مقالات
إيران باعتبارها إسرائيل أخرى
غداة "الرد" الإيراني على استهداف إسرائيل قنصلية طهران في دمشق، نشر علي خامنئي "مرشد الثورة"، في حسابه على منصة "x"، مقطع فيديو لما بدا أنها صواريخ إيرانية تمر في أجواء القدس تظهر مسجد قبة الصخرة، تعليقاً على الفيديو، كتب هذه العبارة "سيغدو القدس الشريف بأيدي المسلمين، وسيحتفل العالم الإسلامي بتحرير فلسطين".
حاول الرجل الظهور، في المنشور، أمام الجماهير وكأنه قد شن لتوه حرب استرداد المسجد الأقصى!
قبل يوم واحد من الهجوم، الذي أثار الكثير من الجدل في العالم العربي بشأن حقيقته، كان حساب "الإمام خامنئي" نفسه يتوعد بمحاسبة "الكيان الخبيث".
لم يشر ولو من بعيد إلى فلسطين، ولم يتحدث عن القدس الشريف، ولا المجازر الإسرائيلية الوحشية التي لم تتوقف بحق سكان غزة، وذهب إلى دوافعه الخاصة مباشرة. من ضمن ما كتبه "عندما يهاجمون قنصليتنا فإن ذلك بمثابة مهاجمة أراضينا. الكيان الصهيوني الخبيث أخطأ في هذه القضية ويجب أن يعاقب، وسينال العقاب على ذلك".
بين المنشورين، يمكن القبض على خامنئ وحكومته متلبسة وهي تتلاعب بقضية فلسطين على نحو يفصح عن إستراتيجيتها الخبيثة في توظيف القضية الأهم لتقديم نفسها قائدة للعالم الإسلامي، وتعزيز نفوذها.
هنا تظهر القضية الفلسطينية تمثل حاجة لإيران أكثر منها رغبة في الاندفاع خلفها لمؤازرتها وإسناد الشعب الذي يرزح تحت أطول احتلال.
بالنظر إلى النجاحات، التي تحققها إيران على ظهر هذه القضية، فإن بقاء الاحتلال الإسرائيلي أفضل ألف مرة من زواله!
لا ينطوي الأمر على أي مبالغة، فالنظام الإيراني، وهو يبدو في الضفة المقابلة لإسرائيل، في الواقع يقف تماماً إلى جانبها على نحو لا يختلف كثيراً عن تلك الأنظمة العربية المرتبطة بعلاقة غرام صريحة بتل أبيب!
أبعد من ذلك، نظام طهران هو إسرائيل أخرى، ضرره لم يتوقف عند حدود.
نقطة تفوقه أنه كان قادراً -على مدى عقود- على العمل في ورديتين متناقضتين: مناهضة أمريكا وإسرائيل، والتعاون معهما، سواء كان ذلك بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وفي كلا الحالين كان يكسب.
على أن مصدر هذه المساحة الهائلة للحركة ليس الأدوار المرغوبة دولياً لهذه النوع من الأنظمة الطائفية، ودهاء النظام هناك فحسب، بل إن من يزعمون معاداته من العرب، كان لهم دور مهم في هذا الصعود، وإسقاط العواصم العربية الأربع، الواحدة تلو الأخرى!
في كل مرة أظهرت فيها إيران عداءها لإسرائيل كانت تخفي علاقة مباشرة من نوع ما، أو كانت سياستهما تلتقي في النتائج مع الهدف من صناعة إسرائيل نفسها: شل المنطقة وإضعاف دولها، وتمكين المشروع الطائفي "اليهودي" من التغلغل والحصول على المزيد من الهيمنة.
عملية "طوفان الأقصى" هي آخر ما تحاول طهران استغلاله، وركوب موجته لمصلحة مشروعها الطائفي المشترك مع الدولة اليهودية، وهناك سجل طويل من الاستغلال والتوظيف لقضية فلسطين في أجندة نظام الملالي منذ إعلان الجمهورية الإسلامية، التي قدِم قائدها من فرنسا عام 1979م.
