تقارير
بعد توقف حرب غزة.. ما وراء تهديدات المليشيا بإشعال الحرب الداخلية مجددا؟
عاودت ميليشيا الحوثي تهديداتها بإشعال الحرب الداخلية مجددا واجتياح المحافظات الواقعة تحت نفوذ الحكومة، حيث أعلنت وعلى لسان القيادي فيها مهدي المشاط، أن هدفها هو السيطرة على كل شبر في اليمن والاستحواذ على ثرواته، وذلك في الوقت الذي تتراجع فيه أدواتها بعد وقف الحرب على غزة.
في ذات الخطاب طالبت الميليشيا من السعودية الانتقال من مرحلة خفض التصعيد إلى ما وصفه بإنهاء العدوان والحصار وتنفيذ الاستحقاقات الواضحة للسلام في إشارة لمطالبها.
لا جديد
يقول الخبير في القضايا السياسية والعسكرية العميد عبد الرحمن الربيعي، إن خطاب مهدي المشاط ليس فيه اي شيء جديد على الإطلاق، وكان متوقع مثل هذا الكلام، إذا ما نظرنا إلى الواقع السياسي المتغير في المنطقة بدءًا من انتهاء حرب غزة مرورا باللقاء الذي تم قبل أيام قلائل ما بين دول خليجية وأوروبية.
وأضاف: اللقاء أعطى إيماءات للحوثيين ونبههم بأن الوقت قد ازف فيما يتعلق في اليمن.
وتابع: مسألة تصريحات المشاط أو غيرها من الحوثيين حول مسألة اجتياح مناطق الحكومة، دعني أقول هنا أولا: نحن في حالة حرب مستمرة، وما الجديد أو ما المستجد الذي سيأتي؟
وأردف: ثانيا، ليس هناك هدنة بين الشرعية والحوثيين، لا هدنة مؤقتة ولا مطولة ولا قصيرة الأجل، فالحرب مفتوحة وتبادل إطلاق النار يكاد يكون مستمر يوميا في جميع الجبهات.
وزاد: التصريحات هذه لا يعتد بها ولا يؤخذ بها، إنما هي ناتجة عن حالة من الضغط النفسي التي تعيشه جماعة الحوثي، اليوم، خصوصا بعد انتهاء الحرب في غزة، القشة التي كانوا متعلقين فيها.
وقال: الحوثيون الآن محشورين وينتظرون، ما الذي سيحدث من تغيرات في المنطقة، لذلك نرى التصريحات أخذت جانبين أو شقين، شق سياسي وشق عسكري.
وأضاف: فيما يتعلق بالجانب السياسي هي دعوة صريحة للمملكة على أساس خارطة الطريق التي أماتها الحوثي أو التي لم تعد قائمة الآن.
وتابع: كنا نتحدث في عديد من المرات أنه مسألة غزة هي مربط الفرس ما أن تنتهي هذه المسألة إلا وسيأتي الدور على الحوثيين، الدور التالي عليهم.
وأرظف: من الناحية العسكرية لا ننسى أن الحوثيين خاضوا حربا مع الشرعية منذ أكثر من 10 سنوات وهزموا في مناطق عدة، وتم تحرير محافظات عديدة، إضافة إلى استمراريتهم في الحرب واستنزافهم، وتعرضوا لخسائر جسيمة على مستوى القيادات أو مخزوناتهم الاستراتيجية، خاصة خلال العامين الماضيين مع الضربات الجوية الأمريكية والإسرائيلية، والآن يعيشون حالة من الحصار والخنق الاقتصادي وتصنيف إرهابي وجوع في الداخل.
وجهة نظر حوثية
يقول الصحفي التابع لميليشيا الحوثي طالب الحسني، خطاب المشاط وتصريحاته في مكانها الصحيح، وبعد ذلك ستتضح الرؤية.
وأضاف: هذا الخطاب هو جاء يعني ليلة الرابع عشر من أكتوبر ليلة الثورة، وهو تذكير بأن هناك احتلال لليمن وأن هذا الاحتلال سيتم دحره واستعادة كل شبر، بمعنى أنه ليس تهديدا مباشرا لأطراف محلية، لأنه ليس هناك خطاب للأطراف المحلية، وليس هناك هدنة، وهناك اعتراف بأن هناك صراعا داخليا ونزاعا داخليا وحربا داخلية.
وتابع: هناك اتفاق وهناك هدنة وهناك نوع من خفض التصعيد مع السعودية ومع التحالف الذي قادته السعودية، ودائما الخطاب موجه باتجاه التحالف وباتجاه السعودية والتهديد موجه لها.
وأردف: المسألة الثانية في مسألة مخاطبة السعودية هو اختبار للسعودية بأنه الآن يجب أن يكون هناك عودة الى مسار التفاوض والانتقال من خفض التصعيد الى السلام الدائم.
وزاد: هذا الاختبار هو اختبار مبكر لأنه هناك تحركات أي قد تبدو السعودية متورطة فيها والإمارات كذلك بأن هناك عملية تحرك دولي تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال: حتى الآن لا أحد يستطيع ان يجزم تماما لأنه لا تزال مسألة التحرك تكهنات مبنية على خلفية انه قد يكون هناك انتقام من اليمن نتيجة إسناد غزة ونتيجة أن هناك رفضا أمريكيا أوروبيا ومن بعض الدول في الإقليم للتحول الذي حصل في اليمن،والحرب منذ 2015 وحتى الآن هو لرفض التحول في اليمن.