منوعات

من العزلة إلى الابتكار.. قصة ملهمة لفتاة يمنية

04/12/2024, 07:28:51

منذ اللحظة التي ولدت فيها، أتيت إلى هذا العالم بساق طبيعية وأخرى قصيرة. كان الجميع يعلمون أنني أعاني من إعاقة، لكن لم يفهم أحد حقًا كيف يكون العيش معها"، تتذكر ياسمين البصير، وهي شابة مناصرة لحقوق الأطفال تبلغ من العمر 21 عامًا.

قصتها هي قصة صمود وعزيمة وأمل، على خلفية الصراع والاضطرابات في اليمن.

تشير نتائج أحدث تقرير للمسح العنقودي متعدد المؤشرات إلى أن 18 في المائة من الأطفال في اليمن يعانون من نوع من أنواع الإعاقة.

نشأت ياسمين وهي تعاني من عدم فهم الأطفال في عمرها لحالتها حيث كان البعض يرفض اللعب معها لأنها مختلفة عنهم. 

تقول: "عندما كنت طفلة، بينما كان الأطفال الآخرون يلعبون ويمرحون، كنت أحاول اللعب معهم لكن بعضهم ممن لم يكن أولياء أمورهم يشجعوهم على اللعب معي، كانوا يرفضون اللعب معي".

أدى عدم مقدرة الأسرة والمجتمع في توفير الأجهزة المساعدة والبيئة الشاملة إلى الحد من تفاعل ياسمين مع الأطفال الآخرين وقتها.

وعلى الرغم من جهودها، شعرت ياسمين غالبًا بلسعة التعاطف من المحيطين بها.

كان حلمها بسيطًا ولكنه عميق: المشي بحرية بدون عكازات.

تقول: "أردت أن أحمل حقيبة كتف وأشعر بيدي، خالية من علامات العكازات". ومع ذلك، فإن تكلفة وتوفر ساق اصطناعية في اليمن جعلت هذا الحلم يبدو مستحيلاً.

لقد أدى الصراع المستمر منذ تسع سنوات إلى تفاقم التحديات التي يواجهها الأشخاص ذوو الإعاقة، مما يجعل من الصعب الوصول إلى الخدمات الأساسية والدعم.

لم يتزعزع عزم ياسمين أبدًا حتى حين بلغت ياسمين الثانية عشرة من عمرها، لم تكن لديها ساق اصطناعية. "بينما كان العلم يتقدم وكان الناس يتجهون إلى الفضاء، لم تكن ساقي الأخرى قادرة على الوصول إلى الأرض"،تقول ياسمين.

لقد زادت الحرب في اليمن من تعقيد حياتها عندما اغلقت المدرسة أبوابها بسبب الحرب واضطرت للإلتحاق بمدرسة أخرى حيث واجهت التنمر والتمييز.

على الرغم من هذه الصعوبات، تفوقت ياسمين أكاديميًا. تقول ياسمين"كنت دائمًا في أوائل الصفوف. لكن لم تكن بمدرستها تلك بيئة صديقة للأشخاص ذوي الإعاقة تسمح لهم بالسير على عكازات إلى المسرح لتلقي جوائزها، ولم تقبل التنوع كطريقة طبيعية للحياة.

وعلى الرغم من هذه الحواجز الاجتماعية التي تحول دون المشاركة، فقد انضمت ياسمين إلى برلمان الأطفال حين كانت في الصف التاسع، حريصة على الدعوة إلى التغيير، نحو مجتمع أكثر شمولاً يقبل التنوع.

بالإضافة إلى ذلك، شاركت ياسمين في أنشطة لليونيسف للدعوة إلى حقوق الطفل مثل السلام وحقوق الأطفال ذوي الإعاقة. كتبت ياسمين رسالة من الأطفال في اليمن وسلمت الرسالة إلى ممثلة اليونيسف في ذلك الوقت، والتي شاركتها بدورها مع المديرة التنفيذية لليونيسف .

أشعلت هذه التجارب شغف ياسمين بالمشاركة في الفرص التي تشعر فيها بالإندماج.

لقد برزت مرونة ياسمين عندما حصلت أخيرًا على ساق اصطناعية بعد الكثير من المثابرة والأمل.

