تقارير
تحركات أممية جديدة.. هل ما زال المسار السياسي مفتوحاً لحل الأزمة اليمنية؟
اختتم مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، اجتماعات في العاصمة الأردنية عمان لمناقشة وقف إطلاق نار محتمل، وبحث الترتيبات الأمنية ذات الصلة، وسبل معالجة التحديات الأمنية القائمة في اليمن.
وأوضح المكتب في بيان أن المناقشات، التي شارك فيها ممثلون عن الحكومة اليمنية وقيادة القوات المشتركة في لجنة التنسيق العسكري، وغاب عنها الحوثيون، تمحورت حول القضايا الأمنية ذات الأولوية، بما في ذلك آليات خفض التصعيد، وإدارة الحوادث، والخيارات الممكنة لضمانات أمنية.
وبيّن أن المشاركين ناقشوا سبل تنفيذ وقف إطلاق نار شامل في البر والجو والبحر كجزء من اتفاق سياسي أوسع، إضافة إلى إدارة خطوط المواجهة في سياق وقف إطلاق النار، إلى جانب الترتيبات الأمنية المتعلقة بالبنية التحتية الحيوية، بما في ذلك منشآت الطاقة.
الدولة تبحث عن السلام يقول رئيس لجنة التفاوض العسكري في الحكومة الشرعية، اللواء الركن الدكتور سمير الصبري، إن التركيز الأساسي في الاجتماعات كان على بحث آلية تفصيلية لوقف إطلاق النار في حالة حدوث قرار بهذا الشكل من قبل جميع الأطراف.
وأضاف أن الحوثيين إلى الآن يرفضون أي حديث حول هذا الموضوع، لكننا كحكومة شرعية ومبعوث أممي نبحث في كيفية جعل هذا الأمر ممكناً وجاهزاً للتنفيذ في حال وجود رغبة من جميع الأطراف لوقف إطلاق النار.
وتابع: الحكومة اليمنية، وهي منذ البداية، وكذلك لجنة قيادة القوات المشتركة، كلها تؤكد على البحث عن سبل السلام، وعن مخارج لهذه الأزمة، لكن يظل هذا كله يصطدم بالصلف الحوثي المتغطرس.
وأردف: البحث في المسائل الأمنية، ومسائل وقف إطلاق النار، ومسائل تفصيلية حول كيفية عمل وقف إطلاق نار شامل في البر والبحر والجو، ربما هذا هو الذي كان جوهر النقاش خلال الأسبوع الماضي.
وزاد: في الأخير، نظل نحن الدولة، ونتعامل مع المجتمع الدولي، ونتعامل مع دول العالم، ونتعامل حتى مع المبعوث الأممي كجهة مبعوثة من هيئة الأمم المتحدة، من الدول الدائمة ومجلس الأمن.
وأشار إلى أن هناك إحاطة قادمة في الأسبوع القادم للمبعوث لدى مجلس الأمن. وقال: نريد أن نؤكد بأننا نبحث في جميع السبل التي تذهب بنا إلى سلام دائم، والبحث اليوم أصبح في أمور متقدمة في كيفية إدارة وقف إطلاق النار أو إدارة المشهد بشكل عام بالنسبة لنا سلماً أو حرباً.
لقاءات عبثية يقول المحلل السياسي رماح الجبري: أنا في اعتقادي أن هذه اللقاءات يمكن أن نقول عنها لقاءات عبثية، أو أنها تأتي في سياق جهود أو محاولة الاستفادة من الميزانية التي تُعطى للمبعوث الأممي في محاولة لتفعيلها ضمن إطار بنود معينة.
وأضاف: أعتقد أننا ربما نجاري المبعوث الأممي في هذا الموقف الذي لا يخدم حتى الموقف الوطني.
وتابع: أنا في اعتقادي بأنه يجب أن يكون هناك وضوح، فهل المبعوث الأممي أو الحكومة أو الأطراف الأخرى لم يفهموا الحوثي حتى اليوم؟ الحوثي لا يفهم إلا لغة القوة أو أوامر تأتيه من إيران، فهذه هي اللغة الوحيدة التي يمكن أن يفهمها الحوثي.
وأردف: أن نتحدث حالياً، ولا سيما أن يكون وفد الحكومة حالياً يتحدث عن وقف إطلاق النار، ما هي المعارك متوقفة، وهناك هدنة مستمرة، وحتى وإن قبلت الحكومة، فالحوثي لم ولن يقبل بها.
