تقارير

كارثة تهدد حياة الآلاف.. المياه المالحة تقتل النازحين في مأرب

15/10/2024, 18:26:27
المصدر : قناة بلقيس - خاص

يعاني أغلب النازحين في محافظة مأرب من أمراض شبه يومية منها أمراض الكُلى والمثانة؛ وذلك بسبب المياه غير الصالحة للاستخدام الآدمي، التي يتناولونها.

من هؤلاء المرضى؛ محمد منصور؛ حيث يقول لموقع "بلقيس" إن الطبيب أكد له أن المياه، التي يشربها، ثقيلة وغير صالحة، وتوجد فيها مُلوحة مرتفعة تؤدي إلى ترسبات كثيفة في الكُلى.

يجلب محمد منصور (55 عاما) مياه شرب -هي المتوفرة والمصدر الوحيد لسكان المخيم- من مزرعة "البرتقال" القريبة من المخيم، حيث يحمل قنينة الماء على كتفه المُنهك من آثار الحرب والنزوح، وتحدّيات العيش في مخيم يفتقر لكل مقوّمات العيش من خدمات؛ وتم اختيار مساحته وبُني عشوائيا للنازحين في صحراء شرق محافظة مأرب.

نزح منصور مع أسرته الكبيرة من مديرية الجوبة - جنوب غرب محافظة مأرب- قبل ثلاثة أعوام؛ إثر هجمات مسلحة شنتها جماعة الحوثي على المناطق الجنوبية للمحافظة، وهجَّرت سكانها المدنيين، الذين استقر بأغلبهم الحال إلى جوار منصور في مخيم "السميا"- شرق مدينة مأرب، وبعيدا عن خطوط المواجهات.

تقول إدارة النازحين إن عدد النازحين في المخيم بلغ 20 ألف نازح؛ مؤكدةً أن عددهم في عموم اليمن بلغ 329,746 ألف أسرة نازحة؛ لا تتوفر لها مياه صالحة للشرب.

يقول منصور، لموقع "بلقيس": "نحن أهالي مخيم السميا نعاني من انعدام مياه الشرب الصحية، ونشرب مياه مالحة من آبار مياه زراعية، وغير مخصصة للشرب، لكننا نضطر؛ لعدم وجود بديل، ولا يوجد أي معالجة للمياه المالحة في المخيم".

- غير كافية

يوضّح منصور أنه والنازحين في المخيم يعيشون في صحراء خالية من كل شيء، وأنهم مضطرون لشرب مياه مالحة، ويكتفون بقبول ما توفّر لهم، وأنه لا قدرة لهم لتغيير واقع المعاناة إلى واقع أفضل.



وأضاف: المياه -التي وفرتها إدارة المياه في مأرب بالتعاون مع منظمات إغاثية- هي كميات غير كافية للأسر، بالإضافة إلى أنها مياه مالحة وغير صالحة للشرب، وغير معالجة أيضا.

وأشار إلى أن الكثير من النازحين يضطرون إلى قطع مسافة أكثر من كيلو متر لجلب مياه إضافية من إحدى مزارع البرتقال القريبة جدا من المخيم.

- آلام في كل أسرة

تقول الطبيبة إيمان أحمد (تعمل في المركز الصحي الوحيد بالمخيم): "لا يوجد أسرة نازحة في مخيم السميا إلا وفيها واحد أو أكثر يعاني من آلام الكلى بنسب مختلفة".

وتضيف: "هناك معاناة واسعة بين النازحين بمن فيهم أطفال يعانون من أمراض الكلى، وهناك أعداد متزايدة للإصابة بالفشل الكلوي".

وأكدت أن هناك وفيات بين المصابين بالفشل الكلوي حدثت في المخيم، مرجعة سبب ذلك إلى المضاعفات المتسارعة بفعل تناول المرضى مياه شرب مالحة وغير معالجة وغير صالحة، بمن فيهم أطفال ونساء وكبار السن.

وأشارت إلى أنه لا يوجد أي مصدر للمياه الصحية وغير المالحة في المخيم؛ كون المنطقة صحراوية، وكل الآبار من حولها مياهها مالحة تُستخدم للزراعة فقط، فيما المياه الصالحة للشرب تتوفّر في مناطق بعيدة جدا.

وأوضحت أن المياه المالحة في المخيم باتت كأنها أمر لا يمكن معالجته، مشيرة إلى الجهات المعنية لم تقدّم أي سُبل للحماية، أو معالجة المياه المالحة، التي يتناولها النازحون حتى الآن.



