مقالات

رسالة إلى الله

10/01/2021, 15:51:01

تتجلَّى أعظم قدرات الله (وقدراته - جلَّ جلاله - عظيمة بالإجمال والمطلق) في أنه وحده: الخالق .. الرازق .. والوارث.

هو الخالق .. لا الدولة، ولا القبائل أو الكتائب.

هو الرازق .. لا الخزانة، ولا الجمارك أو الضرائب.

وهو الوارث .. لا الحكومة، لا الأصحاب ولا الأقارب.

فهلّا أدركنا سُمُوّ الدلالة في مكنون هذه الأسماء؟

لاشكّ في أن بلوغنا هذا الإدراك سيُنجينا - لا محالة - من الوقوع في مهلكة الخوف والجبن والذلّ والهوان والخنوع والاستكانة لبشر، مهما طغى وتجبَّر، أو بغى وتكبَّر.

فما أعظم قدراتك، وانْ عميتْ عنها قلوبنا التي في الصدور.

وما أحقر قدراتنا، وإنْ عظمتْ في نفوسنا الآيلة إلى القبور.

لا يمكن، البتة، الوصول إلى الله عبر محطة أو واسطة بشرية. 

عنوان الله مجهول لدى مكاتب: البريد والفاكس، والتلكس، والهاتف الساخن والنقَّال، والواتس.

الطريق إلى الله سالكة من منفذٍ واحدٍ فقط، ليس برّيّاً ولا بحرياً أو جوّيّاً، يمرُّ فينا إلينا.

الله .. سألتُ عنك الأشياء والأحياء .. أشارت كلها إليك، إلى داخلي.

وقد كنتُ أعرف أن النداء إليك يمرُّ - على الدوام - بموجةٍ ضالّةٍ في الأثير .. بَيْدَ أنني لم أعرف قط - حتى اللحظة - لماذا ضلَّتْ والنور كثير؟

عريان - أنا - إلى ثوبٍ من نسيج سترك ..

جوعان .. إلى حبةٍ من شهيِّ تمرك ..

ظمآن .. إلى لبنك وعسلك وخمرك ..

تُرى هل يطول بي الرحيل إلى سِرِّك؟

يتجاوز حُبُّ الله لهج اللسان وحركات الأنامل وملامح الوجوه، إلى ما وراء مفردات اللغة وقانون الحركة ولا مُتناهية الوجود.

ثمَّة كُوَّةٌ في دَوْح الروح تدعوني إليك، ذات صلاة توحُّد، توجُّد، حلول .. وثمة بابٌ موصدٌ دوني يحول.

اللهمّ نعمتك، لا نقمتك .. رحمتك، لا رجمتك .. فاليقين حقلٌ إلى ذبول، والنار في صدري تصول.

أتُرى لهذا نصَّبَ الضالون أنفسهم ممثلين لسلطتك على الأرض؟ .. وعيَّنَ الغافلون ألسنتهم ناطقة بلسان حالك في وكالات الأنباء ومنابر الخطابة وقارعة الطريق؟ .. وأوفدوا الأمراء والسفراء، وشكَّلوا الفرق والجماعات، وأقاموا البرلمانات والحكومات، تحكم باِسمك من دون رسمك؟

وقد جعلوا منك - رحماك - "Trade Mark" خاصة بسوقهم السوداء!

تاهت عنا الحقيقة وتاه الحق .. وأنت الحق الذي لا يَضلّ ولا يُضلّ، ولو في شَق.

مقالات

الشتاء صديق التجمعات الإنسانية

هناك الكثير من المناوشات بين أنصار وأعداء الشتاء، ولا شك أن أعداء الشتاء هم موالعة القات وما أكثرهم في اليمن بكل أسف. وأعداء الشتاء هؤلاء موزعون على كامل الجغرافيا اليمنية، ونستثني المناطق المتصلة بتهامة مثل حجة وبلاد الشام

مقالات

يسلم باسعيد: صوت الرحيل ودموع المسافر في "سُلّم الطائرة"

كتب الشعر كما تُكتب المنافي على الأرواح؛ كتب الحب كما يكتبه العابر خائفًا من أن تتساقط منه بقية قلبه، وكتب الأغنية كمن يخطّ صوته على زجاج الريح. على متن الطائرة وُلدت أغنية "سُلّم الطائرة"؛ لم تُشغله الغيوم المعلقة فوق الوجود، ولم يفتنه اتساع النوافذ، فقد كان غارقًا في تلك الدموع التي باغتته وهو يصعد السُلّم، دموعٌ تشبه احتجاج القلب على قدره، وتشبه الوصايا الأخيرة للمسافر حين يودّع ظلاله.

مقالات

قراءة مكملة لمقال الدكتور ياسين سعيد نعمان “مكر التاريخ”

لا يستطيع قارئ منصف تجاهل القيمة التحليلية العالية التي حملها المقال الأخير للدكتور ياسين سعيد نعمان، ولا عمق تجربته السياسية الممتدة التي تشكّل رصيدًا نضاليًا لا يُستهان به. فالرجل يتحدث من موقع الشاهد والفاعل، ومن زاوية ترى المشهد اليمني بقدر من الهدوء والخبرة قلّ أن تتوفر اليوم في خضم الصخب الدائر.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.