تقول: "كان تدريبي الأول بالساق الاصطناعية صعبًا. تعثرت وسقطت، لكن أملي ورغبتي في المشي أبقوني مستمرة". لقد اتخذت رحلة ياسمين منعطفًا مهمًا عندما اكتشفت مجال الأطراف الصناعية.

"في البداية، لم أكن أعلم بوجود هذا المجال من الدراسة في اليمن. سمعت عنه عندما كنت أدرس في جامعتي السابقة"، كما توضح. فتحت زياراتها المتكررة لمركز الأطراف الصناعية في صنعاء ومنحة حصلت عليها لدراسة الأطراف الصناعية، فتحت لها فرصة جديدة.

لم تكن دراسة الأطراف الصناعية خالية من التحديات. تقول ياسمين"نظرًا لأن تخصصنا له تطبيق عملي أكثر من النظري، فإن الوقوف لفترات طويلة في المختبر يتعبني لكنه لا يثنيني على العمل".

وعلى الرغم من هذه العقبات، تظل ياسمين مصممة على التفوق في مجالها. هدفها هو تحسين جودة الأطراف الصناعية لنفسها وللآخرين، وخاصة أولئك في المناطق الريفية الذين يواجهون صعوبات في الوصول إلى العلاج.

"شعرت بروعة الإنجاز عندما نجحت بأول تطبيق عملي في صنع طرف صناعي أنا وقلة من الطلاب. كان الطرف الصناعي الذي صنعه كل واحد منا ممتاز".

إن رحلة ياسمين هي شهادة على قوة الروح البشرية. وتؤكد قائلة: "نحن جميعًا بشر، ونواجه جميعًا تحديات. يواجه الأشخاص ذوو الإعاقة الحركية تحديات فريدة، لكننا لسنا مختلفين أو أقل قدرة".

تدعو ياسمين من أجل مزيد من الدعم والتفهم للأشخاص ذوي الإعاقة. كما تؤمن ياسمين أن الحواجز الاجتماعية التي تحول دون المشاركة هي التي تعيق الناس وليس ظروف الإعاقة نفسها التي يعيشون فيها.

في عمر السادسة عشر، تقف ياسمين البصير أمام رسمتها التي تسلط الضوء على احتياجات الأطفال ذوي الإعاقة. كان هذا ضمن نشاط رسم قامت به اليونيسف مع مؤسسة يمنية للأطفال في اليمن في 2019. الصورة تعبر عن طفل ذي إعاقة حركية مستخدما كرسيا متحركا ويلعب كرة السلة في بيئة جميلة نظيفة.

منوعات

بين الخردة والكتب.. معركة يومية للأطفال من أجل البقاء

لم تترك الظروف الاقتصادية الصعبة التي مرت بها عشرات الآلاف من الأسر اليمنية خلال السنوات العشر الماضية مجالاً للطفولة للاستمتاع بمرحلتها، إذ دفعت تلك الظروف المئات من الأطفال للعمل في جمع الخُردة كوسيلة لمساعدة أسرهم في مواجهة متطلبات الحياة.

منوعات

يستمر لأكثر من 4 أشهر .. معرض في فرنسا يربط عدن بمرسيليا عبر التاريخ والفن

عدن المدينة التي اختارها الشاعر الفرنسي أرتور رامبو لتكون محطة في حياته بعد أن تخلى عن الشعر في أوج عطائه، وترك أضواء باريس ليغوص في عالم التجارة والمغامرات، يُستحضر أثره اليوم بطريقة غير مباشرة، في تجربة فنية معاصرة. بين الذاكرة والتاريخ، وبين الحكاية الفردية والتجربة الجماعية للمدن والموانئ، يُفتتح السبت المقبل في مركز لا فييّ شارتيه، بمدينة مرسيليا الفرنسية، معرض موسع يستمر حتى التاسع والعشرين من مارس 2026، بالتعاون مع متحف اللوفر.

منوعات

قاض أمريكي يصدر حكما بسجن يمني 5 سنوات في قضية تهريب بشر.. ومحاميه يصفه بأنه من أكثر الأحكام سخفا

في خطوة تجاوزت إرشادات العقوبات الفدرالية التي أوصت بالسجن لمدة ستة أشهر فقط، أصدر قاضٍ فدرالي، يوم الاثنين، حكمًا بالسجن خمس سنوات على رجل يمني دفع لمهرّبين من أجل مساعدته على دخول الولايات المتحدة، وفق ما أوردته قناة "FOX10 News" الامريكية.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.