منوعات
امرأة تطلق مشروعا استثماريا لصناعة "التونة" في حضرموت
في منزلها بمديرية بروم (30 كيلو مترا غرب مدينة المكلا - المركز الإداري لمحافظة حضرموت) أطلقت أسماء العمودي مشروعها الاستثماري الذاتي، الذي حمل اسم "تونة بروم".
دشنت العمودي العمل في المشروع، في أغسطس الماضي، من خلال تحضير وتجهيز التونة في منزلها قبل نقله إلى الأسواق المحلية..
جاءت فكرة تبنِّي مشروع "التونة" من خلال دعم وكالة المنشآت الصغيرة لعدد من فتيات مديرية بروم، حسب العمودي.
حيث نال هذا المشروع اهتمام أسماء العمودي، لا سيما وأن مديرية بروم تقع على الشريط الساحلي الغربي لمدينة المكلا في محافظة حضرموت - شرق البلاد.
تقول أسماء العمودي، التي تعمل متعاقدة في المركز الصحي بمديرية بروم، وهي خريجة "مختبرات طبية"، إن أجور المرافق الصحية ضعيفة جدا، وأنها سعت -في ظل الوضع الاقتصادي الراهن الذي يعيشه البلد- لتحسين وضعها المعيشي.
وأوضحت أنها استفادت من دعم وكالة المنشآت الصغيرة لعدد من فتيات منطقتها؛ بعد مشاركتها في دورة المنتجات الغذائية السمكية.
وأضافت أن مشروع التونة، الذي تبنّته، قوبل باهتمام مواقع التواصل الاجتماعي، وتشجيع أسرتها، التي كانت سندًا لها في طريق تنفيذ مشروعها الاستثماري.
ووفق العمودي، فإن وكالة المنشآت الصغيرة قامت بدعمها بأجهزة كهربائية، ومواد خام، فيما تولت هي -من مالها الخاص- تنفيذ مشروعها، وإظهاره إلى الوجود؛ رغبة وحبا في هذا العمل الذي تديره من داخل منزلها.
وأشارت إلى أن والدها يساعدها أحيانا في جلب سمك "الثمد" من البحر، الذي يقل ويختفي أحيانا بحسب الموسم.
وعدتّ اختفاء وقلة سمك الثّمد من المصاعب، التي تواجهها في ديمومة واستمرار العمل، مؤكدةً عدم قدرتها على طلبه باستمرار من المناطق الساحلية الأخرى؛ نظرا لشحة الإمكانات المادية.
تصف العمودي العمل بالمرهق، خاصة وأنها تعمل بمفردها، لكنه تستدرك بقولها: "كل هذا التعب والإرهاق أثناء تحضير وتجهيز التونة ينتهي بمجرد إعجاب وإقبال الناس على المنتج".
ولفتت إلى أن تحضير "التونة" يحتاج إلى يوم كامل، بالاضافة إلى أن المنتج يحتاج إلى فترة 14 يوما -من خلال وضعه في عُلب- حتى يتبيّن إن كان ثمة خلل أو لا؛ قبل عرضه للبيع.
وتقدّر أسماء العمودي إنتاجها من عُلب التونة ب140 عُلبة في الشهر، حيث يتم توزيعها على بعض البقالات، مشيرة إلى أن هناك زبائن يقدِّمون الطلب مسبقَا.
لكنها ترى أن البعض يرى أن أسعارها مرتفعة، حيث تبيع العُلبة الواحدة بثلاثة آلاف ريال يمني، لكن سِعتها تقدّر ب280 جراما، في حين التي تأتي من المصانع تقدّر ب180 جرامًا فقط.
وتوضِّح العمودي لموقع "بلقيس" أن أبرز الصعوبات، التي تواجهها، تتمثّل في شِحة الإمكانات لديها في جلب سمك "الثمد"، الذي يتواجد في بحر منطقتها، بحسب المواسم، ويختفي في بعض المواسم.
تقوم العمودي بإحضار كمية من سمك "الثَّمد"، وإنتاجها، وبيعها، موضحة أنها لا تمتلك عُلبا خاصة بمنتجها.
وتتمنَّى أسماء العمودي أن تتحوّل فكرة مشروعها مستقبلا إلى مصنع؛ تتمكن -من خلاله- من تطوير منتجها، ورفد السوق بكميات أكبر.
وبحسب إحصاء لمنظمة العمل الدولية، تم تنفيذه قبل اندلاع الحرب، شاركت 6% فقط من النساء في القوى العاملة، بينما كانت 7% فقط من الوظائف تشغلها نساء.
وبيَّنت الدراسة أن نسبة 62,1% من النساء الحاصلات على تعليم جامعي يشكِّلن جزءًا من القوة العاملة في اليمن، مقارنةً ب4% فقط من الحاصلات على تعليم ابتدائي، أو أقلّ.
ووفقًا لاستطلاع أجرته منظمة العمل الدولية، فمن بين 293 ألف امرأة تم توظيفهن قبل الصراع كان حوالي نصفهن يعملن في الزراعة؛ إما كمنتِجات ألبان، وتربية حيوانية، أو كمُزارِعات، بينما كان ثلثهن يعملن في قطاع الخدمات، وشكَّلت العاملات في شركات مملوكة للعائلة نسبة الثلث، مقارنة بأقل من العُشر من الرّجال.
ووفق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، كانت الشركات المُملوكة للنساء أكثر تضررًا من الشركات المُملوكة للذكور، حيث ارتفع هذا المعدل إلى 42% بين الشركات المُملوكة للنساء؛ بسبب الأضرار المادية، ناهيك عن فقدان رأس المال، ونقص الكهرباء والوقود.