منوعات

"الكريسمس" في السعودية.. ذبول المؤسسة الدينية لصالح هيئة الترفيه

29/12/2021, 08:06:25
المصدر : بلقيس – خاص – فهد سلطان

للمرة الأولى بهذا الشكل الجديد، تجد أعياد الميلاد مكانها الطبيعي وغير المتوقّع في السعودية، بعد عقود من منع السلطات، وتحريم صارم من قِبل المؤسسة الدينية. 

والسلطة الدينية في السعودية يعود تأريخها إلى ثلاثينات القرن الماضي، حين نشأت في كنف المؤسس الأول عبدالعزيز آل سعود، وساهمت في تثبيت أركان عرش الملك وأبنائه من بعده، ومنحت امتيازات كبيرة ما جعلها حاضرة وبقوّة في الحياة العامة. 

لكن مع صعود وليّ العهد السعودي، محمد بن سلمان، في 2017، قُلّص هذا التواجد الديني العنيف، وألغيت مؤسسة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، وسُمح بقيادة المرأة للسيارة للمرّة الأولى {آخر دولة في العالم تمنح هذا الحق تقريبا}، وأُدخلت ترتيبات جديدة داخل الأسرة، وفي شكل السعودية الجديدة. 

تعلق صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بأن زينة عيد الميلاد وجدت مؤخرا طريقها إلى الأشجار في بعض المنازل بالسعودية، وهذا تطور لافت وجديد وغير معهود من قبل. 

وبعد أن كان عيد الميلاد يقام سرا بين العمال الأجانب وعدد قليل من السعوديين، يخرج – بحسب الصحيفة – من الظل ويجد طريقه بين السعوديين أنفسهم وبشكل غير معهود، ويجري الإقبال على شراء الأشجار والاستعداد للاحتفال. 

في العام الماضي 2020، بدأت هدايا عيد الميلاد تصل إلى الرياض عاصمة السعوديين، لكنها هذا العام توسّعت لتشمل عددا من المدن، أبرزها: جدة، والطائف، والرياض، والمدينة، وغيرها. 

وبشكل غير مسبوق، باتت مظاهر الاحتفال بعيد رأس السنة الميلادية بادية للعيان في السعودية، وذلك المنع العنيف لهذه الاحتفالات يُطرح على شكل تساؤلات، من قِبل سعوديين أنفسهم: هل بات التحريم من الماضي؟! 

في هذا الصدد، سبق لهيئة الزكاة والضريبة والجمارك السعودية أن نفت السماح باستيراد شجرة "الكريسمس" إلى السعودية، وهذه الشجرة أحد أشهر مظاهر الاحتفاء بعيد الميلاد عند المسيحيين حول العالم، والاحتفال بها من قِبل المسلمين قليل. 

وفي كل عام تُفتح نقاشات واسعة حول السماح بالمشاركة أو بالتهنئة، وكانت السعودية تتصدّر دول العالم الإسلامي في تصدير الفتاوى المحرّمة لأي مظهر من مظاهر الاحتفال، أو مشاركة المسيحيين احتفالاتهم بهذه المناسبة. 

هيئة الزكاة قالت، في تغريدة على "توتير": إنه يُمنع استيراد شجرة الكريسمس وأي شعارات تحمل علامات ديانات غير الإسلام".

وبينما لا تزال السلطات تنفي السماح بدخول الأشجار -حسب التوضيح السابق أو حسب بعض الفتاوى لرجال دين بشكل هادي-فإن المظاهر هذا العام في المحلات التجارية في الرياض بادية للعيان والحماس من قِبل سعوديين في السباق لشراء الأشجار والاستعداد للاحتفال أكثر وضوحا. 

لكن اللافت أن هذه التغريدة اليتيمة، التي صدرت عن الجمارك والزكاة، وهي -كما يبدو- تنتمي لعصر غير عصرها، قد حُذفت بعد أقل من ساعتين فقط من نشرها، ما يعني ضِمنا بأنه لا مانع، وأن الكلمة الفصل هنا للسلطة السياسية، وأن المؤسسة الدينية، أو من يتبنّى خطابها، تتبع السلطات وليس العكس. 

يقول متابعون إن القبضة الدينية تختفي بشكل لافت، والحضور القوي بات للترفيه الذي يلاقي اهتماما ورعاية رسمية، حيث شهدت المملكة مهرجان موسيقا مؤخرا لمدة أربعة أيام هذا الشهر، اجتذب عشرات الآلاف من الأشخاص، في العاصمة السعودية (الرياض). 

يقام الحفل بهذا الحضور الكثيف في مدينة يسكنها البدو، وصنّفت -خلال العقود الماضية- بأنها بيئة قبلية وشديدة التمسك بالتقاليد، وتمنع صور الترفيه، فهي على تناغم شديد بين الجانب القبلي والجانب الديني.

 

منوعات

زفاف تحت الخيام.. أعراس النازحين في مواجهة الحرب والنسيان

في قلب مأرب، وعلى أطراف مخيم الجفينة للنازحين، تجلس أم أفراح في خيمتها المتواضعة تحاول إخفاء حزنها خلف ابتسامة مصطنعة، بينما تستعد لإقامة زفاف ابنتها البكر في خيمة صغيرة لا تكاد تتسع لأكثر من الجيران، وليس في قاعة فخمة كما حلمت.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.