تقارير

حصن الجمهورية.. كيف استطاعت مطارح مأرب إفشال المشروع الحوثي؟

19/09/2022, 07:36:46

في مثل هذا اليوم قبل 8 سنوات، انهارت الدولة واقتحمت مليشيا الحوثي العاصمة صنعاء، واجتاحت العديد من المحافظات في عمليات خاطفة، خلال فترة وجيزة.

مطارح مأرب كانت أول نواة لمشروع المقاومة، حيث تناست القبائل ثاراتها، التي طالما كانت أداة المستبدين لتفريق أبنائها وتشويه صورتهم في أذهان اليمنيين، ليلتف الجميع حول واجب اللحظة المتمثل بالدفاع عن الجمهورية ودفع الانقلاب. 

 وقفت مأرب في الجانب الصحيح من التاريخ، وانحازت إلى حق كل اليمنيين في حكم انفسهم بالقانون والمؤسسات والانتخابات، وليس بالمغالبة والقوة الغاشمة، وفتحت أبوابها لمئات الآلاف من اليمنيين الذين وجدوا فيها ملاذهم الجمهوري الأخير.

- مأرب حصن الجمهورية

في هذا السياق، يقول القيادي في المقاومة الشعبية، محمد اليوسفي: "ما أقدمت عليه المليشيا من انقلاب غاشم على الدولة، وطيلة سنوات الحرب الماضية، أوجدت لدينا قناعة بأن هذه المليشيات لا يمكن أن تجنح للسلم".

وأوضح أن "مطارح مأرب كانت بدايتها عفوية، لأن أبناء مأرب كانوا في مواجهات مع مليشيا الحوثي منذ 2013 و2014، قبل إسقاط العاصمة صنعاء"، مشيرا إلى أن "هناك مقالة لسيد المليشيات قال فيها إن صنعاء لن تسقط إلا بتأمين بوابتها الشرقية المتمثلة بفرضة نهم، التي تؤمّن الخط الرابط بين مأرب وصنعاء".

وأضاف: "تداعت قبائل مأرب إلى منطقة بلاد الجدعان، وحصل هناك شبه اتفاق على أن المنطقة الآهلة بالسكان لا تتحمّل مثل هذه المعارك، فخرج القادمون إلى المديريات من القبائل إلى خارجها ثم انقلبت المليشيا على هذا الاتفاق".

وتابع: "يوم  الخميس، في الثامن عشر من شهر سبتمبر من العام 2014م، دار في الأذهان بأن المليشيا ستتقدم إلى عاصمة المحافظة، فانطلق الناس بعفوية وإصرار بأسلحتهم الشخصية، وتداعى أبناء مأرب من كل المديريات لصدها، بهدف حماية عاصمة المحافظة، لذا لم تتمكن من الدخول".

وأردف: "في اليوم المشؤوم -21 من سبتمبر- بعد أن أسقطت المليشيات العاصمة صنعاء، تحول الهدف من حماية مأرب إلى أن تكون قبائل مأرب يدا واحدة مع جميع أحرار اليمن للتعاون في استعادة العاصمة صنعاء".

ولفت إلى أن "القبائل كان لديها الكثير من الثارات والسياسات التي تفرّقها، لكن كان كل من يصل إلى المطارح يترك مشاكله جانبا، ويتجه نحو الهدف العام وهو دحر هذه المليشيات الانقلابية". 

وذكر أنه "بعفوية بسيطة تشكّل الوعي لدى جميع أبناء وقبائل مأرب، وشعروا بأنه يجب على الجميع مواجهة هذه المليشيات"، لافتا إلى أنه "كان لمأرب نصيب من اتفاقية السلم والشراكة، التي غدرت بالجمهورية، والتي وصفت أبناء مأرب بأنهم مظاهر مسلحة، وأنهم إرهاب". 

وقال: "هذه جعلت تحز بالنفوس بأن أبناء مأرب يريدون الدفاع عن الجمهورية والوطن، فتوسّعت المطارح وأنشئت مطارح جديدة، وتداعى الأحرار إليها من جميع المحافظات". 

وأوضح أن "كانت هناك لجان رئاسية تأتي إليهم، وتقول بأنه يجب أن يركعوا ويسلموا، لأن جميع المحافظات قد سلمت، وأصبح الأمر واقعا"، مضيفا: "لكن راية المقاومة المرفوعة في مطارح نخلة كانت سيدة الموقف، حيث حمل الناس فيها أرواحهم على أكفهم، ورفضوا العودة حتى دحر هذه المليشيات التي تستهدف الوطن والدين".

