منوعات
"مُعلَّم يمني" يحوُّل مجلسه الخاص إلى منتدى فني أسبوعي
في ذروة مرحلة الصراع، ازدهر القمع، وزادت حِدة الانتهاكات ضد الحركة الفنية اليمنية، فيما كان الشغف بأصالة الموروث الغنائي، حليفاً لروح المعلم والتربوي الفذ "أمين رزاز"، الذي استطاع أن يوفق بين مسار مهنة التعليم، واهتماماته الفنية، واحتواء الموهوبين، إنه المُتيّم بضمير العاشق المخلص؛ لتتبلور في ذهنه فكرة تأسيس منتدى فني أسبوعي، يمثل ملتقى لهواة الغناء اليمني بمختلف ألوانه، تمكن من افتتاحه خلال العام 2018، وذلك بتحويل مجلسه الخاص في منزله المتواضع إلى مقر للمنتدى، الذي أسماه "ديوان الطرب".
يجتمع فيه الفنانون والعازفون والشعراء والملحنون، بعد ظهيرة كل أربعاء أسبوعياً؛ لإبراز مواهبهم وتداول إبداعاتهم حتى المساء، طبقاً لما قاله أمين لموقع "بلقيس".
- مكسب للفن
يشكِّل ديوان الطرب مركزاً مهماً لحفظ التراث الغنائي اليمني بألوانه المتعددة، في ظل غياب دور الجهات المعنية بتشجيع ودعم نجوم الفن الواعدين، وتحفيزهم على الاستمرار؛ نظراً للاضطرابات التي يعيشها البلد منذ سنوات.
يقول "رزاز" لموقع بلقيس: "الفن اليمني يمر بفترة مخاض عسيرة وصعبة، مع وجود شعاع أمل إبداعي كبير هنا وهناك على كل الأصعدة، تملكني الشغف والحب للفن وتراثنا الغزير".
وأوضح: "ديوان الطرب مكسب فني لكل المبدعين، هدفه الحفاظ على التراث اليمني من المتلاعبين، ولصوص تسجيل الأغاني ونشرها، التواصل مع النجوم، وتوجيه الدعوات لهم، دعم وتشجيع المواهب والنجوم".
وفي سياق متصل بإسهامات ديوان الطرب، التي حققها للحركة الفنية محلياً، يضيف: "استطعنا إبراز العديد من النجوم، والشعراء والأدباء والملحِنين، ونطمح لإنشاء معهد خاص بديوان الطرب، للتعليم الفني، وتأسيس فرقة موسيقية باسم الديوان".
يُشار إلى أن المنتدى يهتم بكافة ألوان الغناء اليمني دون تمييز لون عن غيره، إضافةً إلى اهتمامه بالفنون الثقافية الأخرى، الأدبية، الموسيقية، ك: الأناشيد، المزمار، الرسم، والنحت.
- علاقة تفاعلية
يقول "رزاز" لموقع بلقيس: "علاقة ديوان الطرب بالفنانين ممتازة جداً، شخصياً أعتبرهم مثل أولادي، وهم يعتبروني الأب الروحي لهم وللفن، لقد عملت على إعادة من توقفوا عن الغناء، وأسعدني رؤية احتفاء الجماهير والمتابعين بهم، وبعودتهم إلى العمل الغنائي بعد سنوات من التوقف والانقطاع".
ويتلقى رائد هذا المنتدى الفني الأسبوعي إشادات واسعة من مختلف الأطياف والمكونات الثقافية والأدبية، نظير مبادرته الذاتية التي يقدمها، في خدمة ودعم المجال الفني والغنائي محلياً.
ويأتي حرص مؤسس "ديوان الطرب" ضمن سياق حث جميع المتفاعلين له على بذل مساعي الود كثقافة وسلوك، في إطار تقوية روابط الادإنتاج الفني بين المعجبين وأصحاب الذائقة الغنائية من جهة، والفنانين والعازفين والملحنين والمنتجين من جهة أخرى.
ويرى أن "الفن والموسيقى لغة مشتركة، تفهمها كل الكائنات ومختلف الشعوب، كل المتفاعلين مع ديوان الطرب يقدمون لنا النصح، بالاستمرار، ومواصلة العمل في المجال الغنائي، واكتشاف المواهب وتقديمهم على الساحة الفنية".
وبرغم الجوانب التقليدية السائدة، على الأجواء الطربية في المنتدى، إلا أنه يقدم رسالة فنية واجتماعية خالدة، لما يتميّز به المؤسس من حضور بارز، في الوسط الفني بصنعاء، وبعض المحافظات اليمنية.
ويعتبر "أمين" -في حديثه لموقع بلقيس- أن "الفن رسالة عظيمة تتجاوز كل الحدود، لا يتقيَّد بأي عُقد مهما كان جذرها، يوحّد قلوب المحبين في كل بُقعة، على اختلاف أجناسهم وأشكالهم".
- رسائل وِدية
عدد من مريدي ديوان الطرب قالوا لموقع "بلقيس": "هذا المنتدى يعد بمثابة مركز ثقافي واسع الطيف، إنه منصة موسيقية وغنائية كبيرة، غرضه المحافظة على الموروث الفني اليمني للأجيال القادمة، وهو مؤسسة متواضعة يشجِّع الفنانين، ويقدِّم لهم الدعم، خاصة الشباب الصاعدين والموهوبين".
يستذكر "رزاز" المشهد، الذي ألهمه لتأسيس ديوان الطرب، بقوله لموقع "بلقيس": "خطرت الفكرة على بالي في أحد الأيام بعد جلسة عُود غنائية مع الفنان أحمد الصبري، والمهندس عبد الكريم الحيمي".
وأضاف: "عندما أنطربت أكثر لحظة توثيق الجلسة بهاتفي، قررت افتتاح المنتدى، وتصوير كل الجلسات الفنية، ونشرها في كل وسائل التواصل الاجتماعي؛ لجذب المتابعين وإخراجهم من الجو المشحون بالعنف".
يطمح راعي المنتدى إلى أن يحظى مجلسه الطربي برعاية المهتمين ولفتتهم الكريمة؛ من أجل توفير مقر دائم؛ ليصبح ديوان الطرب منبراً للفن، ومركزاً لأهله، مبدياً الثناء والشكر الجليل لأسرته، ولجميع من سانده في التأسيس، مهدياً قبلاته لروّاد المجلس.