منوعات

الأجهزة الذكية والأطفال.. مخاطر نفسية وصحية عديدة

31/07/2023, 14:19:08

تعد الأجهزة الذكية، من الطرق المفضلة لدى كثير من الأمهات والآباء، لإشغال الطفل بها، بخاصة حين يبكي أو يتعذر عليهم العناية به، لانشغالهم بأمور أخرى في ذلك الوقت، برغم المخاطر العديدة لذلك.

يجهل بعض أولياء الأمور خطورة تلك الأجهزة، بينما آخرين منهم يعلمون جيدا آثارها على أطفالهم، وبرغم ذلك يستمرون بإعطائهم الهواتف وغيره، حتى لو كانوا قد بدأوا يلاحظوا عليهم علامات الإدمان.

تشير الدراسات، إلى إن استخدام الأطفال للأجهزة الذكية أو تعرضهم لها، يُسبب لهم أضرارا عديدة، منها نفسية، أو صحية وتحديدا تأثيرها على أعيُنهم.

مختلف الفئات العمرية تعاني من آثار تلك الأجهزة، ولكن تزداد خطورتها على الأطفال بخاصة في سن ما قبل المدرسة، ويختلف ضررها من شخص لآخر حسب المدة التي يستغرقها باستخدامها.
الأكاديمية الأمريكية للأطفال، تمنع تماما، من هم أقل من 24 شهرا، من التعرض لأي أجهزة إلكترونية، من أجل النمو العقلي السليم للطفل.

- التأثير على العين


للأجهزة الذكية آثار صحية عديدة، بخاصة على العين، إضافة إلى تسببها بإجهاد فقرات الرقبة، والضغط على الأعصاب والأربطة والعضلات، ويمكن كذلك أن يزيد خطر الإصابة بالأورام لدى الأطفال، حسب دراسات عديدة.

حنان المحجري، أخصائية أمراض العيون، تؤكد تأثير الأجهزة الذكية على مختلف الأعمار، وبخاصة الأطفال، الذين يُصابون بقصر نظر، وتحديدا كلما قضوا ست ساعات أو أكثر في النظر إليها.
وأوضحت لـ"بلقيس" أن طول فترة النظر للقريب، يؤثر على عدسة العين، ويصبح الطفل بحاجة لنظارة قصر نظر، برغم أنه كان سليما قبل استخدامه لمثل تلك الأجهزة.

وبحسب حنان، فإن طول التعرض للأجهزة الإلكترونية التي تُصدر إضاءة زرقاء للعين، يؤثر على مركز الإبصار على المدى البعيد، برغم استبعاد بعض الدراسات بأنه قد يُسبب العمى.

وعن الآثار الأخرى لاستخدام تلك الأجهزة، ذكرت الطبيبة حنان أنها تسبب متلازمة إجهاد العين الرقمي، ويعاني المريض من جفاف العين، والصداع، وإرهاق عين دائم، بسبب طول التعرض للشاشات والإضاءة الصادرة منها، فضلا عن عدم الرمش (غلق العين وفتحها) الكثير أثناء ذلك، بسبب التركيز على ما تعرضه.

- آثار نفسية

وهناك أيضا آثار نفسية لاستخدام الأجهزة الذكية في وقت مبكر من عمر الطفل، من أبرزها حسب الباحثة الاجتماعية خيرية الرداعي، رفضه الواقع وتمسكه بالعالم الافتراضي، إضافة إلى فقدانه الثقة، والعدوانية تجاه الوالدين والمحيط.
وكما تُبين خيرية لـ"بلقيس" فإن آثار تلك الانتكاسات هي بداية لإصابة الطفل عندما يكبر بالهشاشة النفسية، إذ يسهل تحطيمه من الداخل، والتلاعب بعاطفته.
وبالمحصلة، يتراجع المستوى العلمي له، كما يظهر بشكل لافت تقصيره بواجباته الدينية، وفقا لخيرية، التي تؤكد أن تلك الأعراض تصيب الكثير من الأطفال، بخاصة الذين يعانون من التفكك الأسري، كطلاق الوالدين أو سفر أحدهما وغيره.

- نصائح

تنصح أخصائية العيون حنان، من لا يحتاج لتلك الأجهزة بتقليل استخدامها بشكل كبير وبخاصة الأطفال، في المقابل توجه نصائح لمن يضطرون للتعامل معها سواء لارتباطهم بأعمال أو غيره، بضرورة أن يرمشوا مرة كل خمس ثواني، ليتم توزيع الدمعة على سطح القرنية بشكل طبيعي فلا يحصل جفاف بالعين.

وأشارت إلى أن النظارات المخصصة للكمبيوتر، لا توفر الحماية اللازمة من الضوء الأزرق، والأخرى التي تحتوي على فلتر له، هي غالبا غير موجودة في اليمن لارتفاع ثمنها وبرغم أهميتها.

كما تحث على أهمية أخذ أوقات استراحة كل عشرين دقيقة، وفتح النافذة القريبة والنظر منها لمسافة عشرين قدما، ولمدة عشرين ثانية، أثناء العمل، وذلك لإراحة العين من النظر للقريب، ولتتمدد عدستها أثناء النظر للبعيد.

من جهتها، تركز الباحثة الاجتماعية خيرية، على أهمية وعي الوالدين بخطورة الهاتف، ومتابعتهم للطفل في حال استخدامه الهاتف وتحديد وقتا محددا لذلك. مؤكدة على أهمية إشغال وقت الطفل بنشاطات ترفيهية أو تعليمية مختلفة بعيدا عن تلك الأجهزة.

وأشارت خيرية، إلى أن الهاتف يصبح هو الملاذ، وبعض تلك البدائل قد لا تجدي كثيرا، بسبب طبيعة المجتمع اليمني التقليدي، وما تمر به البلاد من ظروف مختلفة كالفقر والبطالة.

الجدير ذكره، أن آثار الهاتف لا تقتصر على الأضرار النفسية والصحية فقط للطفل، بل تتعداها إلى العقلية؛ فقد أثبتت الدراسات تأثيره السلبي على دورة النوم، وتسببه بالإرهاق، وصعوبة التركيز، والإدمان، والاكتئاب، والقلق، وبطء تعلم اللغة، والتوحد المُكتسب في بعض الحالات، وغيره.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.