منوعات

عبده خالد التّهامي.. طفل نازح وكفيف يجوب سوق "العَارة" في لحج لبيع أعواد الأراك

24/02/2025, 18:15:59
المصدر : خاص - محيي الدين الشوتري

قبل أربع سنوات، وصل الطفل  الكفيف عبده خالد التهامي (14 عاما) من مديرية حيس بمحافظة الحديدة إلى بلدة رأس العَارَة (150 كم) غرب مدينة عدن، حيث وصل نازحا برفقة والده وأسرته المكوَّنة من 12 فردا؛ فسكنوا عشا من القش والخشب.

وسط ظروف مزرية تعيشها الأسرة القادمة من مدينة حيس في الحديدة، اضطر الوالد إلى العمل لدى أحد باعة "القات" في سوق منطقة "رأس العَارَة"؛ من أجل توفير لقمة العيش لأطفاله غير القادرين على العمل، حيث كان الوالد يعمل في سوق "القات" من أجل توفير قيمة الغذاء لأسرته.

لم يستسلم الكفيف عبده خالد لظروف الإعاقة البصرية، ووسط إصراره العجيب على الخروج للعمل، ومساعدة والده في تحمّل تكاليف البيت، يغادر الكفيف منزله المتواضع وسط بلدة "رأس العَارَة"، كل صباح، نحو السوق، عارضا بعضا من أعواد الأراك التي يستمر في عرضها طيلة النهار، ولا يبارح السوق إلا بعد بيعها كاملة.

يقول عبدهوخالد إن والده يقوم بجلب أعواد الأراك تارة من الأشجار القريبة، أو من خلال شرائها من الباعة في منطقة "الصريح"، ومن ثم يقوم هو برفقة شقيق له بالخروج إلى السوق لبيعها.

ويضيف لموقع "بلقيس": "والدي حاول إقناعي بعدم بيع السواك"، لكنه لا يرى في فقدانه للبصر عيبا، فهو كما يقول قدرٌ من الله، وهو قنوع بذلك.

يتابع حديثه: "أريد إعالة نفسي وأسرتي من خلال هذا العمل الشريف".

ويوضّح أن ما يبيعه في اليوم الواحد يتراوح بين 5000 - 12000، حيث يسلم هذا المبلغ لوالده، مبديا ارتياحه، لا سيما وأن الكثيرين يتعاونون معه؛ حيث يقومون بمساعدته والشراء منه بمبالغ أكبر من قيمة أعواد الأراك.



وأشار عبده خالد إلى أن أبرز المصاعب التي يواجهها تتمثل في عدم وجود مكان لعرض عود الأراك فيه.

وأوضح أنه حاليا يسير في السوق، تحت الشمس، والاعتماد على بعض الأشخاص لإيصاله؛ خاصة وأنه مضطر إلى البيع اليومي من أجل مساعدة والده في دفع قيمة الأرض التي قام بشرائها من أحد الأهالي؛ حتى يستطيع بناء منزل للأسرة، خاصة وأنهم مايزالون يسكنون تحت في منزل من القش.

وتمنّى الطفل الكفيف العودة إلى المدرسة، حال توفّر الإمكانيات لذلك.

وبيَّن أن ظروفه الحالية، التي تعيشها أسرته، تقف عائقا أمام التحاقه بالمدرسة، بالإضافة إلى عدم وجود مدرسة خاصة بالمكفوفين في المديرية.

يقع مقر جمعية رعاية وتأهيل المكفوفين في مدينة الحوطة، حيث يُعد المقر التعليمي الوحيد لفئة المكفوفين في لحج، منذ تأسيس الجمعية في العام 2001.

تقول إقبال قشاش (مديرة جمعية تٱهيل ورعاية المكفوفين في لحج) لموقع "بلقيس": "الجمعية بدأت عملها في 2001م ب15 كفيفا، ثم تزايد العدد ليصل حاليا إلى قرابة 200 كفيف من مديريات الحوطة وتُبن ويافع وردفان وكِرِش".

وأوضحت: "واجهت الجمعية مصاعب عدَّة؛ في مقدِّمتها عدم وجود مقر دائم، حيث لاتزال تعتمد على الإيجار المؤقت، بالإضافة إلى عدم توفّر الإمكانات التي تمكِّن الجمعية من تحمّل نفقات المتطوِّعين من فئة المكفوفين والكفيفات، البالغ عددهم 8 متطوِّعين ومتطوِّعات، يحملن مؤهلات جامعية".

في السياق ذاته، يقول خالد التهامي (والد الطفل عبده)، لموقع "بلقيس"، إنه منذ وصوله إلى بلدة رأس العَارَة، قبل خمس سنوات تقريبا، حاول إقناع ولده بالبقاء في منزله في ظل الظروف التي يعيشها؛ كونه كفيفا، لكن ولده أصر على الخروج.

وأضاف أنه يقوم بنقله صباحا إلى السوق برفقة شقيق له؛ وذلك لمساعدته على بيع الأراك.

وأوضح أن عبده رغم أنه كفيف يتمتع بسرعة بديهية  مع كل من يتحاور معه أثناء وجوده في السوق، وهذا الأمر شجَّعه كثيرا على الاستمرار في بيع الأراك، مؤكدا أن الكثيرين يتعاطفون معه، ويقومون بالشراء منه، وبعضهم يعطونه مالا دون شراء الأراك؛ تعاطفا وتشجيعا ودعما له.

منوعات

زكريا الخبتي.. همة للتعليم بقدم واحدة

يكابد الطفل زكريا الخبتي (16 عامًا) -من سكان قرية بني علي بمديرية الوازعية في محافظة تعز- ظروف الإعاقة التي تعرَّض لها، في العام 2020، جراء انفجار لغم فردي في جبل مطل على قريته أثناء رعيه للأغنام.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.