تقارير

ما وراء الاتفاق الأمريكي الحوثي بشأن وقف الهجمات في البحر الأحمر ؟

07/05/2025, 10:35:43

 

بعد يوم دامٍ شهدته صنعاء ومطارها الدولي، خرج الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بأسلوبه المعهود أمام الصحافة الأمريكية، بتصريحات فاجأت الجميع، معلنًا أنه تلقى رسالة من ميليشيا الحوثي، مفادها: “رجاءً لا تقصفونا، ولن نستهدف سفنكم”.

على الجانب الآخر، ردّت ميليشيا الحوثي على لسان قادتها، قائلين: وقف العدوان الأمريكي هو ثمرة لصمود الشعب اليمني، ولعجز العدو عن كسر إرادة اليمنيين.

بعد هذا التصريح المثير للجدل الذي أطلقه ترامب، أثيرت كثير من الأسئلة، حتى الإسرائيليين تفاجأوا من هذا الإعلان، حيث نقل موقع “آكسيوس” عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن ترامب لم يبلغهم بقراره هذا.

وتدفقت كثير من المعلومات حول هذا التطور الأخير، لتكشف عن وجود وساطة عُمانية بين الحوثيين وواشنطن، توصلت في النهاية إلى تعهدات حوثية بوقف هجماتهم على الملاحة الدولية مقابل وقف واشنطن هجماتها على اليمن، لكن تفاصيل الاتفاق الأخرى لم تُكشف بعد.

 

حماية الحوثيين

يقول الصحفي والكاتب أحمد شوقي أحمد، إن الحملة الأمريكية هي ضمن اللعبة التي تحدث ما بين إيران وأمريكا، أو بالأصح ما بين إيران والمعسكر الذي يتحالف معها نسبيًا، وتحديدًا الصين، وربما روسيا، وما بين الولايات المتحدة الأمريكية.

وأضاف: الحوثيون هم ورقة ضمن هذه اللعبة، ورقة ضغط وابتزاز، تستخدمها إيران لابتزاز العالم بأكمله، وتبتز الولايات المتحدة الأمريكية من خلال العمليات البحرية التي يقوم بها الحوثيون.

وتابع: إيران تحتفظ بميليشيا الحوثي كنَسَقٍ دفاعي أساسي أمامي، وتُعدّ أول دولة تدافع عن نفسها على بعد 2000 كم، من خلال إيجاد ميليشيا مسلحة تقوم باستهداف الملاحة أو السفن، وتشكل خطرًا عسكريًا على الملاحة وعلى الدول الأخرى.

وأردف: في المقابل أيضًا، الولايات المتحدة الأمريكية تستثمر هذا الصراع للتواجد في البحر الأحمر، ومن جهة أخرى تستثمر هذه الورقة في الضغط على إيران من أجل الدخول في اتفاق حول الملف النووي.

وزاد: الغريب الآن هو أن ترامب أعلن أن الحوثيين قرروا وقف هجماتهم على الملاحة البحرية، وهذا شيء متوقع جدًا، لأننا قد عهدنا سابقًا، ومنذ بداية هذه الحرب، أن الحوثيين كانوا يقولون إن شعار “الموت لأمريكا والموت لإسرائيل” هو شعار للاستهلاك المحلي، وأنهم لا يريدون ولا يستهدفون الولايات المتحدة الأمريكية، ولم يحصل أن قاموا بذلك.

وقال: خلال الشهرين الماضيين، أو الشهر الماضي، قامت ميليشيا الحوثي باستهداف الولايات المتحدة الأمريكية مباشرة، أو باستهداف مواطنين أمريكيين، وبالتالي أعتقد أن الجماعة ربما قد تكون رضخت للشروط الأمريكية، لكن في المقابل، ما علاقة دول المنطقة، ونحن هنا نقصد السعودية والإمارات، وكذلك الحكومة الشرعية اليمنية، والمتضررين الآخرين من هذه العمليات؟ ما علاقتهم بإشعال هذه الحرب وإيقافها بصورة مفاجئة؟ وهل هناك سيناريو آخر لبناء تحالف جديد ربما يكون برئاسة الولايات المتحدة لمواجهة الجماعة الحوثية؟ هذه مسألة تظل فرضية قائمة.

وأضاف: بالنسبة للدور العُماني، فهو يتعلق بالمنافسة، أو لنقل بالعلاقات المعقدة ما بين عُمان وجيرانها، وتحديدًا السعودية والإمارات، حيث إن عُمان تنظر إلى الحرب في اليمن باعتبارها حربًا قد تصب في صالح السعودية والإمارات، من ناحية النفوذ الجيوسياسي، وتشعر بأن لديها مصالح أو ميزات قد تخسرها في حال تم إسقاط جماعة الحوثي، لذا هي تعمل على حماية الحوثيين بشكل كبير جدًا.