وزاد: المسألة بحاجة حالياً إلى إقناع المبعوث الأممي والأطراف الدولية أن هذا الحوثي لن يفهم إلا لغة القوة، وأن كل هذه اللغة التي يمكن أن تستخدم مع الحوثي لن تفيد أياً كان.
وقال: الحديث الذي يجري حالياً عن السلام هو بحث عن استسلام وليس سلام، ولا أتوقع أن الحوثي يمكن أن يقبل بطرف آخر، لا سيما وأن في مشروعه لا وجود لمسمى الشراكة أو الديمقراطية أو الانتخابات أو حتى التوجه نحو السلام.
وأضاف: مكتب المبعوث الأممي لديه ميزانية محددة بملايين الدولارات، يحاول أن يستغلها في إطار أنه يرفع تقريراً شهرياً بأنه عقد هذا الشهر لقاء مع الطرف فلان، وعقد لقاء مع جهة فلان، وأنه يستطيع عمل شيء.
وتابع: ما يحدث أن الحكومة دائماً تجاري المبعوث الأممي، وتجاري الجهات الدولية، ولا تريد أن تدخل في إطار المواجهة مع الجهات الدولية، حفاظاً على الورقة السياسية والاعتراف الدولي، الذي يتعامل مع الحكومة الشرعية كدولة.
وظيفة أممية يقول المحلل العسكري العميد محمد الكميم: إن الدولة اليمنية والحكومة الشرعية يجب أن تتعامل مع الأمم المتحدة بما يجب، ويجب أن تحضر أي اجتماع تُدعى إليه.
وأضاف: أنا متأكد أن اللجنة التي تشارك من طرف القوات المسلحة اليمنية تطرح رؤيتها بشكل صائب، وتطرح رؤيتها بما يخدم المعركة وما يخدم القضية اليمنية.
وتابع: أنا أعرف اللجنة الموجودة، كلهم قيادات لهم باع ومعرفة وخبرة، ويعرفون كيف يتعاملون مع المبعوث الأممي.
وأردف: نحن نعلم أيضاً أن المبعوث الأممي يشتغل في كل الاتجاهات، في الجانب العسكري، والجانب السياسي، والجانب الاقتصادي، ويعقد اجتماعاً في عمان، واجتماعاً في مسقط، واجتماعاً في عدن.
وزاد: المبعوث الأممي لديه ميزانية يجب أن يصرفها في أبوابها، وعندما تأتي الإحاطة الشهرية يجب أن يقول: أنا قد عقدت اجتماعاً هنا، وعقدت اجتماعاً هناك، لكن في المجمل، أنا قناعتي، حتى لو الحوثيون موجودون في الاجتماع، وحتى لو وقعوا وبصموا على أي آلية، فنحن ندرك جميعاً، وحتى الإخوة في اللجنة العسكرية اليمنية يدركون، أنه لا فائدة.
وقال: نتذكر عندما شُكلت البعثة الأممية الموجودة في الحديدة بعد اتفاق ستوكهولم، ماذا عملت؟ وماذا أنجزت؟ وماذا حققت؟ فقط كانت عبارة عن شرعنة لوجود الحوثي في الحديدة، وكان دورها عبارة عن لا شيء.
وأضاف: منذ 2 أبريل 2022، والحوثي لم يستطع أن يحقق أي هدف عسكري على الأرض، بعيداً عن وقف إطلاق النار، بعيداً عن اتفاقات اللجان، فالحوثي حاول في كل الجبهات، ونحن في حرب مفتوحة.
وتابع: الحوثي هاجم في كل الجبهات، ويهاجم في كل الاتجاهات، وكان آخرها قبل 10 أيام في محور علب صعدة، عندما هاجم واستشهد علينا 10 أفراد، وكذلك في محور تعز، وكذلك في محور الضالع، وفي محور شبوة، وفي كل المحاور.
وأردف: الحوثي يهاجم بلا توقف تقريباً، ونحن في معركة مفتوحة، وأعتقد أن الهدنة هي عبارة عن مسمى فضفاض لا قيمة له، لكن القوات المسلحة في الميدان، أعتقد أنها تدرك خداع الحوثي وغدره بهذه الاتفاقات، ونعلم جميعاً أن الاتفاقات كلها، مهما كانت، ولو وقع الحوثي 10 آلاف اتفاق، فإنه لن ينفذها.
وزاد: وزملاؤنا في الميدان جاهزون، وزملاؤنا في اللجان العسكرية في المفاوضات، جاهزون لكل الأعمال.