كان نظام "الثورة الإسلامية" -الطائفية في الحقيقة- أول من فتح أبواب طهران لياسر عرفات، ومنح مقر السفارة الإسرائيلية لسفارة فلسطين، لكنه كان، في الوقت عينه، يدعم المليشيات التي تقف جنباً إلى جنب مع القوات الإسرائيلية لطرد الفلسطينيين من لبنان!
وفي الوقت الذي أعلن فيه الخميني عن تخصيص الجمعة الأخيرة من كل رمضان ليوم القدس، كان يفتح قنوات الاتصال بإسرائيل، ويستقبل جسوراً جوية من الأسلحة الإسرائيلية، وقطع غيار الطائرات الأمريكية لمواجهة العراق في حرب الخليج الأولى!
لقد كان العراق يوضع في أعلى لائحة التهديدات العسكرية لإسرائيل منذ وقت مبكر، وكان هذا التهديد هو أول ما شغل عقل الخميني وقلبه الحقود على بغداد؛ ليبدأ عهده بشن الحرب على العراق بقصف بلدات عراقية، فاشتعلت واحدة من أكثر الحروب دموية لثماني سنوات.
لا يستطيع نظام "الثورة الإسلامية" المزعوم محو فضائح علاقته، ولا صفقات التسلح التي أبرمها مع إسرائيل في باريس بوساطة أمريكية في ثمانينات القرن الماضي، ولا التعاون بين طهران وتل أبيب لقصف المفاعل النووي العراقي.
هذا التعاون سيظل يلح على طهران "الصفوية"، وسيجعل من إسقاط العراق هدفاً، مثلما هو هدف إسرائيلي عبّرت عنه "خطة أودد ينون" الشهيرة، وكل هدف إسرائيلي هو أمريكي بالطبع، إذ لم تمر سوى بضعة أشهر على الغزو الأمريكي للعراق، حتى قال محمد أبطحي، نائب الرئيس الإيراني وقتها خاتمي، مباهياً لولا الدعم الإيراني فلم يكن بوسع أمريكا السيطرة على بغداد وكابول بسهولة، هي العبارة نفسها التي سيكررها رفسنجاني لاحقاً.
سيخرج بعد ذلك بول بريمر، الحاكم العسكري الأمريكي، الذي تشارك مع الفصائل الشيعية نهب وتدمير العراق، ليخبر العالم بنفسه عن مهمة بلاده هناك: لقد أسقطنا ألف عام من الحكم السني للعراق، لكأنه كان يتحدث بلسان خامنئ شخصياً!
فعلياً كان بريمر يبشر بالحقبة التي ترى فيها إسرائيل وأمريكا أن أفضل طريقة لتمزيق خارطة المنطقة هي إثارة جموح إيرن الطائفي. لذلك لم تستطع المواجهة "الجماهيرية"، التي خاضها حزب الله مع إسرائيل في جنوب لبنان عام 2006م إخفاء الوجه والدور الطائفي القبيح الذي ستؤديه هذه المليشيات في ذبح السكان السنة في العراق وسوريا؛ ترسيخاً للنهج الذي بدأه بريمر.
وإذا كانت أنظمة عربية "معتدلة" تتلاعب بالثورة السورية النبيلة، وهي تنتفض بوجه الجزار الأسد، فإن إيران وحزب الله "المقاومَين"، بالإضافة إلى نظام الأقلية العلوية الطائفي، كانوا يخوضون معركة حماية إسرائيل؛ كما قال رامي مخلوف عن الدور الرئيس، الذي يقوم به ابن خاله بشار!
من حيث الوظيفة، يبدو أن جميع الأطراف "المعتدلين والمقاومين"، التي تدخلت في الشأن السوري، كانت تؤديها باتقان!
إن إيران، التي طالما وضعت أمريكا في صورة الشيطان الأكبر، كانت هي دائماً الفائز في الغزوات الأمريكية: من العراق إلى أفغانستان وسوريا وحتى اليمن، حين قررت واشنطن مكافأة طهران كنوع من الوفاء بالتزامات الاتفاق النووي.