 

تطور إيجابي

يقول الصحفي العُماني والكاتب في القضايا السياسية، عوض بن سعيد باقوير، إن المباحثات بين واشنطن والحوثيين في سلطنة عُمان حدثت بطريقة غير علنية، وسلطنة عُمان تهدف إلى خفض التصعيد في المنطقة، وخصوصًا فيما يتعلق بالملاحة، والمواجهات الأمريكية مع جماعة الحوثيين.

وأضاف: أعتقد أن الدبلوماسية العُمانية نجحت من جديد في التوصل إلى هذا الاتفاق بين الولايات المتحدة الأمريكية والحوثيين، بحيث يكون هناك وقف متبادل لإطلاق النار، وبالتالي أعتقد أن هذا جزء من حزمة من الملفات التي ربما يُنهي من خلالها أيضًا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وتابع: هذا الاتفاق تطور إيجابي وجد ترحيبًا إقليميًا ودوليًا مهمًا على الساحة الدولية.

وأردف: الرئيس الأمريكي الأسبوع القادم سيأتي إلى المنطقة في زيارة مهمة جدًا، ويتحدث عن كثير من المفاجآت، وسيذهب إلى السعودية وقطر والإمارات، وقد يكون هناك اجتماع للقادة الخليجيين في الرياض، كما تتحدث الأنباء عن ذلك، وأنا أعتقد أن كل هذه الأزمات في البحر الأحمر، والمواجهة الإسرائيلية مع الحوثيين والأمريكيين، هي بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وزاد: أعتقد بأنه إذا استطاع القادة الخليجيون، عند اجتماعهم بترامب، أن يحققوا حزمة من التوافقات بحيث ينتهي العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فإن ذلك سوف يُحلحل كثيرًا من الملفات، بما فيها الملف اليمني.

 

انتزاع إقرار

يقول الخبير والمحلل العسكري، العميد عبد الرحمن الربيعي: نحن معركتنا مستمرة مع الحوثيين لاستعادة الدولة والجمهورية، سواء بأمريكا أو بدون أمريكا، وهذا كلام مفروغ منه، والمعركة البرية لم ولن تكون مبنية على أساس توجه أو دعم أمريكي على الإطلاق، وأمريكا قد تدعم وقد تقدم دعمًا لوجستيًا، لكننا لا نعول عليها في المعركة البرية.

وأضاف: نحن نعول على قدراتنا الموجودة وعلى وحدة صفنا الجمهوري، وبدرجة أساسية، على الدعم العربي، الذي هو قيد المناقشة أو قيد التكوين خلال المرحلة القادمة.

وتابع: ما يُدار حول الاتفاق الذي تم بين واشنطن والحوثيين، هو اتفاق بسيط، وهدنة، وكل ما في الأمر أن أمريكا استطاعت أن تنتزع من الحوثيين إقرارًا بعدم التعرض للملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وهذا ما أشار إليه بيان وزارة الخارجية العُمانية.

وأردف: مسألة تهديد إسرائيل ومفاجأتها، هذه بروباغندا، وصنيعة إعلامية إسرائيلية، لأن الاتفاق، وفقًا للبيان، شمل كل السفن دون تحديد.

وزاد: هذه المناورة كلها، بأن إسرائيل لم يشملها الاتفاق، وأن ترامب تخلّى عن إسرائيل، فهذا كله كلام هراء.

وقال: أمريكا توصلت إلى عملية فخ للحوثيين، بفصلهم عن غزة تمامًا، وهذه عملية استباقية لتحضير عملية عسكرية برية تشارك بها دول عربية، من خلال دعم عسكري واقتصادي وسياسي للحكومة الشرعية.

تقارير

بين الواقعية واحتمالات التصعيد.. تصريحات حوثية وهجمات إسرائيلية

جاء إعلان الحوثيين 'فرض حصار جوي شامل على جميع المطارات الإسرائيلية' إشارة إلى رفع مستوى التصعيد الإقليمي في المنطقة، فإسرائيل قالت بوضوح إنها لن تصمت وسترد بقوة على الحوثيين وداعميهم الإيرانيين في الزمان والمكان المناسبين.

تقارير

عدن بلا كهرباء والانتقالي ينفق نصف مليون دولار لتلميع صورته في واشنطن!

في وقت تتساقط فيه العملة الوطنية كأوراق الخريف، ويعيش المواطن في عدن والمحافظات الأخرى بين الظلام والخدمات المتدهورة، يظهر عيدروس الزبيدي -رئيس المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات- ليطلق بعثات للانتقالي في واشنطن، ويَعد بفتح أخريات في عواصم العالم.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.