مقالات

ذيول لا تُرى

17/04/2023, 10:07:37

لن تشهد اليمن أماناً ولا استقراراً لعدة عقود قادمة. دوٍّنوا هذي النقطة على حسابي، وفي ذمَّتي إلى يوم الحشر، مادام هؤلاء المتقاتلون - جميعهم بلا استثناء - لازالوا على قيد العيش، وعلى قيد الحكم!

قالت جدتي -رحمها الله-: من كان جزءاً من المعضلة، لا يُمكن أن يكون جزءاً من الحل. بتاتاً البتة!

.....

قبل الثورة وبعد الثورة.. قبل الاستقلال وبعده.. قبل الوحدة وبعدها.. قبل الحرب وبعدها.. وهكذا دواليك يؤرخ اليمنيون للحقب المتتالية من حيواتهم بالأحداث الكبرى -السياسية والحربية منها بالذات- وهي أحداث تشير إلى معاناة عظمى أكثر مما تشير إلى انعطافات عظيمة.

وكما قال فيكتور هوجو: "إن للأحداث الكبرى ذيولاً لا تُرى"، فإن ذيول الأحداث اليمنية "لن" تُرى وليس "لا" فحسب، برغم تكرار الأحداث نفسها بالصورة نفسها والسيناريوهات نفسها في كل مرة يحدث فيها هذا التكرار!

.....

يدري اليمنيون أن هذا الحدث أو ذاك سيحدث لا محالة قبل أن يحدث بفترة غير وجيزة. وبرغم ذلك لا يحتاطون لعدم تكراره على النحو التراجيدي الذي سبق حدوثه سلفاً، بل يصرون على ترك الأمور في هذا المضمار لمشيئة الرب وحده، ومشيئة الرب لن تتبدل بالطبع، فهو ترك لهم حرية الاختيار والقرار، ولكنهم أبوا إلاَّ أن يدفنوا رؤوسهم في الرمال في كل مرة، والله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

وإثر كل تلك الأحداث الكبرى لا يتبدى أن ثمة فرقاً واضحاً قد طرأ على الحياة والأشياء في شتى الصعد والمجالات، وإن حدث فهو للأسوأ بالتأكيد، على العكس تماماً من كل نواميس الطبيعة وبدهيات المجتمعات والدول وقواعد الفكر الإنساني!

الملمح الوحيد والقاعدة الثابتة في هذا المضمار هو أن اليمنيين ينقسمون إثر هذا الحدث أو ذاك إلى فسطاطين: الرابحين والخاسرين، أو المستفيدين والمتضررين، فقط ليس إلاَّ. ليس بالمعيار السياسي والعسكري فقط، بل بكل المعايير المنظورة والمخفية.

أما أصحاب المَرْبَع - لا المُرَبَّع - الرمادي القابع في المنطقة الوسطى أو المتداخل في تلافيف المنطقتين، فلا علاقة لهم البتة بصيرورة الأشياء في كل الأزمنة والأحداث، فهم لم يكتبوا التاريخ يوماً، ولم يقرأونه مرة، ولا هم يفهمونه أو يحاولون فهمه في كل الأحوال!

.....

قد نختلف في مقدار ما يمثّله هذا الصنف الآدمي من تمثيل للأقلية أو تشكيل للأغلبية، غير أن المنتمين إليه وقد تفرّقت جيفتهم بين القبائل كلها، قد صاروا مفتاح السرّ في استمرار تكرار السيناريو اليماني على هذا المنوال الدرامي، 

ففي المستنقعات وحدها تتكاثر البيكتيريا، بمفاهيم علم الأحياء وعلم الاجتماع على السواء.. واليمن اليوم مستنقع كبير وعميق وواسع الأطراف!

مقالات

الحوثيون في الاستراتيجية الإيرانية: تحول في ميزان الأدوار لا استبدال لحزب الله

تمثل تصريحات القائد العام للحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد باكبور، مرحلة جديدة لإعادة تموضع إيران داخل ما تسميه طهران "محور المقاومة". يأتي هذا التموضع في سياق تصاعد الضغط الدولي على أذرعها التقليدية في لبنان والعراق، وبعد سقوط نظام الأسد في سوريا، وتراجع هامش المناورة لدى حزب الله نتيجة انكشاف جبهته الشمالية مع إسرائيل، وتصاعد خطر حرب واسعة في الجنوب اللبناني.

مقالات

نتنياهو والالتفاف على خطة ترامب

لا أحد يعلم ما الذي يريده بعد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، من الإصرار على الاستمرار في اختلاق الذرائع لاستئناف الحرب على غزة، رغم قبوله باتفاق وقف إطلاق النار المبرم بمقتضى خطةٍ الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، ورؤية قمة القاهرة لإحلال السلام.

مقالات

السفر رفقة علي عنبة على ضوء القمر

علي عنبة كان الأجمل صوتًا والأكثر قبولًا بين كل فئات المجتمع، فشاركهم أفراحهم وأتراحهم، فقد كان منشدًا دينيًا مبدعًا أيضًا، ويمتلك كل عناصر الفن الأوبرالي والأوكسترالي.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.