تقارير

"بطولات زائفة".. هكذا يروّج الحوثيون لمشاركتهم في "طوفان الأقصى"

18/10/2023, 07:44:29
المصدر : خاص - حسان محمد

التدثر بالإنجازات الكاذبة، وترويج الوهم، أسلوب اعتادت مليشيا الحوثي اتباعه لتحسين صورتها المشوّهة، والظهور بلباس المدافع عن قضايا الأمّة، وتسويق نفسها كحركة تحمل همَّ الشعوب المستضعفة، وحامية للقيم الدِّينية والإنسانية.

ومع انطلاق عملية "طوفان الأقصى"، التي نفّذتها حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، صباح يوم السبت الموافق ال7 من شهر أكتوبر الجاري، وجدت مليشيا الحوثي ساحة جديدة لاستعراض بطولاتها الزائفة، والزّج برأسها في قضية لا علاقة لها بها، حيث سارعت إلى إعلان شهداء من أتباعها في المواجهات، مصحوبة بصور لهم عليها "شعار الصرخة".   

- الاتجار بالشهداء

"استشهاد ثلاثة يمنيين في عملية طوفان الأقصى"، كان هذا عنوانا بارزا روَّجت له مليشيا الحوثي على حسابات ناشطيها على مواقع التواصل الاجتماعي، ومواقع إخبارية مقرَّبة منها، لتبرهن للناس صلتها الوثيقة بالمقاومة الفلسطينية في الداخل، وعُمق التواصل والتنسيق معها، في إطار ما يسمى "محور الجهاد والمقاومة"، الذي تقوده إيران، ويشمل سوريا والعراق وحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن.
لم يقف الأمر عند المواقع الإخبارية المقرّبة من الحوثيين، بل عمدت إلى إنشاء حساب مزيف على منصة "إكس" - تويتر سابقا، تابعه عشرات الآلاف من الأشخاص، نشرت عليه الخبر لتثبيت للناس صدق إدعائها، مما جعل العديد من المواقع اليمنية تنساق وراء الأكاذيب، وتنشر الخبر.

تَشكك الكثير من المتابعين من مصداقية الخبر، ونيّة الحوثيين المشاركة في القتال إلى جانب فصائل المقاومة، ومن خلال المنصات الخاصة بالتحقق من الشائعات، تبيَّن أن صورة الشهيد الأول المدعو محمد موسى الجبري، التي زعمت أنه من أبناء محافظة صنعاء، هي صورة لملف حساب شخصي للشاب محمد موسى، ويعيش في قطاع غزة، وتؤكد مصادر فلسطينية أنه استشهد في عملية "طوفان الأقصى".

أما الشاب، الذي يدعى إبراهيم عدنان من محافظة الجوف، فقد تبيَّن أنه من أصول يمنية، لكنه من مواليد فلسطين، وهاجرت أسرته إلى غزة في العام 1975 ضمن فوج المتطوِّعين العرب في المقاومة الفلسطينية، ولا توجد أي علاقة تربطه بمليشيا الحوثي.

الشخص الثالث، الذي ادعت المليشيا أنه من أبناء محافظة صعدة، أديب حسن فيصل أبو زيد، لم يكن هو الآخر من شهداء العملية، واتضح أنه ما يزال حيا، ويعيش في اليمن.

- تبيع الوهم

في بداية عملية "طوفان الأقصى"، ظهرت مليشيا الحوثي متحمسة مع الحدث، وأكد زعيمها، عبدالملك الحوثي، في خطابه بالمناسبة، أن الحوثيين سيقصفون إسرائيل بالصواريخ طويلة المدى، والطائرات المسيّرة.

وتوالت التصريحات من قيادات الحوثي المؤيدة للعملية، التي تؤكد أنهم سيشاركون في العمليات القتالية، وكان أبرزها تصريحات القيادي محمد علي الحوثي، عضو ما يسمى "المجلس السياسي الأعلى"، الذي حذَّر أمريكا من مغبة التدخل في الصراع بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، وتحوّل المواجهات إلى حرب إقليمية.   

