تقارير
محمد.. قصة شاب مبتور اليدين تحدى الإعاقة في تعز
بلا يدين يجابه الشاب محمد حامد (29 عاماً ) في مدينة تعز قسوة الحياة وصعوبة الظروف والفقر دون هوادة أو يأس وذلك رغم الإعاقة التي لم تمنعه من الزاوج وتكوين أسرة ومواصلة التعليم الجامعي.
و يخوض غمار الحياة بارادة قوية كما يقود كفاحاً مريراً من أجل توفير مصاريف الدراسة وإعالة أسرة صغيرة قوامها زوجة وطفلة في الربيع الرابع من العمر.
ويحاول جاهداً التوفيق بين العمل والتعليم ومسؤوليته الأسرية ،إذ يدرس في المستوى الثاني قسم علوم القرآن بجامعة تعز، ويزاول صناعة وبيع حلوى العطب مستخدماً في ذلك أشد الحركات الجسدية وأصعبها وهي متعبة وقاسية كما يقول لموقع بلقيس.
ويستخدم قدمه في مزاولة الكتابة وإستخدام الهاتف السيار وتصفح مواقع التواصل الإجتماعي فضلاً عن القيام بمراسلة معارفه وأصدقائه عبر الواتساب وغيره .
ويتغلب على إعاقته التي ولدت معه متحدياً أصعب الظروف حسب حامد والذي يقول " أمارس حياتي بصعوبة لأنني مبتور اليدين "، مضيفاً "أجد صعوبة في تغيير ملابسي وقضاء حاجاتي الضرورية ولكنني أحاول قدر الإمكان تجاوزها".
إهمال وخذلان
وتنعكس الإعاقة سلباً على الجانب النفسي له، حيث يشعر بالأسى والألم حين يرى الأخرين يمارسون حياتهم الطبيعية فيما يصعب عليه حتى إحتضان طفلته وهي ثمرة زواجه في العام 2016 .
وتبدو معالم الإنهاك على ملامحه والتي يشرق منها إبتسامة خفيفة تتخلل حديثه المقتضب والذي يخلو من التذمر والإسترسال في سرد أوجه المعاناة المثقلة لكاهله.
وينفي تلقيه أي دعم و إهتمام من الحكومة والجهات المعنية في المحافظة وغيرها من المنظمات، وهو الحال الذي يعيشه ملايين المعاقين في مختلف أنحاء البلاد.
وأفادت منظمة العفو الدولية في وقت سابق أن أربعة ملايين ونصف المليون شخص من ذوي الإعاقة في اليمن يعانون التجاهل والخذلان وتبعات الحرب الدائرة في البلاد للعام السادس على التوالي.
ويعد المعاقين من أكثر الفئات تضرراً من الحرب والتي عرضت الكثيرين منهم للمخاطر و النزوح وفصل البعض عن عائلاتهم فضلاً عن تدهور أوضاعهم الصحية والإنسانية في بلاد تعيش أسوأ أزمة إنسانية عالمياً وفقاً لتصنيفات أممية.
ويعيش المعاقون ظروفاً معيشية مأساوية وحرماناً من الحقوق والخدمات ،في ظل إغلاق أكثر من 300 منظمة وجمعية محلية ودولية أبوابها وإيقافها لخدماتها التي كانت تقدم بشكل منتظم للمعاقين في كافة المحافظات.
قسوة وطموح
ويعاني حامد مع أسرته أوضاعاً معيشية ومادية بالغة السوء والقسوة وسط غياب للمساعدات وتدني مستوى الدخل والذي لا يكفيه لمواجهة مصاريفه الجامعية ونفقات بيته وأسرته.
ويذكر حياتنا قاسية وظروفنا المعيشية صعبة، موضحاً أن معاناته تفاقمت بعد الزواج بسبب أنه لا يستطيع توفير لقمة العيش مع أسرته.
ويصارع حامد الفقر والعوز وحيداً في ظل غياب السند والمعين لإنحداره من أسرة فقيرة وكثيرة العدد ، ما يثقل كاهل والده الذي يعولها ويصعب عليه تلبية إحتياجاتها ومتطلباتها .
كما يتطلع في الأفق القاتم للبحث عن مكان لحلمه وطموحه المتواضع والمتمثل في بيت صغير ومصدر دخل مناسب يمكنه من تحسين الوضع المعيشي لعائلته وتوفير مستلزماتها الحياتية .
ويختتم حديثه لموقع بلقيس قائلاً "هذا صعب على شخص مبتور اليدين ومن أسرة محدودة الدخل".