مقالات

ذكرى الانطلاقة.. سنوات المتعة والألم

08/05/2023, 08:46:02

بمهنية عالية أعادت شاشة "بلقيس" تعريف قضية اليمن على أساس الوطني واللا وطني.

هذا التصنيف لم يكن مجرد صدفة، بل قادم من محددات ثلاثة للحظة الراهنة: الانقلاب والحرب والتدخلات الخارجية

لم يكن ليتحقق ذلك سوى بطاقم صحفي متمكن يبذل جهودا مضاعفة من خلال فريق متميز، لاسيما الميداني، من يعملون منذ 8 سنوات في مناطق ملتهبة، أقل ما يمكن وصفها بفوهة بركان يغلي. 

كشف مؤامرات العابثين بالخريطة ودم سكانها، وفضحهم على المباشر، الرسالة الأكثر تأثيرا، خصوصا إذا ما جرى تقديمها بطراز رفيع، وبدافع ألا يغيب اليمن في زحمة منصات السوشيال، وبريق أضواء الإعلام الرقمي الغاوي.

الطريقة التي يجب أن يبقى بها اليمن حيا في وجدان اليمنيين هي من خلال وسائل إعلام تكرس أداءها، وتسلكه بخط تحريري حر ومضاد لمشاريع التمزيق، بدافع احترام المشاهدين، وأخذهم إلى مركز الحقيقة لا محيطها. 

دأبت هذه الشاشة منذ الإشهار على تبني مسار صريح ضد انقلاب مليشيات متعددة، رجعية وتشطيرية، استهدفت ونهبت الدولة، وكانت "بلقيس" في صدارة المناوئين، لتجد نفسها في مواجهة مشاريع داخلية وخارجية، خصوصا دول الإقليم. 

لذلك في زمن الإعلام المتحول، ظل الخبر المهني -هنا في غرفة التحرير- هو الاستثناء لا القاعدة، وسيبقى مقدسا، والرسالة مهنية ذكية وساطعة.

هذه الانطلاقة الثامنة هنا أيضا هي موعد الوخز بالذكرى المؤلمة، إذ فقدت "بلقيس" -الوسيلة المهنية المثابرة- من طاقمها الميداني أربع مشاعل غابت في السماء، سقطوا على مذبح الوطن، قتلوا في غضون سنوات.

ومن أجلكم كجمهور وفيٍّ، وإيمانا بحقكم وحقهم، ضمد الرفاق الجراح وساروا.

لا يمكن إسكاتنا: قالوا ومضوا

استمرُوا بتوثيق الصورة وتجسيد الموقف.. أنتجوا وصدروا آلاف القصص، وتقارير خلّفها الرصاص والقنابل والألغام وقصف المدافع والطائرات.

ورغم منع وملاحقة مراسليها، تفردت الشاشة بضوئها الفاخر وصوتها العالي على مقاس عدساتها بمواكبة أحداث اليمن الكبير، منذ أيلول الكئيب، وخريف الصحافة الحزين في مايو 2015 حتى اللحظة.

عمل مهني راقٍ ورفيع من أجل الناس، ومن آمن بهم، وشاركهم محنة وطن ومأساة يمن، يصفه الإعلام الدولي بالبلد الأقل حظا في العالم، بينما نحن -أبناءه- ندرك حقيقة ذلك، من وراء الخراب الكبير الممتد، ويمكن أن يكون لنا -كجمهور وصحفيين- شاشة واحدة تزخر بالمضمون، وتلمع بالصورة والكلمة، والكثير من العمل بكل صدق ومهنية.

مقالات

شهيد الحرية والربيع أمجد عبد الرحمن

صدر كتاب جديد عن الشهيد الخالد أمجد عبد الرحمن. في صدر الكتاب وفي الغلاف الأخير وبالخط الأحمر: "اغتيال أمجد جريمة مستمرة". ويقينًا، جريمة اغتيال الناشط المدني وداعية الحق والحقيقة، الشاب: أمجد عبد الرحمن، تبقى حيّة ومؤرِّقة ما دام قتلته يسرحون ويمرحون، وربما يستطيعون استمرار الاغتيال، الأخذ بالقصاص مهم.

مقالات

السودان.. هل من فرص لاستعادة وحدة البلاد حرباً أو سلماً؟

كلما اعتقدنا أن الحرب في السودان اقتربت من نهايتها حتى تعود إلى مربعها الأول، وتتغير قواعد الاشتباك من جديد، لدرجة أننا صرنا اليوم نكاد لا نعرف السودان كما كنا نعرفه بالأمس القريب، فالانقسام السياسي والتناحر العسكري اللذان ينهشا لحمه وينخران نخاع عظمه يجعلانا كل يومٍ أمام مشهد جديد لمأساة هذا البلد الكبير، المترامي مساحةً، والمعقد تكويناً عرقياً وثقافياً إلى حدٍ يصعب معه القول بهويةٍ واحدةٍ للسودان إن كان عربياً خالصاً أو إفريقياً تماماً، أو مزيجاً متجانساً من هذا وذاك.

مقالات

فلسفة تثير الغثيان 3

كنت في كل اجتماع حزبي أشعر أن الحزبية لا تليق بي ولا تصلح لي، ذلك لأن مزاجي وطبيعتي يتعارضان مع الانضباط الحزبي ومع الحياة الحزبية.

مقالات

تهافت القبائل من فلسفة ميكيافيللي

من مطلع القرن الرابع عشر ميلادي إلى الآن نفضت أوروبا عنها خمول القمع، وكأنها انبعثت من نوم أحد عشر قرناً ، أي من بداية العصر المدرسي إلى فلسفة التجريب ، إلى فلسفة الهدم والبناء، على حد قول (فيخته):

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.