تقارير
عبدالغني شعلان.. الذكرى الأولى لرحيل حارس مأرب الأمين والضابط الملهم
في ذكرى رحيله الأولى، يستذكر اليمنيون القائد الفذ والمقاتل الشجاع والرجل الحديدي، الذي أرعب الحوثيين وخلاياهم، العميد عبدالغني شعلان، قائد قوات الأمن الخاصة في مأرب.
سلك شعلان نهج من سبقوه من الأبطال كالقشيبي والشدادي وغيرهم، ورحل شامخا كما عاش، مدافعا عن الجمهورية والحرية، تاركا إنجازاته الأمنية في محافظة مأرب شاهدة على ذلك.
استطاع العميد شعلان بكفاءته العسكرية بناء جهاز أمني قوي، وأفشل كل محاولات الحوثيين لزعزعة الاستقرار في مدينة مأرب، وقطع خطوط تهريب المخدرات والأسلحة، ليطلق الكثير عليه لقب "حارس مأرب الأمين".
-ألف شعلان
وفي هذا السياق، يقول الضابط في الجيش الوطني، عنتر الذيفاني:
"إن استشهاد العميد عبدالغني شعلان كان خسارة على الوطن بشكل عام وعلى محافظة مأرب بشكل خاص".
وأضاف الذيفاني، خلال حديثه لبرنامج" المساء اليمني "على قناة "بلقيس"، مساء أمس، أنه "ورغم الخسارة، التي أحدثها استشهاد العميد شعلان، إلا أن استشهاده لا يعني انتهاء كل شيء".
ويفيد الذيفاني أن الأرض "المعطاءة في مأرب قادرة على إنجاب مئات القادة، كما أنجبت العميد شعلان ورفاقه نوفل الحوري وأمجد الصلوي، ومن قبلهم الشدادي والوائلي والذيباني وغيرهم الكثير".
ويشير الذيفاني إلى أن "قائد قوات الأمن الخاصة الحالي، سليم السياغي، هو خير خلف لخير سلف، حيث يقوم بالمهمّة التي ابتدأها العميد عبدالغني شعلان بكل اقتدار".
ويتحدث الذيباني عن العميد شعلان والمعركة الأخيرة، التي خاضها في جبل البلق، مؤكداً أن "شعلان ورفاقه، إلى جانب الجيش والمقاومة، سطّروا ملحمة تاريخية في 26 فبراير من عام 2021، وتصدّوا لزحف واسع لمليشيا الحوثي".
ويتابع موضحاً: "مثّلت دماء شعلان ورفاقه من القوات الخاصة والجيش والمقاومة، في ذلك اليوم، جدار الصدّ، التي أفشلت أحلام إيران ومخططاتها في اليمن".
-منظومة أمنية
وعن الحياة النضالية للعميد شعلان، يقول مدير البحث الجنائي في شرطة مأرب، حسين الحليسي: "إن العميد عبدالغني شعلان يعتبر رمزا وطنيا لكل ضابط وقائد".
ويضيف أنه "ورغم الخسارة، التي أحدثها استشهاد القائد شعلان، إلا أنه أسس منظومة أمنية متماسكة داخل محافظة مأرب، عملت على ردع كلّ من تسوّل له نفسه المساس بأمن المحافظة".
ويفيد الحليسي "أنه وأثناء تولي شعلان قيادة قوات الأمن الخاصة بمأرب ضبط الخلايا الحوثية والفارين من وجه العدالة ومهرّبي المخدرات".
ويوضح أن "شعلان رجل لديه فهم وأسلوب قيادي، حيث قام بإعداد منظومة أمنية، وأوجد قوة لا يستهان بها، يفتخر بها كل يمني، سواء كان داخل مأرب أو خارجها".
ويزيد: "أوجد العميد شعلان في مأرب قوة الردع، وقوة التدخل السريع، وقوات خاصة، وقوات احتياط للعمليات الضرورية".
من جهته، يقول سفير اليمن لدى اليونسكو، محمد جميح: "إن الكلام بحق عبدالغني شعلان، وغيره من القيادات الكبيرة التي ذهبت في سبيل دحر الانقلاب واستعادة الجمهورية، يظل ناقصا، وتظل المعاني كامنة في الصدور، لا يمكن التعبير عنها".
ويوضح جميح أن "شعلان بنى مؤسسة أمنية فريدة في بنائها، وفي التزامها وانضباطها، وفي تضحياتها ورؤيتها البعيدة، وفي إخلاصها للوطن أيضا".
ويلفت إلى أن "الأشخاص الذين كانوا يتضايقون -أحياناً- من إجراءات العميد شعلان وحجمه وقوّته، وعدم سماحه لأي انفلات أمني أو مخالفة، يعرفون قدره".
ويتابع موضحاً: "حتى وهو حي كان هؤلاء الأشخاص يكنّون له احتراماً كبيراً، رغم أنهم كانوا يتأذّون -بعض الأحيان- من بعض الصرامة التي كان يبديها شعلان في سبيل الأمن".
ويرى جميح أن "شعلان لم يكن قائد أمن عادياً، بل كان رجلا بحجم الوطن، يعي الظرف، ويعي المعنى والأهداف، وكان يعي أيضاً معنى أن تنقلب هذه العصابة على النظام الجمهوري، ويدرك أهداف المشروع السلالي الطائفي".
ويلفت جميح إلى أن "شعلان، ورغم أنه ليس من محافظة مأرب، إلا أنه انتمى لمأرب بمعناها الواسع، والتي أصبحت تمثل كل اليمن بفعل ملايين النازحين والمهجّرين قسراً من بطش المليشيا الحوثية".