منوعات

بعرق الجبين.. البخور وسيلة النساء للتنافس والتميّز

25/09/2024, 10:37:20
المصدر : قناة بلقيس - خاص

وجدت العديد من النساء في المحافظات الجنوبية مِن صناعة البخور مجالا للتميّز والرِّيادة، بالإضافة إلى كونها مصدرا للدّخل، لا سيما في سنوات الحرب، جراء تردي الأحوال المعيشية، التي يمر بها البلد، وانقطاع المرتبات، وانهيار العُملة المحلية، الذي انعكس سلبا على معيشة المواطن في اليمن.

وفي ظل تنافسهن نحو الرِّيادة والتميّز، لم تكتفِ النساء بصناعة البخور، والاعتماد على التسويق التقليدي لإظهار منتجهن، بل صِرن يقُمن بتسويق منتجهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتوصيله إلى خارج الحدود الجغرافية للمحافظة أو للبلد.

برز اسم رانيا خالد (35 عاما) كإحدى أبرز النساء في السنوات الأخيرة في محافظة لحج، اللاتي تميّزن في إتقان وصناعة البخور وتسويقه، بعد عِدة سنوات من الاعتماد على صناعته وبيعه في الحي نفسه، حتى صارت تعتمد بشكل كبير في تدبير شؤون حياتها على ما تنتجه يداها.

تقول رانيا -لموقع "بلقيس"- إن الدافع الأساسي في توجهها إلى هذا المجال كان هو الرغبة في المعرفة، والاعتماد على الذات في صناعة المنتج بدلا من شرائه من السوق، وهذا الأمر جعلها تفكِّر فيما بعد في تطوير منتجها ونقله إلى الأسواق والمناطق الأخرى.

وأشارت إلى وجود نساء "دَلَّالَات" تعتمد عليهن في التسويق، وهن عاملات في المرافق الحكومية، أو الخاصة، حيث يقمن بتسويق منتجها وسط الطبيبات، أو الممرضات، بالإضافة إلى معلمات يقمن بالدور ذاته في المدارس، ناهيك عن اعتمادها على مواقع التواصل الاجتماعي لعرض منتجها من البَخور.

اتّجهت بعض النساء -في طريق تطوير عملهن- إلى افتتاح العديد من المراكز والمحال التجارية، وذلك لرفع مستوى الأداء، حيث يعد "مركز هبابة" للبخور والعطور -في قلب مدينة المنصورة بعدن- من أشهر المراكز التجارية، التي تديرها رائدة البخور العدني "هبة ناظم".

لكن سونيا عبد الباري -وهي من أقدم صانعات البخور التي بلغت تجربتها رُبع قرن في هذا المجال- ترى أن التسويق المنزلي أفضل من التسويق الذي يتم عبر الأسواق والمحال التجارية، وهي تعتمد عليه بدرجة رئيسة، حيث ترى أن الزبون، الذي يصل للشراء من المنزل، يعرف الجودة والتقنية التي تتم من خلال عملية صناعة البخور بخلاف المنتجات، التي يتم أخذها من الأسواق دون التأكد من مصادر إنتاجها.

وأشارت إلى أن المردود المالي من وراء هذا العمل رائع، ويُسهم في تطوير المشاريع، وهو يعتمد على العائد المالي الكبير، وفي الوقت ذاته مكّن النساء من الاعتماد على ذواتهن في تحسين وضعهن، لكن تظل السُّمعة هي الكنز الذي تسعى الرائدات في صناعة البخور للحصول عليه لما له من انعكاسات إيجابية في توسّع عملهن نحو نطاقات أوسع.

وترى أم أنيس، التي تعمل في إنتاج وصناعة البخور في مدينة المنصورة بعدن منذ أكثر من 15 عاما، أن تشجيع النساء يُسهم في تطوير أنفسهن وإبداعهن، ومساهمتهن الفاعلة في تحقيق تكامل أسري، وتحمل المسؤوليات المنزلية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، خاصة وأن مادة البخور تعد من العطور الرائجة في اليمن، تقتنيها العشرات من الأسر على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة.

وأشارت -في حديثها لموقع "بلقيس"- إلى أن الكثير من النساء اللائي يعملن في صناعة البخور صرن يقدن دفة البيوت بعد عجز الرّجال، وتوقف وانقطاع المرتبات، وشحة الأجور، ولِما صار لمنتج البخور من عائد اقتصادي جيّد، وهذا الأمر ربّما كان العامل الأبرز وراء وقوف بعض الرجال في دعم النساء لتسويق منتجاتهن؛ سواء في نطاق المنطقة أو المناطق الأخرى.

يبيّن تقرير للجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، الذي تم إجراؤه في اليمن قبل اندلاع الحرب، أن مشاركة المرأة في القوى العاملة بلغت 6% مقابل 65%، كما انخفضت عمالة النساء، جراء تضرر القطاع الخاص، بنسبة 43% مقابل 11% في عدد النساء العاملات في عدن.

في السياق ذاته، قال تقرير لمركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية إن "الشركات المملوكة للنساء أكثر تضررا من الشركات المملوكة للذكور، على الرغم من أنّ عدد الشركات المتضررة أقلّ بكثير، حيث كانت تمثّل 4% من مجموع الشركات في قطاع التجارة والخدمات والصناعة".

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.