ورغم العداء الظاهر والقطيعة بين الشيطان الأكبر والدولة الراعية للإرهاب -كما هو وصفها في الخطب الأمريكية- فإن الأمريكان يبدون ولعاً شديداً بايران. والولع ليس حصراً بإيران ذات الجذور الحضارية الفارسية التي تلهب حماسة الغربيين، بل إنهم مولعون أيضاً بإيران الشيعية المعتنقة للمذهب الجعفري، الذي قرر بايدن دراسته على يد معلم متخصص!
هذا "الولع" دفع أوباما إلى التواصل مع إيران في 2010 إابرام اتفاق نووي معها.
يكشف بن رودس، مسؤول ملف سوريا في مجلس الأمن القومي الأمريكي (2011- 2013) ثم مسؤول ملف مفاوضات الملف النووي مع إيران، في كتابه "العالم كما هو"، أن أوباما كان دائما يتحدث بود ظاهر تجاه إيران وإعجاب شديد بحضارتها، مقابل احتقار العرب. هذا ليس مهماً، فالحكومات العربية لا يبدو أنها فعلت شيئاً من أجل أن تحظى بالمكانة نفسها!
المهم في ما كشفه المسؤول الأمريكي، هو فحوى الاتفاق النووي، الذي التزمت فيه طهران بإيقاف أنشطتها النووية مقابل إطلاق يدها في الشرق العربي!
وكانت المكافأة أبعد من الشرق، إذ أن جملة الحوافز، التي حصلت عليها طهران برفع العقوبات، مكنتها من الحصول على 400 مليار دولار ساعدتها في دعم تمددها في سوريا والعراق واليمن ولبنان وأفريقيا والمغرب العربي؛ هكذا يقر بن رودس!
ومن الأسف، فإن أول جائزة لتوقيع الاتفاق كان سيطرة مليشيا الحوثي على صنعاء. أتذكر حينها أن متحدث البيت الأبيض لم يكن مهتماً بجريمة الانقلاب، الذي قامت به المليشيا ضد الرئيس الشرعي، بل ركز اهتمامه على "الانتقال الآمن للسلطة"، الذي يجب أن يتلو الحدث!
مرة أخرى، سيكون من المهم الإشارة إلى أن أنظمة عربية "معتدلة"، بعضها عُرف بارتباطاته الوثيقة بإسرائيل، كانت تقدم خدمة جليلة لمحور "المقاومة" للفوز بصنعاء، وتمويل سيطرة ذراع إيران على اليمن، كما فعلت في العراق وسوريا ولبنان!
هل تضر هذه السياسات بإسرائيل وأمريكا، وتخدم القضية الفلسطينية إجمالاً؟
إلى ما قبل مجيئ نظام "الملالي" كانت فلسطين هي الوجع العربي الوحيد، الذي يستأثر باهتمام الحكومات كما الشعوب، وتقود غضبهم، لكن إيران "الخمينية" جعلت من أربع دول عربية "فلسطينات" أخرى، دفعت البعض إلى الحديث عن مزايا "الاحتلال الإسرائيلي" مقابل البشاعات والفظائع التي ارتكبتها مليشياتها الطائفية!
لقد أطلقت يد إيران في بلد كالعراق غني بموارده البشرية الكفؤة، وهو من أغنى دول العالم بالموارد الطبيعية والمواد الخام، وقد انتهى إلى مجرد خريطة ممزقة بالسياسات الطائفية، وإيران هي من تسمي قادته، وتتحكم بالعملية السياسية المدمرة منذ 20 عاماً. ومع أن هذا البلد العربي العزيز يدور في فلك إيران، ويتماهى معها طائفياً، فإن طهران حرصت على ملشنته، وحالت دون وجود مؤسسات حكم عراقية وطنية.
