"حيث الإنسان" يحقق حلم مئات الطلاب في قرية نائية بشبوة

في قرية أمقاضاة، التي تبعد حوالي 70 كيلو متراً عن مركز محافظة شبوة، يوجد ما يشبه المدرسة: عشش صغيرة ومتهالكة، يدرس تلاميذ القرية فيها التعليم الأساسي، فيما عمل مدرِّسوها بدون أي مقابل لعدة سنين.

وفي كل موسم يأتي المطر ليجرف معه تلك الخيام، التي تسمّى مدرسة، وينتظر الأهالي حتى يجف الوادي، ثم يذهبون إلى جمع الأخشاب والألواح، التي نثرها السيل في أماكن عدّة؛ في محاولة منهم لإعادة ترميم المدرسة.

تتقلب أحوال الطقس لتسبب المعاناة للطلاب والطالبات، الذين يقضون أوقات الدراسة، تلفحهم أشعة الشمس الحارقة، وينال البرد القارس من أجسامهم النحيلة، فضلاً عن وعورة الطريق، التي يقطعونها للوصول إلى المدرسة، ومع كل ذلك يصرون على الكفاح؛ لمواصلة العلم والتعلم.

فريق "حيث الإنسان"، التابع لمؤسسة "توكل كرمان"، قرر أن يُنهي معاناتهم، التي استمرت لسنين، وأنشاء لهم مدرسة مكوّنة من ستة فصول وملحقاتها، وزوّدها بالأثاث المدرسي المتكامل، ليحقق بذلك حلم مئات الطلاب والطالبات في تلك القرية، ويمكّنهم من التعلم في ظروف مواتية ومناسبة.

وخلال السنوات الماضية، اكتسب برنامج "حيث الإنسان"، الذي تشرف عليه مؤسسة "توكل كرمان"، خبرة واسعة في إنجاز المشاريع وضمانة ديمومتها.

وفي الموسم الخامس من البرنامج لهذا العام، خصص البرنامج جائزة لأكثر المشاريع حضورا وقيمة، وأسبوعيا تخضع ثلاثة مشاريع لتصويت الجمهور.

وفي الموسم الخامس أيضا من البرنامج، تمّت إضافة ثلاث جوائز أسبوعية خاصة لمستخدمي لغة الإشارة.

وفيما يتعلَّق بالموازنة الخاصة بتمويل البرنامج، فقد وصلت إلى مليون دولار لكل موسم.

وأطلّ الفنان المعروف، هاني الشيباني، على جمهوره؛ من خلال أغنيته الجديدة الخاصة بالموسم الخامس، التي كتب كلماتها الشاعر زياد القحم.

تحث الأغنية على عمل الخير، وعلى ضرورة التكافل الاجتماعي، وأهمية ذلك في إنجاز التغيير.

وكان الفنان حسين مُحِب قد غنّى أغنية الموسم الرابع من البرنامج. وامتاز هذا العام بإقامة مدارس مكتملة البناء والتأثيث؛ توزّعت على أكثر من محافظة.

إضافة إلى عدد من المشاريع الأخرى، التي تم إنجازها؛ لمساعدة الأفراد والأسر والأهالي، فتح البرنامج -من خلالها- نافذة جديدة للأمل بحياة أفضل.