تقارير
سبع سنوات حرب.. إلى أين يمضي الرئيس هادي بالبلاد؟
كل المؤشرات على الأرض والمتغيّرات، التي تطرأ يوما بعد آخر، تُوحي بأن الشرعية لم تعد لها علاقة بالحرب، أو تهتم بمآلاتها.
يرى مراقبون أن الحرب، التي شنّها التحالف من أجل استعادة الشرعية، حققت عكس أهدافها تماماً، فالشرعية منذ سنوات تنحسر وتتآكل، وقياداتها ترتِّب وضعها الشخصي خارج البلاد، بينما المليشيات تتقوّى وتتفرّخ.
سبع سنوات من الحرب، وتسع منذ تولِّي هادي السلطة، كانت أبرز إنجازات الرّجل تدمير بنية الدولة ومؤسساتها، رغم جلبه تحالفا خارجيا يضمّ أغنى دول العالم قاطبة.
غياب القيادة
وفي السياق، يقول وكيل وزارة الثقافة، عبدالهادي العزعزي: "إن قيادة سلطات البلاد الشرعية عليها مهام كبيرة، يجب أن تتحرّك للقيام بها في هذه المرحلة".
وأضاف العزعزي، خلال حديثه لبرنامج "المساء اليمني" على قناة "بلقيس"، مساء أمس، أنه "يتوجَّب على قيادة السلطة الشرعية أن تحاول قدر الإمكان أن تنتقل إلى مربّع الداخل، كون مربّع الداخل بحاجة إلى تواجد هذه القيادة للالتحام بها، وتواجدها داخل المعركة كذلك".
ويفيد أن اليمنيين "لا يستطيعون أن يقاتلوا بمنهج يقترب من منهجية الشيعة تحت إمام، وإنما يحتاجون قيادة يتشاورن معها، وتشرف عليهم، كما تسندهم نفسياً ولو بخطابات مركّزة للقواعد كذلك".
ويشير العزعزي إلى أن "المعركة ليست عسكرية فقط، وإنّما هي معركة شاملة على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والمالية، كما أنّها معركة ثقافية بدرجة أساسية".
وحول ماهية الأسباب في صمت الرئيس هادي أمام الأخطار المحدقة باليمنيين، يعتقد العزعزي أن "صمت هادي عن كل ذلك لا يُعرف تفسيره سوى أنّه ربّما أن تكون هنالك أدوار باعتبار السلطة بكافة أدواتها خارج البلاد".
ويتابع: "ما ينبغي فعله على قيادات الشرعية هو تحرّكهم جميعاً وفق آلية واحدة، بدءاً من الرئيس ونائبه ووزير الدفاع، وكذلك هيئة الأركان والقيادة المشتركة، كون هذه المعارك تحتاج خطاباً موجهاً وجماهيرياً من هؤلاء".
ويلفت العزعزي أن "المعركة اليوم تتكوّن من شقين، هما الجيش الوطني وكذلك المقاومة الشعبية، التي تحتاج إلى تعزيز نفسي ومخزون معنوي للأفراد لمواصلة المعركة".
فخ الشرعية
من جهته، يرى عضو الأمانة العامة للمؤتمر، عادل الشجاع، أن "الشرعية كمنظومة متكاملة وقعت في فخ القراءة الخاطئة لشرعيتها".
ويضيف أن "الشرعية -ابتداءً من الرئيس والحكومة والبرلمان- تعتقد أنها تستمد شرعيتها من المجتمع الدولي، وهو ما يعكس عدم جرأتها في مخاطبة المجتمع الدولي للالتفاف حول القرارات التي اتخذها في إطار الشرعية الدولية، ومطالبته في حماية هذه الشرعية كذلك".
ويوضّح الشجاع أن "المُتحكم بالملف اليمني هو الدول الرباعية (أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات)، التي لا توجد بينها أي تمثيل للجانب اليمني، ولو على مستوى وزير الخارجية".
ويشير الشجاع إلى أن "الشرعية هي من تخلّت عن شرعيتها، وأوكلت القرارات والتحكم للدول الرباعية التي أصبحت تتحكم بقرارات البلد، ومجريات الأمور في اليمن كذلك".
ويرى الشجاع أن "المشكلة تكمن في تسليم الشرعية قرارها للدول الرباعية، وهو العامل الأساسي في فقدانها لشرعيتها، وفقدانها للسيطرة على قرارها".
وبخصوص حديث البعض عن أن السعودية هي السبب الرئيس في تغيّب الرئيس هادي عن المشهد، يقول الشجاع: "إن الرئيس هادي يستطيع أن يعبِّر كما يشاء لو أراد ذلك، كما أن السعودية لن تكون إلا مع مصالحها ووفق مصالح الجمهورية اليمنية".