منوعات

الخياطة.. فرصة الموسم الذهبي تتلاشي في ظل الوضع الاقتصادي المتردي

24/03/2025, 21:32:01
المصدر : خاص - محيي الدين الشوتري

يعتبر موسم الأعياد فرصة ذهبية للعاملين في مهنة الخياطة لتعويض الركود الذي عانت منه هذه المهنة أغلب أشهر العام.

يترافق ذلك مع تدهور الوضع الاقتصادي، وضعف القدرة الشرائية للناس، مقارنة بما كانت عليه قبل الحرب.

منذ منتصف رمضان، بدأت مراكز الخياطة تشهد نشاطًا ملحوظًا مع تزايد تواجد اليد العاملة، التي تعوِّل كثيرًا على هذه المواسم لتحسين دخلها.

يعمل ناصر عبده حسن، الشاب العشريني، طوال العام في عدة مِهن حُرة، لكنه في شهر رمضان يُسارع للانخراط في معامل الخياطة.

بحسب ناصر، فإن هذه المهنة توفِّر له مردودًا ماليًا أفضل من باقي الأشهر.

يقول ناصر لموقع "بلقيس" إنه يعمل في هذه المعامل، منذ ست سنوات، حيث يشعر بالراحة تجاه ما يكسبه من العمل الموسمي، الذي ساعده على تكوين نفسه، وفتح مشروع بسيط يعينه على توفير متطلبات أسرته.

في السياق ذاته، يقول وديع المشولي لموقع "بلقيس" إن العمل في مهنة الخياطة لم يعد كما كان في فترات ما قبل الحرب.



وأضاف: "كانت هذه المهنة تُسهم في تحسين الوضع المعيشي، وتساعد على تكوين الذات، والآن أصبحت مجرد وسيلة لملء الفراغ".

وتابع: "نعمل بأجر يومي وبالقطعة، وإذا وجدت حركة في السوق نشتغل، أما في أوقات الركود، نجد أنفسنا أحيانًا في أماكن العمل هربًا من الفراغ وسعير البطالة".

وزاد: "في بعض الأيام، بالكاد نوفِّر مصروف يوم لنا، بينما تظل أسرنا لفترات دون مصاريف بسبب ركود العمل في غير المواسم التي تسبق العيد".

واستطرد: "تدهور العملة والغلاء الفاحش تسببا في تدهور وضعنا الاقتصادي؛ وما نجنيه لم يعد يكفي لتغطية مصاريف أسرنا".

وقال: "كنا قبل الحرب، عندما نتنقل بين المدن اليمنية للعمل، نستطيع بـ2000 ريال تغطية جزء كبير من مصاريفنا، أما اليوم، حتى لو كان لديك عشرة أضعاف هذا المبلغ، فلا يغطي شيئًا من احتياجاتك واحتياجات أسرتك؛ نظراً لتدهور العملة وارتفاع الأسعار بشكل جنوني".

بدوره، يقول علي عبد الله لموقع "بلقيس" إن العمل في مهنة الخياطة يواجه العديد من المصاعب حاليا، مما يجعل العمل غير مجدٍ حتى في موسم العيد، بسبب انهيار العملة المحلية أمام العملات الأجنبية.

وأضاف: "أسعار القماش والمواد الخام ارتفعت بنسبة 500% عما كانت عليه قبل الحرب".



وأوضح: "استيراد هذه المواد زاد من تكلفتها، وخاصة تلك التي يتم جلبها من مناطق سيطرة الحوثيين، حيث يتطلب تحويل الأموال إلى تلك المناطق مبلغاً أكبر كرسوم تحويل".

وأشار إلى أن "بعض الزبائن يعتقدون أن العمال يستغلون الموسم، دون أن يأخذوا في اعتبارهم ارتفاع كلفة المواد الخام".

واستطرد: "ورغم انتظار العاملون في هذه المهنة هذا الموسم لتعويض خسائرهم، يجدون أنفسهم في نهاية المطاف غير قادرين على تأمين إيجارات المحلات، التي قد تصل قيمتها إلى ملايين الريالات، حيث يطلب دفعها مقدماً".

وتابع: "أيضاً، يؤثر عدم الإيفاء بالالتزامات الأسرية والعملية الأخرى؛ نتيجة الوضع الاقتصادي وأزمات الصرف على حياتهم".



ولفت إلى أن الكثير من العمال يتوقعون، بعد عيد الأضحى، أن يتوقفوا أو يستغني عنهم؛ حيث يقتصر عمل المحلات على عدد قليل من العمال".

وقال: "ولذلك، نعاني في مهنة الخياطة، باستثناء شهرين في السنة".

وبيّن أن "هذا الركود لا يعود فقط لموسمية المهنة، بل لظروف المعيشة التي تدفع الناس للبحث عن أساسيات الحياة، مما يؤدي إلى إغلاق العديد من محلات الخياطة؛ جراء ارتفاع الإيجارات وعدم الجدوى الاقتصادية".

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.