تقارير

هل تتوسع ثورة النساء إلى غضب شعبي يعصف بالهياكل المهترئة للسلطة في اليمن؟

19/05/2025, 07:29:07

خرجت النساء هذه المرة، دون استئذان من أحد، يحملن صوتهن في وجه الجوع، ويضعن وجعهن في قلب الساحات، حيث احتشدت النساء في ساحة العروض بعدن، كما لم يحدث منذ سنوات.

لا شعارات حزبية، ولا أيديولوجيات، فقط غضب خالص من حياة تُسحب من تحت أقدام الناس يومًا بعد آخر.

ليست ثورة جياع فقط، بل ثورة نساء قررن أن يأخذن الكلمة، وخرجن ليقلن: نحن هنا، وسكوتنا وصبرنا انتهى.

للأسبوع الثاني، تتمدد ثورة النسوان من عدن المحرومة من الكهرباء، إلى تعز المحاصرة، إلى أبين التي داهمها الرصاص بدل الخدمات، ولحج وغيرها من المحافظات، لتتسع ثورة النسوان رفضًا لانهيار الوضع المعيشي، ومطالبات بتوفير الخدمات.

خروج من أجل المجتمع

تقول المستشارة في مركز صنعاء للدراسات، بلقيس اللهبي، إن هذا ليس أول تعبير بتعبئة مجتمعية وشعبية خالصة، فتجربة 2011 كانت خليطًا، حيث كانت فعلًا شعبيًا، والتحقت به الأحزاب وأفشلته.

وأضافت: أستطيع أن أقول، إن الناس وصلت إلى آخرها، وأتذكر تمامًا عندما تم اعتقال كثير من اليمنيين في غوانتانامو، لم يتحرك الرجال، آباؤهم وإخوانهم وأقاربهم، وتحركت النساء، تحركت الأمهات والزوجات والأخوات، وتحركن وإن كان بشكل بسيط، لكن كنّ على جماعات. ونفس الشيء حدث عندما كانت الحروب الست.

وتابعت: أيضًا أنا أتذكر عندما كانت تنزل الاحتجاجات في الجنوب كانت شعبية، وبتعبئة شعبية، وكانت منذ حرب 94، وخاصة بعد 2007م، كانت فعليًا مطالب شعبية بتعبئة شعبية.

وأردفت: الفارق في هذه الثورة، وهي انتفاضة غير عادية للنساء، أنها كانت نسائية خالصة، وأنا أفضل أن أقول كما قلن هن، بأنهن “نسوان فقط”، وكان التحرك من مجموعة من نساء اسمها “أسرار الحريم” على فيسبوك، وكان التداعي بأن الناس كلها تعبت.

وزادت: لو نتابع جميعًا وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة المجموعات التي تضم النساء فقط، لن نجد كثيرًا من الترف، سنجد تشكّي، وسنجد تدبيرًا للحال، وتساؤلات: ماذا نفعل؟ كيف نستطيع أن نطعم أولادنا بأقل القليل؟ ما الذي تفعلنه لشراء كذا؟ ولعمل كذا؟

وقالت: هذه النقاشات اليومية عن حياتنا اليومية، أدّت إلى تساؤل: لماذا نسكت طالما وأننا جميعًا في نفس الحال؟ وكانت هذه الانتفاضة بقيادة نسوان، وكان التعاطي الجاد والمسؤول من مجموعة من النسوان، وخرجن جميعهن، وهذا أجمل ما في الموضوع، حيث يظهر أن الخروج كان من أجل المجتمع، أي خرجت النساء من أجل المجتمع.

وأضافت: عادةً كثير من الرجال يخرجون من أجل مصالح سياسية، ومصالح شخصية، أو طمع في ثروة، أو في ظهور، لكن هؤلاء خرجن من أجل أولادهن، من أجل أسرهن، من أجل كرامتهن الشخصية.

