مقالات
خطاب المقاومة درس لحركات التحرر!!
كان أبو العبد صاحب أقوى المواقف في حركة حماس منذ نشأتها، وتدرجه في المناصب حتى وصل إلى أعلى؛ ليكون رئيس المكتب السياسي لحماس، وهو ابن المعاناة الفلسطينية، وكان لقيادته لحماس أثر كبير في تطور فكرها السياسي، ونمو الفكر العسكري.
ظهر إسماعيل هنية، أمس، متحدثاً عن اليوم العشرين من القصف الصهيوني لغزة، ومرور عشرين يوماً منذ السابع من أكتوبر، حيث تم كسر جبروت والكبرياء الفارغة لاسرائيل وجيشها المدجج بكل أنواع الأسلحة، وكان خطابه من أقوى الخطابات العسكرية والتحررية في القرنين الماضيين.
كان خطاباً مركزاً ودقيقاً وعميقاً مما ينقل للعالم الحقيقة البيضاء للمقاومة الحقة وشرعيتها ضد الاحتلال، وتمنينا لو لم ينته من هول ماغرس فينا نحن العرب والمستمعين- من مبادئ عظيمة في دقائق معدودات على عكس ما يفعل الذي أدمن الخطابة من نخرته، إلى حد أنه أستهلك الزمن، وأضاع عشر سنوات من حياة اليمنيين الشرفاء.
أما إسماعيل هنية فقد أبهر العالم، وحركات التحرر، وعظماء الإنسانية في دقيقتين أو ثلاث، وجعل العالم كله يبدون أمامه كتلاميذ في الصف السادس، ولا أعتقد بأننا في حاجة إلى تفصي ما تحدث عنه، بل نحن بحاجة إلى التركيز على استهداف إسرائيل لأطفال غزة اليوم، الذين سيكون رجال المستقبل، كما كان أطفال الحجارة رمز اليوم "السابع من أكتوبر" العظيم.
إنَّ أعين العالم الحر تتسمَّر أمام الشاشات وهي تشهد مناظر الجرائم الصهيونية والطائرات الإسرائيلية وهي تصطاد أطفال غزة بهذه الوحشية والجبروت والعنف والإجرام، واختصار الهولوكست مجدداً بيد المحتلين الجدد المثيرين للسخرية، وهم يتحدثون عن فلسطين باعتبارها أرض الوطن لليهود، مع أن التاريخ لم يترك بلاداً بيد أي محتل إلاَّ وخرج منها مذموماً مدحوراً مهما تطاول عدد السنين عليه.
إنَّ الإحتلال - أياً كان - يظل احتلالاً مهما تبدَّى وجهه القبيح حسناً، لكن لم يشهد العالم احتلالاً بغيضاً كما هو الحال مع الاحتلال الصهيوني البغيض لأرض فلسطين الحرة الأبية.
إنَّ أطفال غزة، الذين يودعوننا ونودعهم كل يوم، وكل مساء، بدموع الرجال الغزيرة، إنما هي دموع لشحن بطاريات قلوب الرجال الأحرار في فلسطين، رجال المقاومة الحقيقية، وليست دموع ما يسمى بمحور المقاومة الصنيعة الفارسية الرخيصة المتآمرة على المسلمين.
إنَّ الخطابا ت، التي غيّرت مجرى التاريخ، تكاد تكون معدودة على أصابع اليدين، سواءً كانت هذه الخطابات على أرض المعركة، كما كان الأمر في العصور الخوالي، أو كما هي اليوم عبر الشاشات ووسائل التواصل التي تصل إلى كل نقطة عمياء.
إنَّ بعض الخطابات تستطيع أن تتفوق على كل إعلام الأعداء، ومن حالفهم جميعاً، وتستطيع أن تتفوق على أعتى الأسلحة في الميدان؛ لأن الإنسان بحد ذاته هو أخطر الأسلحة على الإطلاق، ومن ينكر ذلك فهو إما جاهل، أو لا يدرك الإنسان ذلك المجهول.
إنَّ تركيز رئيس المكتب السياسي لحماس على طلب الدعم المالي والأسلحة والدعم بالتكنولوجيا لهو مؤشر كبير جداً على قراءة المقاومة للمستقبل، وأننا أمام حركة تتعامل بواقعية شديدة مع محيطها العالمي ومع العصر، وتنأى بنفسها عن المهاترات مع كل من يختلف معها، أو يعاديها، سواء من العرب أو الفلسطينيين أنفسهم، وهذا مؤشر عظيم لاتصارها الحتمي.
إنَّ حماس، جناح فلسطيني مقاوم مع الجهاد وكتائب الأقصى، بحاجة إلى جناح الضفة، وهو المسجون في زنازين الأحتلال الصهيوني، البطل المقاوم مروان البرغوثي، فك الله أسره.
لن ينسى العرب يوم السابع من أكتوبر، ولن ينسى أنصار المقاومة، ولا كل حركات التحرر في العالم هذا الخطاب العظيم وتفاصيله، الذي سيدرَّس، وينبغي أن يُدرَّس في كل جامعات الوطن العربي والعالم.
أما خطابات "محور الممانعة"، أو التي تتمنع وهي راغبة الملثوغة بآراء وغيرها، فلا جدوى منها، ولا خير فيها للأمة على الإطلاق؛ لأنها مجرد أكاذيب فارسية صفوية، وأكاذيب سلالية لصوصية!