منوعات

مطعم القاع الشهير.. "فول الزعماء والرّعية" لأكثر من 4 عقود

15/02/2021, 09:36:10
المصدر : كريم حسن

يفاخر الحاج يحيى الفايق بزعامات وطنية كانوا قد تناولوا وجبة الإفطار في مطعمه، يقول ل'بلقيس': "أول الوحدة، السلال كان يجي يأكل عندنا، بيته قريب مننا، والحمدي كان يجي يصطبح عندي وهو رئيس، لأنه احنا من أول المطاعم في صنعاء".
ظل المطعم يقدّم طبق 'الفول' لكبار الشخصيات في الدّولة، الذين كان معظمهم يأخذونه إلى المنازل أو المكاتب (سفري)، كما أن كثيرا من السياح، الذين كانوا يزورن صنعاء، لزماً عليهم تذوّق طبق 'الفول' اللذيذ.
ووفقاً للفايق، مطعمه يُعد ضمن أول 3 مطاعم في صنعاء. عند الرابعة والنصف فجرا، يستيقظ الثمانيني "يحيى الفايق"، مالك مطعم الفول الشهير بـ"فول القاع"، تقتصر مهمّته، في ذاك التوقيت اليومي، على الذهاب لإيقاظ عمّال مطعمه من نومهم باكراً، ليتمكّنوا من تحضير كمية كبيرة من الفول لوجبة "الإفطار"، بحيث يتسنّى له الإشراف على كافة المقادير بصورة يومية.
جزء من ذلك للحفاظ على المذاق المتميّز للفول، الذي يتميّز بتقديمه للزبائن مٌذ أكثر من أربعة عقود. ينتهي دور الرجل المُسن بعد أن يكون قد أنجز الترتيبات اللازمة، ليغادر المكان عند السابعة صباحاً.
ينوبه بعد ذلك أصغر أولاده (أمين)، وهو شاب ثلاثيني، حاصل على شهادة 'البكالوريوس' تخصص 'تقنية المعلومات'، يدير مطعم والده الذي يقدّم وجبتي "الإفطار والعشاء" فقط.
يقول أمين ل'بلقيس': "أنا أصغر إخواني، وما بش من يساعد الوالد إلا أنا، لأنه إخواني الكبار مشغولين".

من البداية حتى الشٌهرة

منتصف سبعينيات القرن الماضي، افتتح يحيى الفايق مشروعه الصغير، الذي تشاركه مع شخصين آخرَين منذ التأسيس، حينها كان لا يزال شاباً.
وكطبيعة الشراكة عند اليمنيين، التي دائماً لم يكتبْ لها النجاح، يقول الحاج يحيى ل'بلقيس': "جلسنا شركاء يجي 5 سنين، لأنه في البداية كان مابش عمل خيرات، وفلتوه لي".
ظل مطعم الفايق حتى بداية التسعينيات، يقدّم أنواعا من المأكولات، التي لم يكتبْ له التميّز فيها منذ الافتتاح.
خلال تلك الفترة، شهدت صنعاء حِراكاً تنموياً في مجالات مختلفة، نتيجة لحدَثين هامين: إعادة تحقيق الوحدة اليمنية، وعودة المغتربين اليمنيين من الخليج، جعل كثيرين يتوافدون إلى عاصمة بلادهم لتأسيس مشاريعهم الخاصة، والدفع بعجلة التنمية.
يقول الفايق ل'بلقيس': "تحرّكت كل الأعمال بصنعاء من يوم قامت الوحدة".
وكون موقع المطعم في منطقة تتوسّط العاصمة، وقُربه من العديد من المصالح الحكومية، منحه فُرصة تقديم وجبة الإفطار لبعض موظّفي تلك المصالح، الذين كانوا يفضلون 'الفول' فقط، دون بقية الأطباق الأخرى.
قال أمين ل'بلقيس': "الموظفون هم اللي تركوا سُمعة طيبة عند الناس عن المطعم". حينذاك أُلغيت قائمة أطباق المأكولات في المطعم، وتخصيصه لتقديم طبق "الفول" بصورة أساسية، في وجبتي الإفطار والعَشاء، عبر أحد الطباخين يُدعى 'العزِّي'، الذي تميّز في تقديم طبق 'الفول' بمذاق مختلف.

وكان لاسم 'العزِّي' نصيب من الشُّهرة، إذ يعرفه بعض الزبائن "فول العزِّي"، طبقاً لعبدالعزيز الحنشلي. البالغ من العمر 50 عاما (أحد زبائن المطعم) في حديثه ل'بلقيس'.
وكان العزِّي قد تُوفي في العام 2016م، عن ستين عاماً، نتيجة جلطة، كونه كان مُصاباً بداء "سُكر الدم".

تعددت أسماء الشُّهرة للمطعم، لكن 'الفول' واحد.
يقول أمين ل'بلقيس': "بعض الزبائن يسمونه 'فول القاع'، وبعضهم 'فول حبشي'، وآخرين فول العزِّي".
طيلة عُمر هذا المطعم لم يحدث أن تم تحديثه أو توسعته، رغم كثرة زبائنه الذين يفترشون الأرصفة المجاورة له، لتناول طبق 'الفول'.
تملأ شُهرة المطعم أرجاء المدينة، كونه أحد أقدم المطاعم التي تميّزت بتقديم 'الفول' بمذاق فريد، إلا أن الطابع التقليدي لا يزال حاضراً بشدّة، يظهر جلياً في غياب الأسلوب العصري والحديث في تنظيم وإدارة المطعم.
يقول أمين ل'بلقيس': "المكان الذي احنا فيه هو أحد الأسباب، في عدم التوسع والتنظيم، خصوصاً قُرب المطعم من السوق التجاري، ومبنى المطعم أوقفه مالكه وقفاً خاص، بحيث يتم توزيع الإيجار، الذي ندفعه، للفقراء والمساكين عن طريق أحد أبناء صاحب الوقف، وهو من بيت زُهرة".

مستمرون رغم الظروف


كثرة الاضطرابات، التي مرّت بها العاصمة صنعاء في مراحل مختلفة، كانت تلقي بنتائجها السلبية على الأوضاع المعيشية للناس ومصادر دخلهم.
يستذكر أمين ما سمعه من والده "بحسب الوالد، المطعم كان يتضرر بشكل كبير في كل الأحداث من حين فتحوه، مثل أحداث الثمانينات ما يعرف بـ'انقلاب محمد خميس'، وكذلك أحداث صيف 94م، التي انعدم فيها الخبز، والسكر".
وكما هو حالياً، ونظراً للظروف الصعبة للمواطنين، خصوصاً الموظفين، نال المطعم نصيبه من الضرر، ما أدى إلى الاستغناء عن كثير من عمَّاله، نتيجة للأوضاع، حيث لم يعد يعمل فيه سوى 11 عاملاً، وفقاً لأمين.
ويبلغ سعر النفر الواحد 600 ريال، أي ما يعادل دولاراً واحداً (سعر الصرف في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي).

منوعات

أجهزة طبية قطرية حديثة لمرضى القلب في تعز

الهلال الأحمر القطري يدشن بالشراكة مع قطر الخيرية، العمل بجهاز القسطرة القلبية Azurion 3 F15، في تعز وهو من الأجهزة المتطورة والحديثة المستخدمة في التشخيص الدقيق والعلاج الآمن لأمراض القلب والأوعية الدموية.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.