وأكد أنه بالإمكان وضع حلول، ولو مؤقتة، كفلاتر تصفية المياه في الخزانات؛ لتخفيف من الأملاح المستهلكة كل يوم.

- ارتفاع الحالات

يقول جمال شداد -مدير مركز الغسيل الكلوي في مأرب- إن المركز -بعد افتتاحه عام 2017- استقبل 35 حالة من النازحين ومن سكان المحافظة مصابة بفشل كلوي مُزمن، لكن -ومع مرور الأيام- زادت الحالات أكثر فأكثر حتى أصبح عدد الحالات المصابة بالفشل الكلوي المزمن والحاد أكثر من 400 حالة حتى منتصف العام الجاري.

وأضاف: الأسباب، التي أدت إلى ارتفاع حالات الإصابة بالفشل الكلوي المتعددة، كثيرة؛ منها مشاكل الحرب، التي تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وأمراض السكر.

وأوضح أن هناك أسبابا وراثية أيضا، فيما هناك أسباب أخرى رئيسية، وهي التهاب المسالك البولية المزمن في ظل عدم الاهتمام، ومراجعة الأطباء أولا بأول.

وبيّن شداد أن هناك أسبابا أخرى، وهي مرحلية، وتؤدي في نهايتها إلى الإصابة بالفشل الكلوي، مثل تراكم الأملاح في الجهاز البولي، وتكوّن الحصوات في الكلى.



وأشار إلى أن كل تلك الأسباب تؤدي في نهايتها إلى فشل كلوي مزمن، مرورا بآلام الكلى، والالتهاب الكلوي الحاد، ثم الفشل الكلوي المزمن -حسب وصفه.

ويرى أنه من الطبيعي ارتفاع حالات الإصابة بالفشل الكلوي وأمراض الكلى في ظل ارتفاع الأملاح في المياه بمحافظة مأرب، حيث أصبحت تلك المشكلة قائمة دون علاج حتى الآن.

"ويرجع الناس تناولهم مياه غير مُعالجة وغير صحية ومالحة إلى عدم القدرة على توفير مشاريع تحلية، أو تنقية، أو إيجاد بديل لتلك المياه القاتلة"- حسب قول شداد.

وقال: "عندما نزلنا إلى بعض مصانع المياه، وفحصنا عيّنات، وجدنا أنها لا زالت تحمل الكثير من الشوائب، ولا تعمل بالمعايير المعتمدة للمياه عالميا، أو في محافظات مجاورة على الأقل".

ودعا شداد السلطات المحلية والمختصة إلى إلزام مصانع تحلية المياه العمل والالتزام بمعايير الجودة الدولية والمعايير المحددة؛ كون تلك المياه تقتل المستهلكين على المدى الطويل، وبشكل تراكمي.
 

تقارير

مع تحسن سعر صرف الريال.. كيف تبدو الإجراءات الحكومية لضبط الأسعار؟

شدّد رئيس الوزراء سالم بن بريك، على ضرورة خفض الأسعار فورا، بالتزامن مع تحسن سعر الصرف، وتراجع كلفة الاستيراد، قائلا: إن الحكومة لن تسمح ببقاء المواطن، رهينة لجشع بعض التجار، محثا على الرقابة المجتمعية، باعتبارها شريكا في كسر الاحتكار والفساد.

تقارير

حملات اعتقال وتضييق.. ما الذي تبقى لحزب المؤتمر في مناطق سيطرة الحوثيين؟

الوضع متوتر في صنعاء إلى درجة تنذر بالانفجار بين حزب المؤتمر وقاعدته الجماهيرية، وبين ميليشيا الحوثي، حيث أقدمت الميليشيا هذه المرة على إرسال حملة أمنية استهدفت اجتماعا للأمانة العامة للحزب، في معهد الميثاق، ونفذت اعتقالات وفرضت إقامات جبرية ضد قيادات الحزب في صنعاء، من بينهم صادق أمين أبو راس، نائب رئيس مجلس الحكم الحوثي مهدي المشاط.

تقارير

تحسن الريال اليمني يربك الأسواق.. مخاوف من فخ اقتصادي وتحذيرات من انتعاش وهمي

يشهد اليمن جدلاً واسعاً وتوتراً اقتصادياً متصاعداً على خلفية التحسن المفاجئ والقياسي الذي سجّلته العملة المحلية خلال أسبوع واحد فقط، إذ استعاد الريال اليمني نحو 45% من قيمته أمام العملات الأجنبية، في تحوّل غير مسبوق منذ سنوات.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.