مقالات

الجديد في تفاوض الشقيقة والحوثي!!

20/01/2023, 07:27:14

تفاوُض الشقيقة والتحالف مع مليشيا الحوثيين ليس بجديد.. وتقديمهما تنازلات لمليشيا الحوثيين ليس بجديد أيضا. 

الشقيقة (السعودية) والتحالف قدَّما لمليشيا الحوثيين أهم من كل ذلك.. بقاؤها في صنعاء ومنع الجيش من التقدُّم عنوان بارز في نهج الشقيقة والتحالف، كما أنهما قدَّما لمليشيا الحوثيين "نِهم والجوف" حين أثارا الخلافات بين قيادات الجيش وزرعا الفتن.. حين اغتالا الأبطال بطائراتهما..

الشقيقة والتحالف أوجدا مليشيات في عدن لتنقلب على الشرعية، دعماً لبقاء مليشيا الحوثيين وأحدثا شرخاً كبيراً في الصف الوطني وتجاذبات سياسية وصلت إلى حدّ القتل والتشريد والتعذيب والسجون ليظل الحوثي بمشروعه الزائف من فوق الجميع يقهر وطناً، ويُمنح الانتصارات التي هو غير جدير بها، لولا الشقيقة والتحالف اللذان أخلصا له ومكناه من دولة بيسرٍ وسهولةٍ، فيما هو لم يكن شيئاً مذكوراً. ولم يكن ليتوقَّع كل ذلك السخاء من أجله.

الشقيقة والتحالف ذهبا إلى سقطرى والمهرة ودخلا جزراً لا يوجد فيها الحوثي، وتواجدا بعدتهما وعتادهما، وأدارا ظهورهما عن الحوثي الذي جاءا من أجل إنهاء انقلابه، وإعادة الشرعية إلى المسار الطبيعي.

الشقيقة والتحالف هدّا حلماً وقضيا على تطلُّعات شعب بأكمله، وأرهقا الجيش الوطني ليبقى الحوثي هو الفك المفترس أو هكذا أراداه؟؟

 الشقيقة والتحالف اللذان شيطنا الجيش في تعز، وقطعا عنه كل وسائل الدعم حتى لا يتمكن من فك الحصار عن المدينة، ومضيا يحميان عرين الحوثية بخلق كثير من القضايا الهامشية، وجعلها أساسية، وتجاوز المتن إلى الحاشية، وخلق بُؤر فتن واحترابات في المناطق المحررة، ليبقى الصراع على القضية الوطنية محتدما، فيما هما يمارسان لعبة شد الحبل مع جميع الأطراف.

الشقيقة والتحالف أطاحا بعشرات القيادات الوطنية تحت مسميات مختلفة من أجل إضعاف الجيش حتى يستتب الأمن لمليشيا الحوثيين في صنعاء ومحيطها، وتبقى نار فارس مشتعلة لا تقبل الإطفاء لمزيد من صناعة الحرائق، وتأزيم الحياة، وإشعال فتيل الفتن من نار فارس المقدَّسة، التي يباركاها ورأيا فيها ما يعزز طموحاتهما كشقيقة وتحالف، أو كصداع قوي يحقق أهدافا جانبية ليست من الوقوف مع اليمن في محنته في شيء.

الشقيقة والتحالف هما من أجبرا الوفد اليمني على توقيع اتفاق ستوكهولم لصالح مليشيا الحوثيين، ووقف تحرير آخر معقل للمليشيا «ميناء الحديدة»، ورضيا بتنازلات لا مبرر لها، ولا تؤدي إلا إلى ضياع دولة وإلحاق أفدح الضرر بالإنسان اليمني، الذي كان يرى فيهما عوناً وسنداً، فلم يجد غير طعنة في الظهر نجلاء.

الشقيقة والتحالف قدَّما لمليشيا الحوثيين كل ممكنات البقاء، وانتزعا من الشرعية كل مقوِّمات النصر والقوة، ومنحا الحوثي طاولة مفاوضات وأحقية الجلوس بالتساوي مع الدولة اليمنية على أرضية واحدة، ليفرض اشتراطاته التي تنفذ دون حتى مناقشة فيما هو كان يستحق المحاكمة جراء انقلابه. والشقيقة والتحالف والشقيقة والتحالف…. الخ، لذلك ليس بجديد أن يتحاوروا وأن يتفاهموا وأن يرسموا خططهم المشتركة للمستقبل.

إن تقبَّل الشقيقة والتحالف أن يسيرا لمليشيا الحوثيين واردات النفط اليمني فالأمر ليس مستغربا.. فقد سبق ذلك محافظة الشقيقة والتحالف على إبقاء واردات الاتصالات وميناء الحديدة وهيئة الطيران المدني و، و، و، و.... والكثير من الإيرادات، التي تساوي أضعاف واردات النفط، تورَّد لصالح مليشيات الحوثيين.. 