وقال: "طيلة الثماني سنوات الماضية، ومليشيا الحوثي تهاجم مأرب، ولم تترك شيئا من أدوات القتل والتدمير إلا وسلطتها على الساكنين والآمنين والنازحين إلى مأرب، لكن كان لدينا تحصين مسبق منذ أن أسسنا أول مطرح بأنه يجب علينا مقاومة هذه المليشيات، التي لا تريد الخير لليمن".

وأضاف: "نشاهد اليوم هناك فارق كبير بعد أن كانت قد أوهمت اليمنيين بأنها جاءت لإنقاذهم من الجرعة التي لا يمكن مقارنتها اليوم بالجرع التي يعيشها اليمنيون في صنعاء ومناطق سيطرتها".

وتابع: "8 سنوات من الحرب مع هذه المليشيات جعلتنا أكثر عزما وإصرارا وعزيمة لمواجهة هذا المد الفارسي الذي يعد دخيلا على المجتمع اليمني، وأوجدت لنا وعيا كبيرا للاستمرار حتى استئصال هذه الفئة الباغية التي عم شرها جميع أرجاء اليمن".

واعتبر ذكرى انطلاق المقاومة في مأرب ضد المليشيات بأنها "غالية على قلوب الأحرار في مأرب وعلى امتداد ربوع الوطن".

- الشعور بالخطر 

من جهتها، قالت الناشطة المجتمعية، ناصرة دحوان: "مطارح مأرب، والقبائل الأصيلة في مأرب، استطاعت أن تشعر بخطر المليشيات الحوثية قبل الجميع، وحينها تداعت القبائل فيما بينها بحسب أعرافها وأسلافها عند مواجهتها أي خطر يهددها أو يهدد كرامتها ووطنها ودينها". 

وأضافت: "اجتمعت قبائل مأرب للتشاور والاتفاق وتحديد الرؤية والهدف، وتم الاتفاق على أن يتم تحديد لكل قبيلة مساحة معيّنة لحمايتها، ومواجهة المليشيا فيها، مهما كان الثمن، فاتجهت جميع القبائل إلى محطاتها ومطارحها المحددة لها، وكانت بعيدة عن الأماكن السكنية".

وأشارت إلى أن "هذه المطارح وجدت في أكثر من مكان في مأرب، منها مطارح نجد المجمعة، ومطارح نخلة، ومطارح وشحة، ومطارح العلم، وغيرها، التي عبّرت عن الإرادة والحرية لدى قبائل اليمن".

وأوضحت أن "القبائل اجتمعت وتناست الخلافات والثارات  والنزاعات، إما بالصلح أو التأجيل، وجلست في مائدة واحدة وخيمة واحدة لمواجهة المصير الواحد".

واعتبرت أن "قبائل مأرب بالذات لديها نزعة الحرية والمقاومة، وعدم قبول الظلم، إلى جانب أنها اجتمعت وحددت الهدف والرؤية والطريق إليها، واستشعرت بأن الجمهورية في خطر". 

وأشارت ألى أن "القبائل في جميع أنحاء اليمن أيضا تداعت إليها، وحتى الأحرار من الجيش والأمن تركوا أماكنهم واتجهوا إلى مأرب، واستطاعوا أن يثبتوا بأن اليمنيين أحرارا ولن يقبلوا بالظلم أو العبودية".

تقارير

تهريب السلاح للوكلاء.. هل تعيد إيران تدوير الصراع الإقليمي؟

استأنفت إيران تهريب السلاح لمليشيا الحوثيين في اليمن ولحزب الله اللبناني، في وقت اعتقد فيه كثيرون أنها ستتوقف عن تزويد وكلائها في المنطقة بالسلاح بعد الضربات التي تعرضت لها، وأنها ستركز على تعويض خسائرها وبناء قدراتها العسكرية من جديد، بالإضافة إلى تغيير عقيدتها الدفاعية بعد أن أثبتت التطورات الأخيرة عدم جدوى تلك المليشيات التي كان موقفها باردا أثناء الضربات التي طالت منشآتها النووية ومصانع الأسلحة، وقضت على عدد كبير من علمائها النوويين وقيادات عسكرية بارزة.

تقارير

الزي المدرسي.. جدار يعزل الأطفال عن فصول الدراسة

بملابس مدرسية مهترئة، مُحيت ألوانها، ما يزال الكثير من الطلاب يتمسكون بحلمهم بالتعليم، ويكافحون للبقاء في فصول الدراسة، في سنوات ألقت تبعات الحرب ثقلها على كاهل الأسر التي تعتبر التشبث بالحياة خلال هذه الفترة إنجازًا بحد ذاته.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.