خروج الأسرة اليمنية

يقول الكاتب والناشط الاجتماعي، أحمد حميدان، إن خروج النسوة هو خروج الأسرة، فالأسرة اليمنية اليوم بدأت تشعر بالمعاناة. الرجال لهم انتماءاتهم السياسية، ولهم انقساماتهم السياسية، ولهم توجهاتهم، ولهم تطلعاتهم في السلطة، لكن المرأة تمثل الأسرة، تمثل المجتمع.

وأضاف: خروج المرأة اليوم، يعني أن المجتمع اليمني بشكل عام، أصبح مطحونًا، ويعاني، والناس خرجوا كلهم يتكلمون عن معاناة. خرج بعضهم حاملين أجهزة الطاقة الشمسية، وبعضهم دِبَب الماء، وبعضهم خرجوا حاملين معاناة.

وتابع: الأسرة اليمنية اليوم مطحونة بالوجع بسبب حرب انتقت لنا هذه السلطة التي لا تسمع، ولا تشوف، ولا تنظر، ولا تتكلم، للأسف الشديد.

وأردف: للأسف الشديد، نحن نأسف أن يتحول “الانتقالي”، الذي يُعتبر قوة ثورية كانت تنادي بالحرية والعدالة، إلى جزء من السلطة التي اليوم تعبث، وأصبحت جزءًا من الأدوات التي استُخدمت للإضرار بالدولة الوطنية في اليمن.

وزاد: ما الجديد اليوم بين نظام قمنا وثرنا ضده، واستخدم القوة، وانهار، وسقط أمام إرادة الجماهير، واليوم هؤلاء يكررون نفس الأسباب؟ وكأنهم لم يتعلموا الدرس، ولم يتعلموه من سوريا، ولم يتعلموه من ليبيا، ولم يعرفوا الناس.

وقال: خروج النسوان اليوم في الساحات هو أكبر عار على بقاء هذه السلطة، للأسف الشديد. واستخدام القوة هو جزء من ضعف السلطة التي لم تستطع أن تخاطب الجماهير، وتريد أن تقمعهم.

ثورة النسوان في تعز

تقول الناشطة الحقوقية صباح راجح، إن مدينة تعز خرجت لأن المعاناة مشتركة، وبنفس الوقت وصلنا إلى مرحلة تضاعفت فيها المعاناة، ولا نعلم ما هو القادم.

وأضافت: نحن في تعز خرجنا بصوت واحد، وخرجت المرأة عندما شعرنا بأننا أصبحنا نفتقد إلى أبسط الخدمات، لا سيما خدمة الماء التي تُعتبر أساس الحياة. فعندما وصلنا إلى مرحلة أن ماء الشرب انعدم، والماء الذي نستخدمه في المنازل انعدم، والأسعار يعني تضاعفت، وأصبحت أسعارًا خيالية، والوضع الاقتصادي صعب.

وتابعت: خروج أخواتنا في عدن جعلنا نتساءل: لماذا نحن لا نخرج ونحن في داخل تعز؟ الخدمات متردية، وأوضاعنا صعبة، وأولادنا في الشوارع، لم يذهبوا إلى المدارس، والمعلمون مضربون يطالبون بحقوقهم، ولم يحصلوا على أبسط الحقوق، ولم تتم الاستجابة ولو حتى لمطلب واحد من مطالبهم، حتى على أساس أن المعلم يشعر أن هناك استجابة لمطالبه، وأن هناك احترامًا وتقديرًا لخروجه إلى الشارع.

وأردفت: هناك أشياء كثيرة أجبرتنا على أن نخرج إلى الشارع، بوقفة احتجاجية، نطالب بالخدمات الأساسية: ماء، وكهرباء، وتعليم، وصحة.

تقارير

سوق سوداء في الانتظار.. أزمة المشتقات النفطية في مناطق الحوثيين تثير قلق المواطنين

ما يزال الوضع التمويني الهش للمشتقات النفطية في المحافظات الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي مثيرًا لقلق المواطنين، لاسيما مع استمرار التهديدات من قبل إسرائيل بالعودة إلى استهداف موانئ البحر الأحمر، التي تمثل الشريان الرئيسي لاستيراد المشتقات النفطية وكافة السلع الغذائية.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.