 نحن بهذا المعنى إزاء تخادم واضح، ولعب على القضية الوطنية، وإفقاد الوطن سيادته واستقلاله، ووضعه في مُفترق طُرق تؤدي جميعها إلى الضياع وإلى تشعُّبات، الله وحده يعلم متى المخرج منها.. إذاً لا جديد ينتظر من تلك التفاهمات سوى انتقالها من تحت الطاولة إلى فوق الطاولة.

أما الجديد بالنسبة للقوى الوطنية في هذا الحدث فهو مستوى الوعي، وسقوط جميع الأقنعة التي كانت تتغنَّى بشعار استعادة الدولة وهزيمة المليشيات والاذرع الايرانية.. والحقيقية اليوم أصبحت كالشمس أمام الشعب والجيش الوطني والمقاومة والقوى الوطنية.

الجديد أننا ما زلنا واقفين على أقدامنا أيدينا على الزِّناد نقاوم كل تلك المؤامرات، ونقف في مواجهة تحدِّيات خارجية وداخلية بصناعة الشقيقة والتحالف وفارس على السواء، فكلتاهما تزعزعان أمن واستقرار الوطن، وتمنحان وطناً خالصاً لمن لا يستحق، ولمن يكيد كيداً، حتى بالشقيقة نفسها، وسيأتي حينٌ من الدَّهر لتفقه جيداً معنى ما ارتكبته من حماقات في حق نفسها قبل الوطن اليمني..

والجديد أن ثقتنا بالله أولًا، وبأنفسنا وبالأبطال في الجبهات، تزداد قوة، ولن نحيد قيد أنملة عن وطننا، وسننتزع سيادته وحقه في العيش من مخالب المتكالبين والمتآمرين والساعين في الأرض فساداً.

 الجديد، أيضاً، أن إرادتنا لتحرير صنعاء متجذِّرة، سنفديها بكل غالٍ ونفيس -باذن الله- وسنقاوم من يريد بالوطن سوءا وخداعاً وتضليلاً وزيفاً، ومن يتساوق مع فارس ونارها المتوقِّدة في تنفيذ فعل المؤامرات الخبيثة.

الجديد الأهم أن اليمن وُجدت جمهورية، وستبقى جمهورية.. والجديد الأهم أن معركتنا لهزيمة انقلاب مليشيات إيران مستمرة لن تتوقف حتى تحقيق النصر الناجز -بإذن الله- [وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون].. صدق الله العظيم.

مقالات

مستقبل الشرعية اليمنية إلى أين؟

في خضم الأحداث والتحولات التي يمر بها اليمن حالياً، كسائر دول المنطقة، جاءت إقالة أو استقالة رئيس الحكومة اليمنية السابق (أحمد عوض بن مبارك) لتكشف، ليس فقط عن أزمة بنيوية مركبة تعانيها جميع مؤسسات “الشرعية”، أي القيادة والحكومة، بل لتوضح عمق تلك الأزمة، سواء على مستوى الأداء السياسي أو المالي والإداري، أو على صعيد تعثّر محاولات معالجة الوضع الاقتصادي، الذي يشهد تدهوراً ملحوظاً يتمثل في شُحّ واردات الدولة من قيمة النفط والغاز بعد استهداف جماعة الحوثيين لموانئ التصدير والتهديد بمهاجمة الناقلات القادمة إليها، والتراجع الحاد لسعر العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية، وما يترتب على ذلك من غلاء في معيشة المواطنين وحصولهم على قدر مقبول من احتياجاتهم الضرورية.

مقالات

عقدٌ في بلقيس.. حين يكون الإعلام التزاماً

في زحام الأيام، لا ندرك كم مرّ من الوقت إلا عندما يستوقفنا تاريخ ما، أو ذكرى، أو لحظة تستحق التأمل. واليوم، نتوقف طويلًا عند هذه اللحظة، عشرة أعوام من العمل في قناة "بلقيس"، عشر سنوات ليست مجرد رقم بل مسار طويل من التجربة، ومن الحكايات، من وجوه الناس، من صدى أصواتهم، من تعبهم وأحلامهم، عشر سنوات من الإيمان بقضية، والتمسك بها، رغم العواصف، ورغم الرّياح التي حاولت إغراق السفينة.

مقالات

بلقيس.. حين أنجبت الثورة ضميرها

عشرة أعوام مضت على تأسيس قناة بلقيس، كأنها عبور كوكبي في مدار الحقيقة، عشر سنوات لم تكن مجرد زمنٍ يُقاس بالساعة والتقويم، وانما كانت تشكُّلًا وجوديًا لقناةٍ لم تكتفِ أن تكون مرآة للواقع، بل أرادت أن تُعيد صياغته،

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.