تقارير
كيف ساهمت مليشيا الحوثي في تعميق التقطعات في طريق الرويك بين الجوف ومأرب؟
تحقيق استقصائي نشره موقع "بلقيس" يسلط الضوء على المخاطر المحيطة بالمسافرين عبر صحراء الرويك، الطريق الوحيد المتبقي بين مأرب والجوف الذي يربط شرق البلاد وغربها، وشمالها بجنوبها.
من ينجو من كثبان الصحراء يتهدده خطر قطاع الطرق المنتشرين بكثافة على طول الطريق الممتد لأكثر من مائتي كيلو متر، تتقاسم السيطرة عليه قوات الجيش الوطني ومليشيا الحوثي.
التحقيق كشف أيضا حجم الجبايات التي يتعرض لها سائقو الشاحنات، حيث أوضح أن قوات الشرعية في نقطة العلم تفرض على كل شاحنة مبلغ 300 ألف ريال تحت مسمى "تحسين الطرق"، فيما تفرض مليشيا الحوثي مبلغ مائتي ألف ريال كجباية وخمسين ألفا تحت مسمى "رسوم التفتيش".
-إشكاليات الطريق
وعن تفاصيل هذا الطريق، يقول الصحفي الاستقصائي، محمد حفيظ: "إن هذا الطريق البالغ طوله 190 كيلو مترا يبدأ من منطقة غويلبان بداية العبر، وهي منطقة صحراوية خالية، لا تضم سوى سوق صغير يمر العابرون من بعده نحو خط الرويك الصحراوي".
وأضاف حفيظ، خلال حديثه لبرنامج "المساء اليمني" على قناة "بلقيس" مساء أمس، أن "هذا الخط فيه خطورة كبيرة؛ كونه يمر عبر كثبان رملية ومناطق صحراوية، كما أنه يمر بمناطق تشهد مواجهات، أو تم زرع مئات الألغام فيها كذلك".
ويفيد حفيظ، وهو أيضا معد التحقيق، أن "هذا الطريق لا يوجد فيه حماية من شأنها حماية المارّة المسافرين أو حماية الشاحنات التي تنقل الغذاء والبضائع من منافذ اليمن مع السعودية وعُمان".
وحول أبرز الإشكاليات المتعلقة بهذا الطريق، يؤكد حفيظ أنهم التقوا خلال إعداد هذا التحقيق بالتجار المستوردين وسائقي الشاحنات العابرين الذين تحدثوا جميعا عن حجم المعاناة التي تواجههم أثناء مرورهم في هذا الطريق الطويل والمحفوف بالمخاطر أيضا.
ويضيف حفيظ أنه "خلال الحديث مع التجار والسائقين تبيّن أن أبرز المخاطر في هذا الطريق تتمثل بعصابات اللصوص وقطاع الطرق القادمين من الأطراف الصحراوية لمحافظتي مأرب والجوف، كما نُشِرَ في التحقيق".
ويوضح حفيظ أن "الطريق أصبح وكرا للصوص والمتقطعين، كما أنه أصبح وسيلة رسمية ومعتمدة للاسترزاق من العابرين بشكل علني كذلك".
-مسؤولية الحوثيين
من جهته، يقول الناشط المجتمعي، سلمان العفيف: "إن هذه التقطعات لم تبدأ إلا بعد سقوط مدينة الحزم بيد الحوثيين، كما أن التقطعات لا تقع إلا في الطريق الصحراوي الرابط بين منطقة العبر ومأرب، وتحديدا وادي عبيدة".
ويؤكد العفيف أن "هناك جهة منظمة تابعة للحوثيين تدير هذه التقطعات، بدليل أنه لا يوجد تقطعات في الطريق الرابط بين مدينة مأرب وبين الجوف".
ويستدرك حديثه ويوضح أن "التقطعات تقع في الخط الواقع بين الشرعية والحوثيين، وهو ما يجعل كل طرف يرمي بتهم التقطعات على الطرف الآخر".
ويرى العفيف أن "مليشيا الحوثي تتحمل مسؤولية هذه التقطعات بدرجة أساسية، كون التقطعات تقع أكثر في مربعاتها، كما أن هذا لا يعفي الجهات الرسمية التابعة للشرعية من المسؤولية بدرجة ثانية كذلك".
ويستبعد العفيف قدرة طرفي الصراع على حماية الناس في هذا الطريق، "كون الشرعية باتت عاجزة، ومليشيا الحوثي لا يهمها المواطن أو المسافر، ولا تهمها مصلحته كذلك".
ويعتقد العفيف أن "فتح هذا الطريق، وكذلك فتح الطرقات في تعز وغيرها، أصبح ورقة سياسية يلعب بها الجميع، كما أن أكثر من يلعب بهذه الورقة هم الحوثيون".
ويوضح العفيف أن "ملف الطرقات أصبح ملفا سياسيا أكثر من كونه ملفا إنسانيا، كما أن الأمم المتحدة ليس لديها رغبة بحل هذه الإشكاليات كذلك".