منوعات

ترتسم كلوحات فنية.. حضارة من قوالب الطين

19/09/2021, 15:06:58

قناة بلقيس - زكريا حسان

بجمال يسحر العُيون، وتصميم وزخارف هندسية بديعة، ما تزال المنازل الطينيّة في صنعاء القديمة وحضرموت وزبيد والعديد من المحافظات ترتسم كلوحات فنية، وتقف بشموخ في وجه الزمن.  

من الطين، والقش، وروث الحيوانات، تشكّلت وحدات بنائها الأولى، ومن الأيادي الحِرفية الماهرة استمدت صلابتها التي جعلتها تصمد أمام المتغيّرات المناخية، وتقلّبات السنين، وتصير شاهداً على حقب تاريخية تمتد لأكثر من 5000 عام.
أسرة عبدالله الحمري توارثت منذ قرون واحدة من تلك البيوت الطينية، وعلى الرّغم أنها لا تعرف تأريخ بنائها، لكنّها تجمعها بتراب وطين منزلها علاقة حميمية وروحية، وارتباط نفسي جعلها ترفض قطعياً التخلّي عن المنزل، أو الانتقال إلى آخر.
تلك العلاقة جعلت المنزل يحتفظ برونقه الجمالي، ويبقى شامخاً كإرث ثقافي وتاريخي للأسرة، وقِيمة معنوية يصعب التنازل عنها، فقيمَته المعنوية أكثر من القِيمة المادية بكثير، كما يؤكد "الحمري".

وليست القِيمة التاريخية الرابط الوحيد لمالكي تلك المنازل الطينيّة، لكنها تتصف بالعديد من المزايا التي تجعل أصحابها يتمسكون بها.
علاوةً على جمالها الهندسي، تتكيّف مع تقلّبات الطقس، وتكون دافِئة في برودة الشتاء، وباردة في فصل الصيف وعازلة للحرارة، بحسب حديث الحمري لـ"بلقيس".
وتبدو مباني الطين تحفاً فنية فريدة، تتمتع بأشكال هندسية، يُراعى فيها الجوانب الفنية، ولاسيما في التصميم المَتقن للنوافذ والأبواب، والخطوط البيضاء التي تبدو كأحزمة تزيدها جمالاً وتألقاً.

تقنيات صناعة اللِّبْن

صناعة اللِّبْن أولى خطوات بناء المنازل الطينيّة، يقوم بها حرفيون مَهَرة، حيث يقومون بخلط الطين بالماء، وكميات محددة من القَش أو التِّبن، ليجعل الخليط متماسكاً وقوياً.
ويوضع الخليط في قوالب خشبية، ليتشكَّل على هيئة طُوب، ثم يُعرَّض لأشعة الشمس ليجِف، وتأخذ هذه العملية ثلاثةَ أيام بالحدود الدُّنيا، كما يقول المهندس المعماري المختص بالمدن التاريخية ياسين غالب لـ"بلقيس".
وقد تأخذ عملية الخلط، والصبّ، والتجفيف، حتى يصير الطوب بشكله المعروف، وصلابته، ويمتلك مزايا عزل الحرارة والاحتفاظ بها، مُدة تزيد عن عشرة أيام.

يؤكد المهندس غالب أن ليس كل الطين صالحاً في صناعة الطُّوب، وهناك أنواع محددة منها، وتختلف من محافظة إلى أخرى.
وبحسب دراسات حول العمارة الطينيّة، يشيَّد البناء الطيني بطريقتين، أولها بالطين المجفف بطريقة "الزابور"، ويكون على هيئة كُتل طينيّة يتم رصّها على شكل مداميك وشرائط طويلة، وتستخدم فيها التربة "الميرية" ذات القُدرة العالية على التماسك، أو البناء بالطوب المُجفف الذي يتم تشكيله بقوالب خشبية تحدد مقاسات العرض والطول والارتفاع.
أما تقنية البناء الثانية تكون بالطوب المُجفف المحروق بالأفران (الياجور)، حيث تصنع من الطين والقش ومخلّفات الحيوان، وتناسب المناطق الجافة، وذات الرّطوبة العالية كتهامَة.

أسرار المِهنة

تحويل التراب إلى مبانٍ مشيَّدة بذات الجمال والقوّة، التي جعلتها صامدة آلاف السنين، ليس بالأمر السَّهل، ويحتاج إلى أيادٍ حِرفية ماهرة، ومكوِّنات طبيعية ذات صفات محددة، وجودة عالية، كما يقول عبدالله مقبل - مُختص في بناء الطين.
ويضيف مقبل، في حديثة لـ"بلقيس": "توجد اختلافات عدّة بين المباني الطينية في صنعاء، وحضرموت، وبقية المحافظات، ترتبط بالبيئة والخصائص الفنية للتربة، وطبيعة المنطقة، ويمتد هذا الاختلاف ليصل إلى مقاسات الطوب ولونه وطريقة الحَرق والتجفيف".

ويتفق معه المهندس المعماري غالب، الذي يؤكِّد وجود الاختلاف في تقنيّة الصناعة، ويوضِّح أن مكوِّنات "اليَاجُور" واحدة في كل المحافظات، لكن طريقة التصنيع تتبايَن، ولا يكون البناء مثالياً لو بُنيَ في مناطق زبيد بطوب "يَاجُور" صُنع في صنعاء.
ويرى غالب أن هذا جزءٌ من أسرار المِهنة التي توصَّل لها الحرفيون عبر تجارب طويلة، وليست عملية ارتجالية.

حضارة في مهبِّ الريح

تعد اليمن إحدى الحضارات الإنسانية التي استعملت الطين في تشييد مُدنها وأسوارها وقلاعها وحصونها، بالإضافة إلى بلاد الرافدين، وجنوب مصر، لكن اليمن تمتاز عنها بارتفاع البنايات، التي وصفت بأقدم ناطحات سحاب في "شبام حضرموت"، وعلو المباني الذي يصل طول بعضها إلى 7 طوابق، علاوةً على المزايا الجمالية والهندسية لواجهاتها.
وليست العمارة الطينيّة في اليمن مجرد مبانٍ، بل تحفٌ فنية لفتت إليها أنظار العالم، وجعلت منظمة "اليونسكو" تعلن مدن: صنعاء، وشبام، وزبيد، الطينية ضمن التراث العالمي، إلا أن هذه المُدن تعرّضت -في السنوات الأخيرة- للإهمال، وتسببت السيول في تهدّم بعض المباني والأسوار، وصارت عُرضة للاندثار.

منوعات

نقابة الصحفيين تنعى المساح أحد مؤسسيها وتشيد بمناقبه

نعت نقابة الصحفيين اليمنيين الكاتب الصحفي الكبير محمد عبد الله المساح أحد مؤسسي نقابة الصحفيين اليمنيين الذي انتقل إلى الآخرة يوم أمس الجمعة الموافق ١٩ ابريل ٢٠٢٤م بعد مسيرة صحافية ثرية ومؤثرة عن عمر ناهز ٧٦ عاما.

منوعات

أجهزة طبية قطرية حديثة لمرضى القلب في تعز

الهلال الأحمر القطري يدشن بالشراكة مع قطر الخيرية، العمل بجهاز القسطرة القلبية Azurion 3 F15، في تعز وهو من الأجهزة المتطورة والحديثة المستخدمة في التشخيص الدقيق والعلاج الآمن لأمراض القلب والأوعية الدموية.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.