وفي محاولة للتملّص من التصريحات النارية، كتب محمد علي الحوثي، تغريدة على موقع "إكس" يطالب فيها ولي العهد السعودي فتح المملكة العربية السعودية مسارا عاجلا ومحددا بين اليمن وفلسطين المحتلة، باعتبارها تمتلك حدودا مع اليمن من جهة، ومع فلسطين المحتلة من جهة أخرى، لعبور اليمنيين للمشاركة في القتال، حد قوله.

واشترط الحوثي على ولي العهد السعودي توقيف كافة خططهم العسكرية والأمنية تجاه اليمن، خلال المشاركة في القتال.  

- نفاق سياسي

قُوبلت إدعاءات قيادات مليشيا الحوثي، وتصريحاتهم الحماسية، بحملة من السخرية والتهكّم في أوساط الشارع اليمني، ومواقع التواصل الاجتماعي، وأظهر اليمنيون في تعليقاتهم غياب الثقة بتهديدات الحوثيين، وبحجم النفاق السياسي الذي يلتحفون به للمتاجرة بالقضايا اليمنية والفلسطينية.

يقول الإعلامي محمد دماج  لـ"موقع بلقيس": "الحوثيون اعتادوا على الإنجازات الخطابية، وتخدير الناس بالادعاءات الكاذبة، وهذه التصريحات ليست إلا واحدة من مسيرة طويلة من الكذب".

ويضيف: "حديث الحوثيين عن المشاركة في التخطيط للمعارك، وصناعة الأسلحة، والتنسيق العملياتي، يقلل من بطولات فصائل المقاومة وصمودها الأسطوري في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي منذ عقود، وسرقة واضحة لانتصاراتهم، وتضحياتهم الجسمية".

ويتساءل الصحفي محمد قائد: "ألا تعد زيارة وزير الدفاع الأمريكي، ووزير الخارجية، إلى إسرائيل، وتصريحاتهم الداعمة للاحتلال، وتحرك حاملتي طائرات ومدمرات حربية، مشاركة أمريكية مباشرة في الحرب على غزة، أم أن جماعة الحوثي تريد أن يأتي إليها الأمريكان، ويقسموا لها أنهم مشاركون بالحرب لترسل أسلحتها ومقاتليها".

ويقول قائد لـ"مةقع بلقيس": "طلب الحوثيون من السعودية فتح مسارات للتوجّه لقتال إسرائيل عبارة عن ذر الرماد في العيون، ولو كانت النية صادقة لتوجَّهت عبر البحر، كما تهرِّب الأسلحة، أو تتوجَّه إلى لبنان وسوريا المجاورتين لإسرائيل، اللتين يعيش فيهما ويتدرب كثير من عناصرها".

تقارير

عامان ونصف من الفشل.. هل حان وقت تغيير هيكلة مجلس القيادة الرئاسي؟

مرّ أكثر من عامين ونصف على تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، وبجردة حساب أولية يتبيّن أن المجلس فشل في كل المهام التي أعلنت بقرار تشكيله؛ نتيجة عدم الانسجام بين أعضائه الثمانية، الذين عجزوا عن الالتقاء عند مشتركات وطنية، وظلوا محافظين

تقارير

كيف تآكلت الشرعية وجرفت المؤسسات داخل العاصمة المؤقتة عدن؟

المجلس الانتقالي الوافد على أكثر من طرف، محاولا المطالبة بالانفصال، يبدو أن طموحه أكبر من ذلك بكثير، فهو يخوض انقلابا ناعما على مؤسسات الدولة الحكومية الإعلامية والثقافية في مناطق سيطرته، في هيمنة صارخة على سيادة الدولة، وحكم القانون.

تقارير

ما مستقبل الأزمة اليمنية في ظل استئناف جهود الوساطة العمانية الأممية؟

عشر سنوات من الحرب في اليمن خلفت وراءها دمارا هائلا وأزمة إنسانية تصنف بأنها الأسوأ في العالم، اليوم وبينما تتواصل المعارك على بعض الجبهات تلوح في الأفق تحركات دبلوماسية تقودها سلطنه عمان بالتعاون مع الأمم المتحدة بهدف استئناف المفاوضات بين الأطراف اليمنية ووقف التصعيد العسكري المحتمل.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.