مقالات

ضد الارتجاع الثوري

23/09/2024, 20:44:06

من السهل جدًا سماع البعض بعيدًا عن الانتقاد المنهجي يشككون بستمبر، وهم في عالم اليوم الذي يضج بمجموعة سياسيين منتقمين يرون في ثورة 26 سبتمبر وفي يمن الجمهورية هزيمتهم، إما أنهم أصحاب طموحات سلطوية شخصية، أو عبوديون خاسرون لذواتهم، وقابلون للارتجاع، وهؤلاء دونًا عن المجموعة الواضحة التي تقابل سبتمبر العداء، وتعتبرها أهم الأحداث التي قضت على حكمها الإمامي، مُلغين كل ما له صلة بماضي الثورة التي قضت على أسوأ نظم الاستبداد في الوطن العربي، ذلك العهد.

تعتبر ثورة السادس والعشرين من سبتمبر بالنسبة لليمنيين، في كل الوطن شماله وجنوبه، أحد أهم الأحداث، وأبرزها، بل الثورة "الأم" كما يطلق عليها اليمنيون، وتأتي نتيجة تسميتهم لها بذلك، اعتبارًا من أنها أصل بقية الثورات وبدايتها، وهي أهم الثوابت المقدسة والدستورية لليمنيين في سبيل الحكم الديمقراطي وتحقيق المواطنة وقيام دولة المؤسسات.

لا يحق لأي مواطن يمني يعتبر العصرية طريقه للمضي قدمًا سبيل اللحاق بركب الحضارات الأخرى، التشكيك بقداسة 26 سبتمبر، هذه الثورة التي كان لرموزها وقادتها أمل التغيير وإخراج اليمن من حكم الكهنوت وتحريره من ربقة الإمامة، إلى عصر حكم الشعب، وهي الديمقراطية التي قد يزعم بعض التافهين من الرجعيين في حقها بعض المزاعم، على سبيل الذكر، أنها صناعة غربية، وهو المضحك المبكي في واقعنا الرجعي اليوم.

لقد ولدنا من سبتمر، ولدنا كثيرًا نحن وأجدادنا وآباؤنا، ومن دماء أحرارها استمددنا طريق الحرية وتنفسنا نور الصباح بإشراقة الضوء السرمدي.

هذه الثورة التي عصفت ونسفت الاستبداد والتخلف والشر كل الشر لفتح آفاق جديدة..!

لا نحتاج فقط لمجلدات ومؤلفات لنعرف عظمة هذه الثورة، يكفينا فقط أن نشاهد مدرسة أو جامعة لنعرف إنجازاتها، كما يمكن أيضًا الاستماع لأجدادنا ومن عاشوا مرحلة الإمامة والثورة لندرك أهمية المحافظة على هذا الإرث التاريخي والنضالي والرصيد الوطني في ذاكرتنا  الجمعية.

نعرف أن هذه الثورة أُجهضت في بعض أهدافها الستة بفعل بعض الشخصيات ممن كانوا في صف الإمامة وانقلبوا سبتمبريين ثوريين بين عشية وضحاها ليحققوا أهدافًا مدفوعة الأجر من دول ومكونات وشخصيات محلية وخارجية.

أولئك الإماميون بلبوسات عدة، من الذين انضموا للثورة ليعطبوا حلم الشعب بإمكانياتهم الضخمة، بدأت الثورة تتجه مسارات عدة، وهنا تبرز حكمة "الغزو من الداخل"، وأن الخائن المحلي أشدُّ خطرًا من المستعمر الغازي.

رغم هذا التآمر الإقليمي وتكالب قوى التخلف وعشاق العبودية على هذه الثورة المباركة، إلا أنها فتحت لنا طريق النور، حيث لا يمكن إنارته مرة ثانية بالظلامية..!

من يقرأ الماضي والحاضر سيدرك كيف حدث إجهاض لثورة فبراير الشبابية السلمية من قبل رموز كانوا في صف الثورة يعملون لصالح مشروعهم الأناني الخاص، ويقضون أغراضهم الحزبية و"العسقبلية" -المكونة من العسكر والقبيلة- على الصعيد السياسي والعسكري والمدني، سيدرك حينها كيف حدث نفس الفعل في سبتمبر، ولو أن المقارنة ليست منصفة وغير منطقية، ولا علاقة لسبتمبر بفبراير حتى من حيث المسميات؟

ولكن فقط نوضح كيف تتشابه الممارسات في طريق الخيانة والعمالة والارتزاق.