يتحدث "بن رودس" كيف فرضت إيران نوري المالكي رئيساً للوزراء في العراق عام 2014 بعد تفاهمات مع أمريكا، وكيف أمرت طهران المالكي بفتح سجون عناصر القاعدة لتشكيل "داعش".
لقد انسحب عناصر الجيش، وقوامه 20 ألف عنصر، من مدينة الموصل السنية، وترك عتاداً عسكرياً بقيمة 20 مليار دولار، ليسيطر عليها 600 عنصر من "داعش"، التي صنعت للتو، وأبقت لهم حكومة المالكي 600 مليون دولار في فرع البنك المركزي العراقي مصاريف تشغيلية!
سيتحول "داعش" لاحقاً إلى بعبع عابر للحدود "يضطر" الولايات المتحدة إلى تشكيل تحالف دولي لتدمير الموصل، الحاضرة السنية الأكبر في العراق. وذريعة لضرب الثورة السورية، وسيكون دوماً في الخدمة حين يقتضي إلحاق الأذى بأحد ما في أقطار ودول عديدة.
قبل ذلك، وبالتزامن معه كانت المخابرات الإيرانية تعبث بالمراقد الشيعية، تفجيراً واغتيالات للمراجع، لتأليب العراقيين على بعضهم، وإدامة الصراعات التي تجعل من وجودها في العراق حاجة ماسة وضرورية لحماية الشيعة!
ولأن عقل النظام العربي مدمن فرارا من ساحات مواجهة استحقاقات وجوده، والتحديات التي تحدق به، فإن الجوائز لم تفتأ تتهاطل على إيران. تخلى العرب عن القضية المركزية، التي كانت تمد أنظمتهم ببعض المشروعية، وانفرط عقد المسبحة، فالسلام الذي اُضطرت إليه دول كانت مشتبكة مع إسرائيل، أخذ معه دولاً ثرية، وأخرى تمد نظرها للحصول على مزايا الالتحاق بضيعة التطبيع.
ثم إن محطة الربيع العربي، التي هبت بمطالب الحريات، دفعت الأنظمة، التي كانت ترتبط بعلاقات سرية مع إسرائيل، إلى الذهاب هرولة لتطبيع شامل بلا شروط، وهي ليست مضطرة.
المفارقة أن بعض هذه الأنظمة زعمت أنها تريد تعويض اختلال توازن القوة مع إيران، رغم أنها ساهمت بسياساتها في إحداث هذا الاختلال، ولم تحصل على الأمن في المقابل رغم التطبيع!
هذا الجنون والعبث، الذي فرط بالأمن القومي للدول، وانخرط في لعبة لا تمنح الدولة العربية سوى الأصفار، لم يكتفِ فقط بترتيب العلاقات الخاصة بالدول المعنية مع إسرائيل، بل أراد لعب أدوار قيادية لمصلحة المخططات الإسرائيلية!
تلك التطورات كانت توشك على تصفية القضية الفسلسطينية بعد سلسلة من التفاهمات، التي نتجت عن الاتفاق الإبراهيمي، فجاء الطوفان. إنه طوفان فلسطيني خالص، تسليحاً وتضحية ودماً، لكن إيران، التي اتخذت من القضية الفسطينية المقفرة عربياً مجالاً جديداً للمناورة والاستغلال، تريد أن تلتهم المشهد بكامله.
وسط هذه الحرب، أطلقت طهران التحذيرات، ووضعت الخطوط الحمرء أحياناً أمام إسرائيل، على سبيل الدعاية طيلة فترة العدوان الوحشي، لكن إسرائيل واصلت المجازر.
وبينما كانت تنفي صلتها بعملية "طوفان الأقصى"، كانت آلتها الإعلامية وأذرعها تحاول الإيحاء بأن المقاومة الفلسطينية تعتمد عليها كلياً في تسليحها.
ضمن هذه المساحة المتاحة، أمسكت بريموت تحريك الأذرع للقيام بهجمات محدودة لا تحدث أثراً في ميزان معركة المقاومة مع إسرائيل، لكنها تمنح طهران دعاية مؤثرة في الشارع العربي والإسلامي كطرف "وحيد" يسند المقاومة. والمقاومة الفسطينية "سنية" يحاصرها العرب، وتدعمها إيران الشيعية!
