقة.

- تجربة قادتها للنجاح

كانت الملالة الطريق الأقصر، الذي قاد الفنانة العشرينية هاجر نعمان إلى شهرة واسعة في اليمن، فقد شجعها والدها على غنائها في الحفلات منذ صغرها، برغم أنها لم تكن تدرك بعد أهميتها، فهي معتادة على سماعها في المنزل من جدتها، وتعتقد أنها لا تخص جيلها.

بحسب هاجر، فقد كانت تشعر ببعض الحرج حين يطلب منها والدها تأدية الملالة، لخوفها من عدم تقبُّل أبناء جيلها لها، كونها قديمة، ولا تشبه الأغاني الحديثة التي اعتادوا على سماعها.

تضيف هاجر في حديثها لـ"بلقيس": تشجَّعت وغنَّيت لأول مرَّة الملالة بين زملائي في معهد كنت أدرس به اللغة الإنجليزية، وتفاجأت بردة فعلهم، وإعجابهم بهذا الفن الجميل، وقادني ذلك لاحقا لأداء ملالة في حفل ثقافي وفني بتعز، أصبح عقبه كل الفنانين الشباب يتهافتون عليه، وموضة غنائية رائعة".
"اليوم، أصبحت أفهم جيدا سبب رغبة والدي بأن أغني الملالة؛ حفاظا على موروثنا، وقد كان مُحقا في ذلك، فموروثنا الغنائي غني جدا، ويجب أن يحرص كل فنان يمني على إبرازه"، وفق هاجر.

- توظيف محدود للملالة

يحاول فنانون شباب إعادة بريق الملالة التعزية، وقد أدى ذلك إلى انتشارها بين الأجيال الحالية، التي تعتمد كثيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، التي هي الأخرى يستخدمها الفنانون لنشر ملالاتهم التي يقومون بغنائها، ومؤخرا ظهرت وجوه عربية تغنيها، كالفنانة وباحثة الموسيقة التونسية مهر الهمامي.

يرى الصحفي والناقد الفني، محمد أمين الشرعبي، أن "عدم انتشار الملالة بشكل واسع يرجع إلى عدم توظيف هذا الموروث بالغناء اليمني ضمن قوالب لحنية إلا بشكل بسيط وقليل، لذلك ظلت محصورة ومُغيبة، سواء على مستوى اليمن أو الوطن العربي"، مشيرا إلى أن "القصور هذا هو ما أعاق وصولها وانتشارها كالدان الحضرمي الذي يعرفه كثير من الفنانين العرب".

يذكر الشرعبي في حديثه لـ"بلقيس" أن "الملالة ارتبطت بشكل خاص بتعز، ولها ارتباط وثيق مباشر بالطبيعة التضاريسية والحياة الاجتماعية، كغيرها من الفنون اليمنية الغنائية كالدان والبالة".
وللملالة -كما يفيد الصحفي اليمني- طابع مختلف عن بقية الألوان الغنائية اليمنية، ففيها رقة، وتتحدث عن مشاعر إنسانية كالحنين؛ وذلك لارتباط الناس بالاغتراب في تعز، والمرأة الريفية التي تعبِّر عنها، وكذلك تفاصيل حياتهم المختلفة.

وتابع: "الملالة تعبير عن شجن إنساني خاص بالمجتمع التعزِّي، الذي ارتبط بالزراعة والتنمية والثقافة، وليس الحروب، وهي تعبِّر عن طبيعة المجتمع ذاك، وانعكس ذلك الحس الإنساني المرهف جدا في ذلك الفن المؤثر".
والملالة موروث شعبي غنائي، يتم أداؤه ببطء، وبلحن معيَّن، وينتشر كثيرا في منطقة الحُجرية بتعز، ويمكن سماع حتى بعض الأطفال يتغنَّون بمثل هذه الأهازيج الجميلة.

تقارير

تكليف الفريق القانوني بمراجعة القرارات الصادرة عن المجلس الرئاسي.. الأبعاد والانعكاسات؟

في خطوة تهدف إلى تسوية الصراع الحاصل بين رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي، أقر أعضاء المجلس تكليف الفريق القانوني بمراجعة القرارات الصادرة عن المجلس بأثر رجعي منذ سنة 2022، على أن يرفع الفريق توصياته بهذا الشأن خلال 90 يومًا لاتخاذ ما يراه مناسبًا بهذا الخصوص.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.