من المسؤول الأول عن هذه الإخفاقات المتتالية لثورات اليمن؟ وما هي القاعدة والرؤية الثورية التي يتحرك بموجبها الثوار؟

صحيح أن الثورة غضب شعبي وقدر إلهي، لكن لا يعقل أن تقوم هذه الثورات دون مهندسين.. بلا شك أن الشعب لم يجنِ أهم الثمار الملموسة لثوراته المتكرره منذُ أول ثورة قام بها لتأمين حياته الكريمة والعادلة للجميع، والأهم لضمان عدم عودة الظلاميين وثوراتهم المضادة.

وربما حاجة الشعب الثائر نفسه لثورة توعوية تنويرية تثقيفية من قبل المكلفين بنضالية الحدث في مستواه الفكري والباحثين والدارسين الآخرين، وذلك قبل التحرك في أي عمل ثوري لمعرفة القضية والثورة التي خرج لأجلها غير مكترث بالمخاطر والموت ووبال الاستبداد والعنجهية السلطوية.

قد أكون مُخطئًا في تصوري وطرحي هذا، لكني أتساءل هل هناك مكاسب تحققت فعلًا لهذا الشعب الثائر منذُ بدايات القرن الماضي وحتى اللحظة باستثناء بعض أهداف من سبتمبر؟!

والسؤال الصارخ الثوري الأخير لنبدأ: كيف يمكن إعادة تصحيح المسار الوطني والثوري، وعدم السماح للقوى الرجعية بمصادرة هذا الحق وهذه الطريق التي منها وإليها ينتمي كل حر شجاع وطني يؤمن بقيم التعايش والسلام؟

مقالات

الوجْه الآخر للمملَكة

التحوّل والبناء، الذي يجري في السعودية، مُثير للاهتمام، لكن بقدر إثارته للاهتمام يقدم صورًا شديدةَ التناقض في جوانب أخرى.

مقالات

الاستعراض اللغوي والمعرفي

الكثير من الكتابات تشدنا إليها وتدعونا إلى الغَوص في أعماقها، وأساليبها المتباينة والمتنوّعة، وقليل من الكُتاب الذين يستطيعون الإمساك بزمام الأمور، وشَد انتباه القارئ من أول لحظة بالفطرة والثقافة الموسوعيّة، والإبهار المعرفي عن طريق الإبهار اللغوي، واللغة المكثّفة المُوحِية، وتنوُّع أساليب العَرض، ومناقشة قضايا جوهرية تتّصل بالوجود الإنساني، وإشكالياته المُعاصرة.

مقالات

أبو الرُّوتي

مثلما كان البَوْل يسيل منّي لا إرادياً، كان المُخَاط هو الآخر يسيل من أنفي لا إراديا مع الفارق، وهو أن البَوْل يسيل في الليل أثناء النوم، فيما المُخَاط يسيلُ في النهار وأنا يقظ؛ لكنه كان يسيل بطريقةٍ مَرَضيَّةٍ لكأنّ أنفي جُرح ينزف، وكان الذين يَعبُرون من أمام بيتنا -حين يبصرون السائل الفيروزي يجري في سائلة أنفي- يصرخون بي: "اتْمخَّط ياب".

مقالات

فلسطين جرح الإنسانية النازف

لا يمكن في الأصل أن نفّوت عند الحديث عن القضية الفلسطينية حادثة وفاة السنوار الأخيرة التي توجت بعد مسيرة صمود ونضال طويلة أسطورية بالشهادة. وذلك لشيئين واحدٌ منهما حزن الناس العام في الوطن العربي، الذين بكوا عجزهم، وصمت زعمائهم الخاذل للشعب الفلسطيني وقادته الذين تركوا في الأرض الفسيحة مهوى لنيران العدو مواجهين مصيرًا هو أقذر ما يمكن للبشرية أن تصل إليه من الممارسة العدوانية القائمة على سفك الدماء وتدمير المنازل وقتل كل مظاهر الحياة، كل الحياة، شجرها وحجرها وناسها.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.