هكذا تكون طهران قد حصلت على أفضل دعاية لم تخطر على بال شيطان.
أما حين لاحت لها الفرصة لإثبات ما تزعمه عن العداء لاسرائيل، عقب استهداف الأخيرة قنصليتها في دمشق وقتل عدد من قيادات الحرس الثوري، فقد بدا ذلك في صورة المأزق لطهران، وليست الفرصة لإنفاذ "فيلق القدس معركته التي يصقل بها سيفه في دماء العرب منذ أربعين عاماً!.
ظهر ذلك في الرد "الرحيم"، والمنسق مع أمريكا، وتحول إلى توسل إيراني بالامتناع عن التصعيد. ثم ظهرت أكثر صور طهران تذللاً عندما رفضت توجيه اتهامات لإسرائيل بشن هجوم في عمق الأراضي الإيرانية بأصفهان!
لاريب أن إيران تتصرف مدفوعة بحساباتها ومصالحها، وهي مستعدة للتعاون مع "الشيطان" نفسه لتحقيقها. ذلك تعبير عن الفراغ العربي، إلى حد كبير، والانسحاب الغريب من الملف الفلسطيني، كقضية تمسّ الأمن القومي المباشر للدولة العربية. غير الأمن، هناك الروابط الدينية والقومية، وحتمية الجغرافيا، التي تفرض التزاماً عربياً رسمياً ثابتاً تجاه حق الفلسطيني في تحقيق دولته ومواجهة الاحتلال. لقد كان تعبيراً واضحاً عن التخلي، أو لنقل الهزيمة. في المقابل تتلبس طهران وأذرعها النزعة الثورية المصطنعة، وهم يتحدثون عن "معاركها" مع إسرائيل.
الحق أن إيران ليست نقيضة لإسرائيل، ولا تسعى لزعزتها كهدف رئيس لتحركها. لنقل بصورة أدق: إنها ليست عدوتها، وفي أوقات كثيرة يمكن القول إنها ليست صديقة بصورة كاملة!
إيران تنافس إسرائيل إقليمياً ضمن الحدود المرغوبة دولياً؛ لشل أي محاولة لنهوض سني.
على نحو ما، فإن وجود الدولة الطائفية، التي تمثلها إيران، وتسعى لاستنساخها في الإقليم العربي، هي ضمانة الوجود الطويل للدولة "اليهودية" وتبريرها، في محيط مفكك وضعيف.
إن الدمار الهائل، الذي أحدثته سياسات إيران في المنطقة العربية، يحضر في صورة 4 دول صارت فاشلة، وحولتها إلى ساحات حرب ودمار هائل، قتلت الملايين، وشردت العشرات، وأعادت هذه الدول قروناً إلى الوراء.
والمؤكد، من خلال وقائع أربعين عاماً، أن طهران إذا كانت تسعى لشيء فهي تسعى لهزيمة شعوب السُّنة، وهي تقاتل بكل الوسائل لتطييف المنطقة، وإشعال الحرائق في كل مكان تطاله.
فهل تخدم هذه السياسات الإيرانية معركة تحرير فلسطين، أم تختطفها؟
لو أتيح لإيران الاختيار بين أن ترى فلسطين محررة، وبين أن يستمر الاحتلال ودولة إسرائيل اليهودية، لاختارت الأخيرة.
خطاب مواجهة وتحدي إسرائيل الكذوب كان هو الذي حملها على خيل لاحتلال أربع عواصم عربية. وهو الخطاب الدعائي نفسه الذي ما يزال يستثير تعاطفا شعبيا واسعا، رغم أن إيران باتت عارية تماماً كدولة عدوة لا تقل خطراً عن إسرائيل. داخل هذه اللعبة المحسوبة دولياً يكمن دهاء إيران وانتهازيتها.