منوعات

الخطأ القاتل في حياة "بن علي".. تسجيلات اللحظات الأخيرة للرئيس التونسي الأسبق

15/01/2022, 16:06:45
المصدر : وكالات

أطاحت ثورات الربيع العربي (2010 – 2011) بعدد من الزعماء العرب في ظروف قياسية، تحت وطأة الهتافات الشعبية العارمة (الشعب يريد إسقاط النظام)، قبل أن تتدخل مخابر الدول الكبرى، وتوقف تهاوي رقعة الشطرنج عبر عسكرة الثورات، وتحويلها إلى بحر من الدماء لا زالت آثاره قائمة حتى اليوم. 

بعد مرور عقد على هذا التهاوي الرهيب، حيث تخرج بين الفترة والأخرى بعض القضايا المرتبطة بتلك المرحلة، وخاصة فيما يتعلق بالرؤساء والظروف الاستثنائية التي عاشوها أثناء أحداث الثورة. 

قبل أيام قلائل، بثت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، في فلم وثائقي، تسجيلات للمكالمات الهاتفية الأخيرة التي أجراها الرئيس التونسي الراحل، زين العابدين بن علي، مع عدد من الشخصيات السياسية والعسكرية والمقرّبين أثناء مرحلة انهيار حكمه وهروبه.

وتحدث الفلم أنه بذل جهودا كبيرة في التحقق من صدقية التسجيلات الصوتية للمكالمات الهاتفية لبن علي مع كلٍ من رجل الأعمال طارق بن عمار أول المتصلين له بعد آخر خطاب، ثم صديقه كمال لطيف، ووزير الدفاع رضا قريرة، وقائد قوات الجيش رشيد عمار.

وفي اتصال مع وزير الدفاع، رضا قريرة، سأل بن علي عن الوضع الميداني، مؤكدا أنه سيعود في غضون ساعات قليلة. 

كما تضمّنت التسجيلات مكالمة أجراها بن علي مع الجنرال رشيد عمار، قائد الجيش، ليسأله إن كان الوضع يسمح بعودته إلى تونس، رد عليه "رشيد عمار" بأنه من الأحسن أن يتريث قليلا إلى حين استتباب الأمر. 

يقول معدو الفلم إن مقرّبين من هذه الشخصيات، التي وردت في التسجيلات، أنكروا صحة هذه التسجيلات، لكنهم لم ينكروا نغمة الصوت، لكن أشخاصا مقربين من جميع من ورد أسماؤهم أكدوا أن هذه الأصوات صحيحة، إضافة إلى أن خبراء قاموا بتحليل ما جاء في التسجيلات بدقة، وأكدوا أنها صحيحة ومرتبطة بتلك الأحداث.  

واشتدت الاحتجاجات، فيما المتظاهرون على وشك احتلال مقر وزارة الداخلية، وهنا بدأت ترتيبات نقل أسرة بن علي إلى خارج البلاد، حفاظاً على سلامتهم.

ويظهر أنه الخطأ الكبير الذي ارتكبه بن علي هو خروجه في طائرة خاصة مع أسرته خارج البلاد، وهو ما جعل عودته إلى الداخل صعبة، وكلما مر الوقت زادت الهواة والمسافة بينه وبين قصر قرطاج، وأن المقربين منه انقسموا بين مؤيد ومعارض، ومع مرور الوقت كانت الأوضاع تتغير سريعا، وكل ذلك لم يكن في صالحه. 

فقد تم إقناع الرئيس بمرافقة أسرته على متن طائرة خاصة، استمرت لبضع عشر ساعة حتى استقرت في مدينة جدة السعودية التي رحّبت به وبعائلته، فيما أخبار تفيد بأن فرنسا رفضت السماح له بالدخول إلى أراضيها. 

تنتهي التسجيلات بأن بن علي استفسر عن تطورات الوضع، ليخبره الثلاثة -الذين كشف عنهم الفلم- بأن الأمور تخرج عن سيطرة السلطات الأمنية شيئا فشيئا. ولما سألهم عما إن كانوا ينصحونه بالعودة؟ أخبروه بأن ذلك صعب، وقد يعرّضه للخطر.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.