تقارير

لماذا فشلت مفاوضات جنيف في الإفراج عن رجل الحوار الأول السياسي محمد قحطان؟

22/03/2023, 12:02:37
المصدر : خاص

 

عشرة أيام من المفاوضات بين الحكومة ومليشيا الحوثي، برعاية الأمم المتحدة في جنيف السويسرية، انتجت اتفاقا بالإفراج عن مئات المحتجزين من الطرفين، بينهم سياسيون وعسكريون وجنود يتبعون دول التحالف وأقارب مسؤولين في الدولة وصحفيون، ولم يشمل السياسي المخفي قسرا محمد قحطان.

المفاوضات لم تفشل فقط في الإفراج عن رجل المفاوضات الأول في البلاد فقط، بل فشلت حتى بالحصول على معلومات رسمية بشأن حالته الصحية ومكان احتجازه.

- تجسيد واضح للقضية اليمنية

يقول الصحفي والناشط الحقوقي، محمد الأحمدي: "إن قضية السياسي البارز محمد قحطان هي تجسيد واضح للقضية اليمنية العادلة في مواجهة جماعة عنصرية سلالية متخلفة اختطفت البلد وتراهن عليه، فيما العالم يتماهى مع هذه الجماعة بالذهاب إلى متاهات متعددة طوال 8 سنوات، دون أي نتيجة".

وأضاف: "هناك -للأسف- تخاذل من طرف الحكومة، كما خذلت الشرعية اليمنية هي أيضا أحد أقطاب العمل السياسي في اليمن (محمد قحطان)".

وأشار إلى أن "هناك العديد من التساؤلات فيما يتعلق بموقف الحكومة الشرعية من قضية محمد قحطان منذ البدايات، وهناك أيضا خذلان دولي، حيث نتذكر القرار 2216 الذي يعد مرجعية للقضية اليمنية، وما زالت الحكومة متمسكة به، لأنه أشار بالنص إلى وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي، ولم يذكر بالنص والاسم محمد قحطان، واكتفى بذكر المعتقلين السياسيين بشكل عام".

وتابع: "لماذا القرار الدولي 2216 لم يذكر السياسي محمد قحطان، وهو سياسي ومدني، وظل إلى آخر يوم وهو يحاول أن يستنفد كل سبل العمل السياسي المدني السلمي، فيما سمي بمفاوضات موفمبيك، التي كانت تحت أفواه بنادق مليشيا الحوثي وصالح حينها، وكانت صنعاء عاصمة عسكرية مغلقة، وكان قحطان في موفمبيك يفاوض هذه الجماعة، التي لا تمتلك أي مسؤولية أخلاقية ووطنية، وإنما لديها دوافع وأحقاد تحاول إخفاءها من خلال خطاباتها الناعمة".

وبيّن أن "محمد قحطان هو السياسي الذي يعرف -بحسه وذكائه- أن الحوار مع هذه الجماعة مضيعة للوقت، لكنه كان مؤمنا بالنضال السلمي".

وقال: "إن محمد قحطان كرس مفردات كثيرة وقيما سياسية في خطابه ونشاطه السياسي، ونجح حتى في تطويع حزب الإصلاح، أو بعض التيارات المتشددة داخل الحزب، أو التي لديها مواقف لأن يكون الإصلاح ركن وأحد أعمدة العمل السياسي والنضال السياسي السلمي في اليمن، وأحد أهم اللاعبين في المشهد اليمني من أجل التداول السلمي للسلطة، وتكريس العمل الديمقراطي والمدني".

- باءت بالفشل

من جهته، يقول عبدالرحمن قحطان -نجل السياسي المختطف محمد قحطان-: "منذ اختطاف والدي وحتى هذه اللحظة لم نستطع التوصل إلى أي نتيجة، سواء عن طريق المفاوضات أو عن طريق المبعوثين الأمميين أو منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية، لم نستطع معرفة مكانه أو حالته الصحية، أو أي معلومة بسيطة".

وأضاف: "مع الأسف حاولنا التوصل إلى قيادات حوثية، قالوا لنا إن ملف محمد قحطان ليس بيدهم، وإنه بيد القيادات العليا المتمثلة بـ عبدالملك الحوثي، حتى أننا أبلغنا بأن الحزب عرض مبالغ مالية لمعرفة أي معلومات عن صحته، لكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل".

وتابع: "من خلال تواصلي مع الحكومة الشرعية، أو في حزب الإصلاح، يبدو أن هناك إهمالا للملف، حيث لم تصلنا أي معلومات من قبلهم، ولم يذكر اسم محمد قحطان في القائمة، وأبسط مطالبنا معرفة مصيره، هل ما زال موجودا أو لا؟".

وأردف: "حتى هذه اللحظة لا نعلم ما الذي تريده مليشيا الحوثي، ولا نعرف ما السبب وراء كل هذا الإخفاء القسري، وأحيانا يقولون لنا سنسلم لكم محمد قحطان، ومرات أخرى يقولون سنسلم لكم جثة محمد قحطان".

المساء اليمني
تقارير

إعلان مليشيا الحوثي توسيع هجماتها إلى البحر الأبيض المتوسط.. ما الآثار والتبعات؟

تكثر التحذيرات حول مستقبل مجهول لدول المنطقة، وتعثر ملف التسوية اليمنية، وارتفاع خط الفقر أكثر مما هو عليه الآن على اليمنيين، فيما تواصل مليشيا الحوثي رفع وتيرة التصعيد والتهديد باستهداف المزيد من السفن في البحر الأحمر.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.